تخطى إلى المحتوى

في غياهب النسيان 2024

  • بواسطة
الونشريس
ازيكوا يا حلوين
عاملين ايه؟
يا رب تكونوا بخير
كتبت خاطرة جديدة
يا رب تعجبكوا

الونشريس

تعجبها وحدتها المزعجة ، تحب سماع إيقاع تناغم صوت أنفاسها مع لحن النسيم العذب ، تحب وقع هذه الموسيقى التي تحاكي في روعتها معزوفة أسطورية لبيتهوفن ، و في جمالها لوحة صارخة لبيكاسو ، و يتزامن هذا الإيقاع مع ضربات طبلة أذنها ، ليبثوا الحياة في خلايا جسمها الميتة، تتلألأ عيناها عندما تنعكس عليها زرقة السماء و البحر التي تعشق محادثته، و تعشق همهمته المواسية لها عند حزنها ، و يعجبها تموجه الهادئ الذي يجعل عينها تلمع كعيني طفل و هو يرى جميع أنواع الحلوى رهن طوعه منتظرة أنامله لكي تأخذها و متشوقة للمس شفتيه الصغيرتين، رفعت عيناها لترى جدائل الذهب على وشك الاختفاء ، ضحكت عندما رأت الشمس تستغرق وقتًا طويلًا حتى ترحل ، رفعت يدها مودعة و مرسلة وعودها مطمئنة إياها أنها ستراها غدًا ، قامت لكي تعود لغرفتها الباردة ، سارت و البحر ، و الرمال تدلك قدميها بعناية، يتطاير رداءها من تيارات الرياح الراكضة ،
و خصلات شعرها تداعب خديها ، أزاحتها عن وجهها ، جذب عيناها كوخ مظلم ، شعرت بمداعبة الفراشات في معدتها ، و بانفجار الدماء في سائر جسدها ، تدعوها للذهاب و استكشاف هذا الكوخ الوحيد ، تتحداها لكي تبحث في خفاياه ، و هي عاشقة للتحدي ! مشت خطوة بخطوة متجهة إليه ، وصلت إلى المدخل ، وضعت أناملها على الباب تطرقه ، فحبها للتحدي لا يمكن أن ينسيها أبسط قواعد اللباقة ، لم تسمع أي خطوات مقتربة ، و لم تصل إليها ذبذبات أي صوت يصرخ ((من الطارق في هذا الوقت؟)) ، دفعت الباب بقليل من القوة ، و وضعت قدمها على عتبته ، بادئة أول مراحل مغامرتها ، لم ترى سوى الظلام ، حاولت إيجاد أي مصدر للضوء ، و لكن مكان كهذا لا يبدو كأنه مكان قابل للإضاءة ، رأت ظلها المنعكس على أرضية المكان ، تعجبت فمن أين الظل دون أي ضوء ، التفتت لترى قمرها مشعًا في ظلام السماء الحالك ، ابتسمت و عادت لاستكشاف كوخها الغامض ، لا تعلم لم نسبته كملكية لها ،و لكنه في وحدته الحزينة تلك ذكرها بنفسها ، و في أثناء سيرها اصطدمت أصابع قدمها بشيء صلب ، صرخت بشدة حتى شعرت بأن حبالها الصوتية على وشك أن تتقطع ، تكره الظلام ، فهو يظهر خوفها اللعين الذي يسيطر على كل ما فيها ، و يكشف الستار عن الجانب الضعيف منها ، ذلك الجانب الذي دائمًا ما تبذل أقصى ما يمكنها لكي تدفنه ، عادت من غيبوبة الشرود التي تاهت فيها ، حاولت التغلب على خوفها من رؤية هذا الشيء الذي اصطدم بقدمها ، كانت عيناها قد اعتادت على الظلام ، اقتربت منه ، مدت أناملها لكي تستكشفه ، علمت أنها شمعة ، أوشك فتيلها على لفظ أنفاسه الأخيرة ، انهارت دموعها ، لم تعلم هل فرحًا ، أم سخرية من قلبها المريض الذي يعاني من رهاب الظلام ؟! حاولت بشدة أن تبث الحياة في الفتيل بشتى الطرق ، حتى أدفأ لهيب النار عيناها المشتاقة للنور ، قامت و لكن جسدها المرتجف خانها ، و لم تكن ساقاها قادرة على الحركة ، بذلت أقصى قوتها لتقف ، وقفت بصعوبة بعد كفاح ، و بدأت ملامح الكوخ تتجلى أمامها ،
لم يكن هناك الكثير من الأثاث ، و لكن هناك العديد من الصور على جدران الكوخ ، ظهرت العديد من علامات الاستفهام على رأسها ، من هذا الذي يترك كوخه خاليًا من أي صور الحياة الآدمية و يترك فقط صورًا أعدادها تفوق العشرات ، جمدت أطرافها جراء الفكرة المجنونة التي غزت عقلها كإعصار عاصف ، هل صاحب هذا الكوخ هو مجرم و هذه صور ضحاياه؟ ، أم هو مجنون نفاه الناس فلم يجد سوى هذا المكان المتهالك ليعيش فيه ، جرى الريق في حلقي عدة مرات ، فأنا في كلا الحالتين هالكة لا محالة ! يمكن أن تكون أفكاري خارجة عن نطاق العقل قليلًا ، و لكن العقل لا يميز بين التعقل و الجنون في حالة الخوف ، التففت بسرعة لم أكن أعلم أني أملكها ، ولكن عيناي التقطت صورة من الصور المعلقة على هذا الحائط المشؤوم ، جعلت عيني تفتحان على وسعهما ، اقتربت من الصورة قليلًا ، ، إنها فتاة تشبهني كثيرًا ، و لكنها تملك ابتسامة مشعة ، مليئة بالحياة ، و عيناها تتلألآن كقطعة من الألماس الحر ، يقف بجانبها شخصان ، يحتضناها بطريقة توحي أنها مصدر سعادتهم و بسمتهم ، وها هي صورة أخرى تجري فيها نفس الفتاة و تتطاير خصلات شعرها الطويل خلفها و ابتسامتها المشرقة مضيئة عاكسة الفرح الذي يملأ قلبها و الصفاء الذي يريح عقلها ، و صورة ثالثة تقف فيها هذه الفتاة وحيدة و لكن لا يوجد أكثر من ابتسامتها اللامعة التي تحاكي انطلاق أجمل الألعاب النارية في الهواء الطلق ، لكي أعرف أن من يصورها يجعلها سعيدة ، و فستانها الذي يوحي بأناقة كبيرة ، بلونه الزهري البريء و هذه الكريستالات اللامعة التي تزين نهايته المنفوشة ، شعرت بتيار بارد يرسل القشعريرة في جسدي فحاولت أن أشد نهايته للأسفل قليلًا ، لامست أناملي بعض النتوءات فيه ، نظرت إليها لأراها تعكس ضوء القمر ، وهناك الكثير منها أيضًا ، نظرت إلى الصورة مجددًا و منها إلى فستاني بعينين مشدوهتين ، إنه نفس الفستان ، إنها فعلًا أنا ! و تنقلت عيني على جميع الصور مرة أخرى ، هل هما والداي ، هل هذه عائلتي ؟ هل هم من تركوني وحيدة ؟ أم أنا هربت منهم ؟ و لكننا نبدو سعداء فلماذا أهرب منهم ؟ لماذا لا أستطيع أن أتذكر ؟ إني أوشك على الغرق في بئر الجنون ! أعصر عقلي لأتذكر و لكن لا جدوى من ذلك ! شعرت بمن بعصر قلبي في قبضته الحديدية ، إني أتألم و بشدة ، هويت و اصطدمت بقوة بأرضية المكان القاسية ، حتى شعرت بأن عظامي تفتتت إلى مئات القطع ، أحاول القيام و لكن رأسي لا يكف عن الدوران ، لقد تركت في هذا المكان وحيدة بطريقة أو بأخرى و لكن هل هم يتذكرونني أم ضعت في غياهب النسيان؟!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~

