كانت آخر الصرعات الغريبة هي ريجيم الطعام النيئ، التي تزعم أن حمية الغذاء غير المطبوخ تتضمّن تخفيف الوزن، والحصول على البشرة الصحية وإبعاد علامات تقدم السن، تخفيض في خطر الإصابة بأمراض القلب ومرض السكّري، والحياة الأطول.
وريجيم الطعام النيئ متنوع ويهدف إلى تحقيق التوازن بين المواد الحمضية والقلوية، التي تكون المأكولات والتي تعتبر ضرورية للجسم، ولهذا السبب فهو يشتمل على الكثير من الفاكهة والخضار والبذور والمكسرات، والحبوب الكاملة غير المصنّعة، ومنتجات الألبان غير المبسترة، وعصائر الفاكهة والخضار الطازجة.
وهذا الريجيم استعمل قبل 60 سنة للتخسيس لمعالجة مشاكل الارتفاع في الضغط الدموي والأمراض القلبية وأمراض الكليتين واضطرابات الكبد وأوجاع الرأس.
المبدأ الأساسي لحمية الأطعمة النيئة هو أن تسخين أو طبخ الغذاء يهدر الإنزيمات المهمة الموجودة في الأطعمة التي تساعد على امتصاص وهضمِ الغذاء، على اعتبار أن طبخ الغذاء يهدر أيضا القيمة الغذّائية له، ولهذا يجب أن تشمل الحمية 75 % على الأقل من الأطعمة النيئة.
– الحصول على طاقة أكثر فإحدى المنافع الرئيسية لحمية الأطعمة النيئة هي أن الأشخاص الذين يتبعونها غالبا ما يشعرون بطاقة أكثر من أي وقت مضى.
– الأطعمة النيئة خالية من المواد الحافظة أَو السكّريات المصنّعة، لذا فلا يصاب الشخص بالخمول بعد تناولها.
– يعتبر تخفيف الوزن من الفوائد الأخرى لهذه الحمية، فإذا كان الشخص مصابا بالبدانة مثلا واتبع هذه الحمية، فسيفقد الوزن الزائد ويزيد من مستويات الطاقة والصحة.
– التقليل من خطر الإصابة ببعض الأمراض حمية الأطعمة النيئة غنية بحمض الفوليك والمغنيسيوم والألياف، هذه المواد المغذّية تعرف بقدرتها على خفض خطر الإصابة بتشكيلة من الأمراضِ المختلفة، بما في ذلك السرطان ومرض القلب ومرض السكّري.
أضرار الأطعمة النيئة
– بعض المكونات يصعب العثور عليها، وأحد مضار حمية الأطعمة النيئة هو عدم توفر بعض المكونات المطلوبة للحمية مثل ملحِ البحرِ “السيلتكي” وسكر التمر ومسحوق الخروب وطحين البراعم وحليب جوز الهند الصغير وكل هذه المكونات يصعب العثور عليها.
– تستغرق حمية الأطعمة النيئة الكثير من الوقت والالتزام، وهذه الحمية تأخذ الكثير من الجهد والمتابعة إذا كان سيتبعها بشكل صحيح، فالمرء سيقضي وقتا طويلا في البحث عن المكونات التي تكمل الوجبة الغذائية القيمة التي تحتاج إليها.
– تتسبب حمية الأطعمة النيئة بالإصابة بنقص في التغذية، ومن المحتمل أن يصاب الشخص بنقص في الحديد والكالسيوم والبروتين وفيتامين (باء 12) والبروتين.
– لحمية الأطعمة النيئة القاسي أضرارها الصحية القاسية، كما أن للسمنة أضرارها التي تؤذي كل أعضاء الجسم، فأضرار الريجيم الحاد ربما تؤدي إلى حدوث آثار جانبية أسوأ من السمنة.
– أثبتت معظم الأبحاث أن نقص الوزن بشكل مفاجئ، يفكك أعضاء الجسم ويحرك الكلية من مكانها ويؤثر على العضلات، ويؤدي في كثير من الأحيان إلى تآكلها.
– حمية الأطعمة النيئة مقتصرة على تناول نوع واحد من الأطعمة لمدة معينة ثم الانتقال إلى أكل نوع آخر لنفس المدة هو ريجيم خاطئ لأنه يحرم الجسم من تناول أنواع معينة، مما يضطر الجسم حينها للسحب من المخزون من فيتامينات وسكريات ونشويات وبروتينات مما يضر بالجسم.
– حمية الأطعمة النيئة التي تقل فيها عدد السعرات الحرارية عن ثماني سعرات حرارية تؤدى إلى إنقاص الوزن بشكل كبير ومفاجئ يؤدى إلى نقص كمية الدهون التي لها دورها في تلاحم أعضاء الجسم مع بعضها البعض.
– تعمل حمية الأطعمة النيئة على تقليل شديد للدهون التي تكون موجودة تحت الجلد، فنقص هذه الدهون المتواجدة تحت الجلد، يعمل على حدوث التراخي في مناطق معينة مثل منطقة تحت الإبطين والساقين ومنطقة البطن.
– إذا كانت للسمنة أضرار على أجزاء مختلفة من الجسم, فإن الريجيم الخاطئ أو الإفراط في الريجيم له أضرار وإن بدت أخف وطأة من أضرار السمنة.
– حمية الأطعمة النيئة تؤثر على المفاصل بشكل غير مباشر، لأنها تؤثر على العضلات حول المفصل مما يضعف عضلات المفاصل، لأن المفصل ثابت في مكانه بمجموعة من الأربطة والعضلات مكونة من مواد بروتينة، فإذا قلت هذه المواد بسبب قوة الريجيم تحولت إلى ألياف غير بروتينية، من هنا تتغير تركيبة المفصل ويصبح أكثر عرضة للتآكل.
وكان باحثون أميركيون قد أكدوا أن الغذاء المعتمد على تناول الأطعمة النيئة فقط قد يساعد في تقليل مستويات الكوليسترول في الدم بنفس فعالية العقاقير الدوائية. وقال هؤلاء إن مثل هذه الحمية ذات فوائد صحية عديدة, لا سيما أن تناول المأكولات النباتية يقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطانات.
ومع ذلك نوه الاختصاصيون إلى أن طبخ الخضراوات ليس بالأمر السيئ, لأنه يساعد في إطلاق بعض العناصر الغذائية مثل مادة (لايكوبين) المضادة للأكسدة التي يمكن للجسم امتصاصها من منتجات الطماطم المطبوخة أكثر من الثمار النيئة.
ويرى أخصائيو علم السموم في جامعة كاليفورنيا الأميركية, أن الأطعمة النيئة ليست مفيدة دائما, لأن العديد من النباتات تحتوي على سموم, لذلك لا بد من طبخها أو معالجتها قبل تناولها, مثل نبات كاسافا الذي يحتوي على مواد كيميائية تتحطم في الجسم وتنتج مادة السيانيد السامة, كما قد تحتوي المكسرات والحبوب النيئة أيضا على سموم (أفلاتوكسين) التي تسبب أمراض الكبد والسرطان.