واجهيه بأخطائه بحب وتحفظ
عادة ما يقع الزوجان في خطأ فادح وهو عدم المصارحة والمكاشفة بمشاكلهما الزوجية وذلك للخلاص من أي رواسب قد تعلق في النفس، لأن التأجيل الذي يلجأ له الطرفان يجعل المشاكل تتراكم من دون مواجهة وتوضيح وخلق حوار هادئ متحفظ حتى يتسنى لهما الوقوف على الطارئ الذي قد يهدد سلامة الصفاء الزوجي بينهما، وأن يواجه كل منهما الآخر بأخطائه أولاً بأول وبدون أن يظهر كل منهما قلقه وآلامه وهمومه يجب أن يرفع كل منهما شكواه إلى الآخر بكلمات واضحة وصوت مسموع ونبرة تحمل الود والحب ويجب الاستمرار بلطف في عرض الشكوى حتى تستطيع الوصول إلى ضمير الطرف الآخر،
وقد يكون تجاهل الزوج لمتاعب الزوجة ليس عن قصد أو سوء نية ولكن لأنه لا يعرف، ولا يعلم لأنها لم تتحدث إليه ولم تعبر بشكل مباشر، وقد تعتقد أنه يجب أن يراعي مشاعرها بدون أن تحتاج لأن تشير لذلك ولعلها ترغب أن يكون شريكها على قدر كبير من المشاركة الوجدانية، وربما تتمنى أن يترفع عن أفعال وسلوكيات تضايقها وتحرجها،
والجميل أن يكون لديها هذه التصورات وهذه الأمنيات المثالية ولكن الأمر يحتاج أيضاً إلى تنبيه رقيق أو إشارة مهذبة وكذلك تلميح راقٍ بكلمات تفيض ذوقاً وحياءً، دون توجيه إصبع الاتهام إليه مباشرة ولا مانع من المواجهة المباشرة والحوار الموضوعي خاصة في الأمور المهمة والحساسة، فهذا حق كل منهما على الآخر واجب كل منهما تجاه الآخر وهو أيضاً الأصل في المودة والرحمة..
لأن الزوجين اللذين وصلا إلى هذه المرحلة من الاستفزاز بالصمت يكون قد غاب عنهما تماماً جوهر المودة والرحمة، والحقيقة تكمن في الوصول إلى الغاية من الزواج بالتوحد الفكري ولن يأتي هذا التوافق إلا عن طريق المكاشفة بالأخطاء وعدم الصمت عليها حتى يمكن تلاشي مضاعفاتها التي تكون معظمها مفتتة لعضد الحياة الزوجية