حولت العديد من شركات السياحة الأوروبية وجهات رحلاتها من مصر وتونس إلى بلدان أخرى خلال الساعات الماضية، وذلك بسبب التطورات السياسية المتلاحقة التى يشهدها البلدان.
وأصبحت هذه الشركات تقصد تركيا والمغرب وجزر الكنارى وموريشيوس والدومينيكان التى ينعم فيها السياح أيضا بشمس دافئة فى سياحتهم الشتوية، وظروف أمنية وسياسية مستقرة.
فبعد انفجار البركان الأيسلندى فى أبريل، وما خلفه من اضطراب فى حركة الملاحة الجوية، وبعد اجتياح أنفلونزا الخنازير "إتش1 إ مختلف مناطق العالم، وبعد الأحداث الأخيرة فى تايلنديا والأزمة الاقتصادية، أمل منظمو الرحلات السياحية أن يستعيد قطاعهم عافيته فى العام 2024 وذلك بحسب ما أكدته وكالة أنباء " أ. ف. ب".
لكن انفجار الأوضاع فى تونس فى وجه نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن على، ومن ثم انفجار الوضع فى مصر فى وجه نظام الرئيس حسنى مبارك، أديا إلى تعليق الرحلات السياحية الشتوية إلى هذين البلدين، وبددا الآمال بعام مزدهر سياحيا.
وتوقعت شركة "تى يو اى ترافل" البريطانية كبرى شركات السياحة فى أوروبا أن تكلفها الأحداث فى تونس ومصر خسائر بقيمة 35 مليون يورو.
وقال مدير مؤسسة توماس كوك الفرنسية، "سوء الحظ يطاردنا"، وذلك بعد عودة السياح من تونس. فالكثير من الأوروبيين يمضون الشتاء فى تونس حيث الأسعار المنخفضة، أو فى مصر حيث الطقس المعتدل يتيح زيارة آثار الفراعنة والتجول، بخلاف الصيف ذى الشمس الحارقة.
وأضاف منذ اندلاع هذه الأحداث، تعكف شركات السياحة على البحث عن وجهات سياحية جديدة، من موسكو إلى باريس مرورا ببرلين، وتعمل على إعادة تنظيم رحلات الطيران، وحجز الفنادق.
وفى ألمانيا قررت مجموعة "تى يو أى" السياحية، أن ترفع عدد مقاعدها المحجوزة للكنارى إلى 40 ألف مقعد، وتعد جزر الكنارى الوجهة السياحية الأولى فى الشتاء للألمان.
ويرتقب أن يستفيد المغرب من انكفاء السياح عن التوجه إلى تونس المجاورة، وكذلك جزر الباليار ذات الأسعار الرخيصة، بحسب جان مارك سيانو مدير مجموعة نوفيل فرونتيير