من دعاء أعرابي يرويه سفيان الثورى يقول :
إلهى من أولى بالزلل والتقصير منى وقد خلقتنى ضعيفاً . ومن أولى بالعفو عنى منك وعلمك فىّ سابق ،
وأمرك فىّ محيط أطعتك بإذنك والمنة لك ، وعصيتك بعلمك والحجة لك فأسألك بوجوب حجتك
وانقطاع حجتى ،وبفقرى إليك وغناك عنى ، أن تغفر لى وترحمنى ، إلهى لم أحسن حتى أعطيتنى ،
ولم أسىء حتى قضيت على، اللهم أطعتك بنعمتك فى أحب الأشياء إليك ، شهادة أن لا إله إلا الله ،
ولم أعصك فى أبغض الأشياء إليك ، الشرك بك ، فاغفر لى ما بينهما ، اللهم أنت أنس المؤنسين
لأوليائك وأقربهم بالكفاية من المتوكلين عليك ، تشاهدهم فى ضمائرهم ، وتطلع على سرائرهم
وسرى اللهم لك مكشوف ، وأنا إليك ملهوف إذا أوحشتنى الغربة آنسنى ذكرك ،
وإذا أصمت علىَّ الهموم لجأت إليك ، استجارة بك ،
علماً بأن أزمة الأمور بيدك ،
ومصدرها عن قضائك .
وكان إبراهيم بن إسحاق الحربى يقول : اللهم قد آويتنى من ضناى ، وبصرتنى من عماى ،
وأنقذتنى من جهلى وجفاى ، أسألك ما يتم به فوزى ، وما أؤمل فى عاجل دنياى ودينى
ومأمول أجلى ومعادى ، ثم ما لا أبلغ أداء شكره ولا أنال إحصاءه وذكره ، إلا بتوفيقك وإلهامك ،
أن هيجت قلبى القاسى ، على الشخوص إلى حرمك ، وقويت أركانى الضعيفة لزيارة عتيق بيتك ،
ونقلت بدنى لإشهادى مواقف حرمك ، اقتداء بسنة خليلك ، واحتذاء على مثال رسولك
واتباعاً لآثار خيرتك وأنبيائك وأصفيائك ، صل الله عليهم وأدعوك فى مواقف الأنبياء عليهم السلام ،
ومناسك السعداء ، ومشاهد الشهداء دعاء من أتاك لرحمتك راجياً ، عن وطنه نائياً ولقضاء نسكه مؤدياً ،
ولفرائضك قاضياً ولكتابك تالياً ، ولربه عز وجل داعياً ملبياً ولقلبه شاكياً ولذنبه خاشياً ،
ولحظة مخطئاً ولرهنه مغلقاً ، ولنفسه ظالماً ، وبجرمه عالماً
دعاء من جمعت عيوبه ، وكثرت ذنوبه وتصرمت أيامه ، واشتدت فاقته ، وانقطعت مدته ،
دعاء من ليس لذنبه سواك غافراً ، ولا لعيبه غيرك مصلحاً ، ولا لضعفه غيرك مقوياً
ولا لكسرة غيرك جابراً ، ولا لمأمول خير غيرك معطياً ، ولا لما يتخوف من حر ناره غيرك معتقاً ،
اللهم وقد أصبحتُ فى بلدٍ حرامٍ ، فى يوم حرامٍ ، فى شهرٍ حرام ، فى قيام من خير الأنام أسألك
أن لا تجعلنى أشقى خلقك المذنبين عندك ، ولا أخيب الراجين لديك ،
ولا أحرم الآملين لرحمتك ، الزائرين لبيتك ، ولا أخسر المنقلبين من بلادك ،
اللهم وقد كان من تقصيرى ما فد عرفت ، ومن توبيقى نفسى ما قد علمت ،
ومن مظالمى ما قد أحصيت ، فكم من كرب منه قد نجيت ، ومن غم قد جليت ،
ومن هم قد فرجت ، ودعاء قد استجبت ، وشدةٍ قد أزلت ، ورخاء قد أنلت ،
منك النعماء وحسن القضاء ، ومنى الجفاء ، وطول الاستقصاء ، والتقصير عن أداء شكرك ،
لك النعماء يا محمود ، فلا يمنعنك يا محمود من إعطائى مسألتى ، من حاجتى إلى حيث انتهى لها سؤلى ،
ما تعرف من تقصيرى ، وما تعلم من ذنوبى وعيوبى ، اللهم فأدعوك راغباً وأنصب لك وجهى طالباً ،
وأضع خدى مذنباً راهباً ، فتقبل دعائى وارحم ضعفى ، وأصلح الفساد من أمرى ،
واقطع من الدنيا همى وحاجتى ، واجعل فيما عندك رغبتي ، اللهم واقلبني منقلب المدركين لرجائهم ،
المقبول دعاؤهم ، المفلوج حجتهم ، المغفور ذنبهم المحطوط خطاياهم ، الممحو سيئاتهم .
المرسود أمرهم منقلب من لا يعصى لك بعده أمراً ، ولا يأتى بعده مأثماً ، ولا يركب بعده جهلاً ،
ولا يحمل بعده وزراً ، منقلب من عمرت قلبه بذكرك ولسانه بشكرك ، وطهرت الأدناس من بدنه ،
واستوعبت الهدى قلبه وشرحت بالإسلام صدره ،
وأقررت قبل الممات عينه وأغضضت عن المآثم بصره ،
واستشهدت فى سبيلك نفسه يا أرحم الراحمين .
وصل الله وسلم على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً كما تحب ربنا وترضى
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
منقوول
وجزاكى خيرا
|
اللهم آمين
|
يسلمو يا قمر