تخطى إلى المحتوى

عندَليبُ الوجَعْ للشاعر الفلسطيني يوسف الديك 2024

الونشريس

عندَليبُ الوجَعْ
للشاعر الفلسطيني يوسف الديك

على حُلُمٍ
ويحرسُ دهشةَ الصبحِ النقيّ
شبّاكُ القمرْ
ومقلتاكِ كبحرَيْ زئبقٍ
تتلألآن إذ تتزينُ الكلماتُ في المرآة
ترتدي قمصانها المنزوعة الأكمام
تاتي رعشةً في الحلم ،
تحييني ،تفاصيل السَّحَرْ .
***
كلّما أطفاتُ في الهمساتِ ناراً
أشعلت قلبي مع اللحن
اهتزازاتُ الوترْ ..
ليلة الحنّاء ترجعني إلى الذكرى
فتطول اغنيتي…
وتطول هسهسةُ المطرْ .
***
يغفو الحنينُ على يباس الروح
كي ترثَ السنينُ عويلنا
وصهيلَنا المذبوح ..!!
يا كبرياء قصيدتي ..
يا هامتي ..
لا تذعني للهاربين من الشجَن !!
لا تنحني للخائفين ، وللزمنْ !!؟
هو ما تبقّى من شموخ النسر
في قمم التلال ..
وهو الوضوح لو حَجَبَتْ متاهتُنا السؤال
وهو الغنيّ عن الغوايةِ ،
في كنز القناعةِ
( كذبة كبرى ) هذي القناعةُ والرضى
فيما تبقّى من صراخ الشعر
في نعش المقال !!
***
يا عندليبَ الصبحِ
لا تتأخري ، !!
كنتُ انتظرتُكِ حُرقَتين على الدرجِ المؤدي للقصيدةِ
لم تجيئي ..!
لم تصلِ عيناكِ كي تواسيني ،
كنتُ .. لو تدرين وحدي ، والهشاشة ..
إذ رسمتك رعشةّ فوق الرمال ،
فاض البحر ، وارتشفَ الندى
ورجعت لو تدرين وحدي ،
ممعناً في الإحتمالْ..!!
***
وتسألين عن الورق..؟
ماذا يضير النورس الشعريّ فينا
إن تمزّق ، واحترقْ ؟
وحدها الحيطان ، والشطآن تبقى دفتر الشعراء
لا تثقي كثيراً بالرجال ، وبالأغاني ، والقططْ
ورسائل الجوّال مهزلةُ الفراغ العاطفيّ
و" الياهو " … غلطْ ،
فترفقي بسديمك المائيّ ،
كوني دائماً في البدء ،
آخر البسطاء ،
لا ترضَيْ مؤامرة النَمَطْ …!!
***
يا قامة المعنى ، ونكهة عنفواني ،
إنّي وقد حَرّضتُ إسفلت الرصيف
بما تركتُ على الرصيف من المعاني ،
أوَلَمْ أمارس في غيابي ، ما استطعت من افتتانك
في متاهة صولجاني ،
يا جلّنار قصيدتي ؟؟
هل حقاً أنا أسرفتُ في نزفي ؟
وقلتُ ما أخفيتُ عنّي ، زلةَ شاعرٍ
بريء القلب ، منطلق اللسانِ ؟
لم تخسري شيئاً ، فأنا الذي وحدي بدأتُ البوح في لغتي
وأنا الذي ، وحدي ، دعيني ..لا تعينيني ، أعاني .
***
من يستطيع الغوص في الطّين ،
الأنوثة ،
يدرك التفاصيل ، الخَزَفْ ؟
منذا يفسّرُ ما ترك الحبيب على الشفاه من الصَّدَفْ ؟
وما تخبىء دهشة الفعل المضارع
في مرايا الروح من سماواتٍ
نعلّقها .. تُحَفْ !!
***
إنّي وقد تلمّستُ الندى الفضيّ في خديكِ
ضيّعتُ الزنابقَ ، في خيالات القُبَلْ
واحترقتُ على حدود الأبجدية ،
حين ادركتُ ، ارتباك الصمت
أبلغ من ترانيم الغزل ،
وأجبت في وضَحِ السكون عن السؤال ، ولم أسَلْ !
ملكٌ على عرش القصيدة من ألِفَ احتواء الجنتين ،
– الشعرُ ،
– والسحرُ / الخرافة في المُقَلْ !!
***
يا عندليب الجرحِ
أيتها السكينة / حين تنكفىء السلالمُ
يرتبك الصعود !!
ليت حمامة المنفي
على عكّازة المنفى تفكّر أن تعودْ
والعصافير التي سكنت على غصن الغريب
أغواها ، فلم تقبض سوى جمر الأسى
بما نسيَ المهاجرُ
من قطرِ الندى ،
على عشب الخلودْ

الونشريس

    شكرا حبيبتي

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.