قال العلامة المفسر ابن عثيمين -رحمه الله-:
تطلق الأمة في القرآن على أربعة معان:
أ- الطائفة: كما في هذه الآية. [يعني قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً}.
ب- الإمام، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ}.
ج- الملة: ومنه قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ}.
د- الزمن: ومنه قوله تعالى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}.
كلمة "الدين":
قال العلامة المفسر ابن عثيمين -رحمه الله-:
الدين تارة يراد به الجزاء، كما في هذه الآية [يعني قوله تعالى: {مالك يوم الدين}]، وتارة يراد به العمل، كما في قوله تعالى: {لكم دينكم ولي دين}.
** كلمة" الفتنة" :
2- الصد عن السبيل والرد : كما في قوله تعالى ( وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْك) المائدة/ من الآية49 قال القرطبي : معناه : يصدوك ويردوك .
3- العذاب : كما في قوله تعالى : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل:110) فتنوا : أي عذبوا .
4- الشرك ،والكفر : كما في قوله تعالى : (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) البقرة/193 قال ابن كثير: أي شرك .
5- الوقوع في المعاصي والنفاق : كما في قوله تعالى في حق المنافقين ( وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِي)الحديد/ من الآية14 قال البغوي :أي أوقعتموها في النفاق وأهلكتموها باستعمال المعاصي والشهوات .
6- اشتباه الحق بالباطل : كما في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) لأنفال/73 فالمعنى : " إلا يوالى المؤمن من دون الكافر ، وإن كان ذا رحم به ( تكن فتنة في الأرض ) أي شبهة في الحق والباطل ." كذا في جامع البيان لابن جرير .
7- الإضلال : كما في قوله تعالى : ( ومن يرد الله فتنته ) المائدة / 41 ، فإن معنى الفتنة هنا الإضلال .البحر المحيط لأبي حيان ( 4 / 262 )
8- القتل والأسر : ومنه قوله تعالى : (وإن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) النساء / 101 . والمراد : حمل الكفار على المؤمنين وهم في صلاتهم ساجدون حتى يقتلوهم أو يأسروهم . كما عند ابن جرير .
9- اختلاف الناس وعدم اجتماع قلوبهم : كما في قوله تعالى : ( ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة ) أي يوقعوا الخلاف بينكم كما في الكشاف ( 2 / 277 ) .
10 – الجنون : كما في قوله تعالى ( بأيِّكم المفتون ) .فالمفتون بمعنى المجنون .
11- الإحراق بالنار : لقوله تعالى : ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) .
( البروج :10 )
قال ابن حجر : ويعرف المراد حيثما ورد بالسياق والقرائن . الفتح ( 11 / 176 )
تنبيه :
قال ابن القيم رحمه الله : " وأما الفتنة التي يضيفها الله سبحانه إلى نفسه أو يضيفها رسوله إليه كقوله: ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ) وقول موسى : ( إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء ) فتلك بمعنى آخر وهي بمعنى الامتحان والاختبار والابتلاء من الله لعباده بالخير والشر بالنعم والمصائب فهذه لون وفتنة المشركين لون ، وفتنة المؤمن في ماله وولده وجاره لون آخر ، والفتنة التي يوقعها بين أهل الإسلام كالفتنة التي أوقعها بين أصحاب علي ومعاوية وبين أهل الجمل ، وبين المسلمين حتى يتقاتلوا و يتهاجروا لون آخر . زاد المعاد ج: 3 ص: 170 .
يتبع بإذن الله …
** كلمة "الذكر":
ذكر اللسان: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ}.
وذكر القلب: {ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ}.
والحفظ: {وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ}.
والطاعة والجزاء: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}.
والعظة: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ}، {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى}.
والبيان: {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ}.
والحديث: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}، أي حدثه بحالي.
والقرآن: {ومن أعرض عن ذكري}، {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ}.
والتوراة: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ}.
والخبر: {سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً}.
والشرف: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ}.
والعيب: {أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ}.
واللوح المحفوظ: {مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ}.
والثناء: {وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}.
والوحي: {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً}.
والرسول: {ذِكْراً * رَسُولاً}.
والصلاة: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ}.
وصلاة الجمعة: {فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}.
:
ـ كل ما في القرآن من « مصباح » فمعناه كوكب إلا ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ﴾ ، فمعناه السراج.
**كلمة "حكمة":
-الموعظة / قوله تعالى في سورة البقرة " وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به "
يعني المواعظ التي في القرآن من الأمر والنهي كقوله تعالى في سورة آل عمران " ونعلمه الكتاب والحكمة "
1_ أي المواعظ التي في القرآن من الحلال والحرام
2- الفهم والعلم كقوله تعالى في سورة مريم " وآتيناه الحكم صبياً "
3- تعني النبوة كقوله تعالى في سورة النساء " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة "
4- تعني تفسير القرآن كقوله تعالى في سورة البقرة " يؤتي الحكمة من يشاء "
يعني تفسير القرآن" ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً "
5- القرآن كقوله تعالى في سورة النحل " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة "
يعني القرآن ونحوه
_________
ويعطيكي ألف عافيه