تعتبر مساعدة الطفل على تخطى مخاوفه أو على الأقل التعامل معها أمر، لن يجعله فقط أقل قلقا، ولكنه أمر سيعمل على تنمية العلاقة بين الأهل والطفل وخاصة الأم والطفل. فبينما تعملين أنت وطفلك على التعامل مع المخاوف المختلفة التى قد تكون لديه فإن الطفل سيرى أنك تدعمينه، وأنك مصدر أمان له. إن الطفل لا يفكر بنفس الطريقة التى يفكر بها الشخص البالغ، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل وهو صغير السن يكون العالم مجهولا بالنسبة له، كما أن الطفل ما بين عامين وأربعة أعوام تبدأ مخيلته فى العمل وتخيل العديد من الأمور، وبالتالي فإن الطفل قد يتخيل أمورا مخيفة. وبالطبع فإن المخاوف ودرجتها تختلف من طفل لآخر، فهناك بعض الأمور التى قد يخاف منها طفل، وقد لا تكون مخيفة بالنسبة للطفل الآخر. إن الطفل بمساعدة أمه يمكنه أن يحول خوفه من مختلف الأمور إلى فرصة للنمو وفرصة لأن يكون الطفل أكثر نضجا.
عادة ما سيمر الطفل بمرحلة يخاف فيها من الظلام ومن النوم والجلوس بمفرده في غرفة مظلمة، بل إن الطفل قد يتخيل أن هناك من يختبئ فى الظلام، وخاصة أنه يكون فى فترة هو غير قادر فيها على التفريق ما بين الخيال والحقيقة. حاولي اكتشاف ما هو الأمر بالضبط الذي يخيفه، ويمكنك أن تسأليه ما الذي يخيفه من الظلام أو وقت النوم، وعندما يفصح الطفل لك عن الأمر فلا يجب عليك أن تسخري منه أو تستهيني بخوفه. لا تقولي لطفلك أبدا إنك ستتخلصين من المخلوقات التى تختبئ فى الظلام لأن مثل هذا القول سيدعم عنده فكرة وجود تلك المخلوقات الخيالية، وهو الأمر الذي لن يجعله يرتاح إطلاقا. إذا كان طفلك يخاف من النوم في الظلام بمفرده فعليك أن تقولي له بأنك ستقومين بالاطمئنان عليه، ويمكنك أن تجلسي مع الطفل لبعض الوقت أو تأتي لغرفته بدءا من كل خمس دقائق وحتى 15 دقيقة. إذا استيقظ طفلك وسط الليل فعليك أن تقومي بطمأنته أن كل شيء على ما يرام.
تفادى أن يشاهد طفلك أى أفلام أو برامج مخيفة قبل موعد نومه بنصف ساعة أو ساعة، ويمكنك أن تقومي بترك ضوء صغير في الغرفة، ويمكنك أيضا أن تقومى بترك باب غرفة الطفل مفتوحا. يجب على الأم أن تنتبه جيدا إلى حقيقة أنها إذا استخفت بخوف الطفل من الظلام فإن الطفل سيشعر أيضا بالإحراج. عليك أن تكوني في منتهى الهدوء عند التحدث مع الطفل حيال خوفه من الظلام، والذي يعتبر أمرا طبيعيا في مثل سنه. اعلمى أن توتر طفلك من بعض المشاكل التي قد تواجهه في حياته قد يظهر، وقد يكون متمثلا فى خوفه من الظلام. يمكن للطفل بمساعدة أمه أن يتغلب على خوفه من الظلام خلال عدة أسابيع، ولكن إذا استمر الأمر معه لفترة أكثر من ذلك فيجب عليك أن تفكري في استشارة طبيب متخصص.
حاولى أن تتذكرى جيدا ماذا كان يخيفك أيام طفولتك وكيف كنت تتعاملين مع الأمر. يجب أن تجعلي طفلك يفهم الآتي أنه أمر طبيعي أن يشعر بالخوف، وأنه أيضا أمر إيجابى أن يطلب الطفل العون والمساعدة. لا تلجئى أبدا لعقاب طفلك بأن تقولي له أمورا مخيفة قد تحدث إذا لم يفعل الطفل ما تريدينه. احرصى على أن تكونى قريبة من طفلك حتى تكوني قادرة على التواصل معه ومساعدته فى التعامل مع المخاوف المتنوعة التى قد تكون تؤرقه. قبل أن يخلد طفلك للنوم، فيمكنك أن تغنى له أغنية هادئة أو تحكى له قصة تساعده على الاسترخاء حتى ينسى ولو للحظات ودقائق أنه يخاف من الظلام.
موضوع رائع تسلمى
تسلمي ياقمر