و بس أنا كده خلصت

يا رب تكون عجبتكوا
متنسوش تقيموني يا قمرات
و قولولي رأيكم بكل صراحة

مستنياكم …..

الونشريس

    كلمات جميلة وأسلوبك حلو عجبني استمري ربنا يوفقك
    انتقائك للكمات جميل جدا … اسلوبك رائع بالتعبير
    اضفتي لنا مقطوعه غنيه بالكلمات المميزه فعلا وباسلوب جميل جدا
    مميز جدا وفعلا يستحق التكريم
    الونشريس اقتباس الونشريس
    الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الحياة الونشريس
    الونشريس

    انتقائك للكمات جميل جدا … اسلوبك رائع بالتعبير
    اضفتي لنا مقطوعه غنيه بالكلمات المميزه فعلا وباسلوب جميل جدا
    مميز جدا وفعلا يستحق التكريم

    الونشريس الونشريس

    الونشريس اقتباس الونشريس
    الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الملكة نفرتيتي الونشريس
    الونشريس

    كلمات جميلة وأسلوبك حلو عجبني استمري ربنا يوفقك

    الونشريس الونشريس

    ربنا يخليكوا ليا يا رب …… دايمًا رافعين معنوياتي و بتشجعوني ….. ربنا يسعدكوا دنيا و آخرة زي ما بتسعدوني ….. و يخليكوا لأهلكم و يحفظكم ليهم يا رب

    بكل صراحة القصة جميلة … لكن كلامها اكبر من سنك
    فهل هذه من وحى خيالك ام انها منقوله
    فاذا كانت من خيالك فانتى مبدعة وكاتبة متميزة
    واذا كانت منقوله فشكرا لك على النقل الجميل وبكل المعانى والكلمات التى وردت فى القصة فكلها كلمات راقية
    الونشريس اقتباس الونشريس
    الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zozoweza الونشريس
    الونشريس

    بكل صراحة القصة جميلة … لكن كلامها اكبر من سنك
    فهل هذه من وحى خيالك ام انها منقوله
    فاذا كانت من خيالك فانتى مبدعة وكاتبة متميزة
    واذا كانت منقوله فشكرا لك على النقل الجميل وبكل المعانى والكلمات التى وردت فى القصة فكلها كلمات راقية

    الونشريس الونشريس

    يا قلبي هي كاتبه بقلمي وعدا عن ذلك الكتابه مالهاش علاقه بالسن لان ذلك متوقف على ثقافة الكاتب وخياله واسلوبه

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.