على من يشاء من عباده حتى أنه أجراه على حبيبه وصفيه محمد صلى الله عليه وسلم فقال له في كتابه الكريم (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى) (الضحى: 6), ودعا الأمة إلى حسن معاملة اليتيم وحذَّر من مخالفة ذلك فقال ( أَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ) (الضحى: 9) وتكفل الله تعالى بأن يسوق لليتيم أهل الخير لرعاية شئونه كما فعل في قصة موسى والرجل الصالح ( َأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً ) الكهف 82
وفي السنة النبوية المطهرة الكثير من ذلك منه ما رواه العلامة المناوي بسنده عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه)
أما عن السؤال عن مشروعية الاحتفال بيوم اليتيم وما يردده البعض من القول ببدعيته استنادًا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي أخرجه الشيخان من طريق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (مِن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وأنه عادة دخيلة لا يقوم عليها دليل
نقول وبالله التوفيق أن: تخصيص يوم لأمر ما لا يخلو أن يكون إما عادة أو عبادة.
فإذا كانت عبادة فلا بد أن يتوفر لها دليل تفصيلي على مشرعيتها، وإن كانت عادة فيحكمها ما يحكم العادات من المصالح والمفاسد، ولعلك ابتداء تجد أن تخصيص ذلك اليوم ليس من أمور العبادات التفصيلية ولكنه من باب العادات الاجتماعية وعند تقديرها بميزان المصالح والمفاسد أرى أنها تدخل في إطار التعاون على البر والتقوى والإعانة على المعروف والدلالة على الخير وإشاعة روح التكافل لرعاية اليتيم والذي نحن مأمورون به شرعًا.
أعاننا الله وإياكم على ما يحبه ويرضاه
والله تعالى أعلى وأعلم
جزاكى الله خيرآ