{{{{اليس في بلاد عجائب}}}}
كانت أليس في العاشرة من عمرها ، عندما ذهبت إلى بلاد العجائب التي لا
يعرف أحد مكانها ، وكانت جدتها قد حدثتها عنها بقولها : كل شئ في بلاد
العجائب غريب .. عجيب ولا يصدقه العقل .. وهي بعيدة بعيدة جداً لا يمكن
الوصول إليها ولكن كيف وصلت أليس إلى بلاد العجائب
في أحد الأيام نزلت أليس وأختها لميس إلى الحديقة ثم جلستا في الأرجوحة ..
وانشغلت لميس بكتاب كانت تقرؤه ففكرت أليس بصنع عقد من الياسمين لتطرد
النعاس عن عينيها . وبينما عي في الحديقة شاهدت أرنباً يلبس ملابس فاخرة
وينظر إلى ساعته قائلاً : ما هذا ؟!
انتصف النهار ! لقد تأخرت كثيراً .. ثم بدأ الأرنب الجري . رمت أليس أزهار
الياسمين ولحقت بالأرنب وبينما هي تتبعه سقطت في حفرة كبيرة .. وتذكرت
قطتها دينا .. ثم لمحت الأرنب يجري مسرعاً وسمعته يتمتم قائلاً : أذناي ..
شاربي .. أذناي
أخشى عليهما من غضب الأميرة .. لقد تأخرت عن موعدي معها لا بد من أنها
غاضبة الآن .. يا الله .. خرجت أليس من الحفرة ، وحاولت أن تلحق بالأرنب
ولكنه اختفى مرة ثانية ، ووجدت نفسها في قاعة فسيحة وجميع أبوابها مقفلة
.. ما هذا ؟ مفتاح من الذهب !! ماذا ؟ .. نفق ضيق وطويل !!
لا أستطيع الدخول فيه ، إنه ضيق جداً . وظهرت لأليس في آخر النفق حديقة
جميلة لم تشاهد مثلها من قبل .. ثم شاهدت زجاجة على شكل دمية ، وعندما
حملتها قالت الزجاجة الدمية : أشربيني .. ! أشربيني .. !
شربت أليس من الماء الموجود في الزجاجة .. يا الله ماذا حدث ؟!
مفيد جداً ، نعم يمكنها الآن أن تدخل في النفق كي تصل إلى الحديقة الجميلة
. وما إن دخلت الحديقة حتى وجدت على أحد الأغصان كعكة وقد كتب عليها بخط
جميل :
احمليني .. ثم كليني يا أليس . وأكلت الكعكة ولكن .. ماذا يحدث .. يا للمصيبة لقد أصبحت عملاقة .
ورأى الأرنب الأبيض أليس فخاف ، وسقط من يده القفاز وهرب بعيداً . حملت
أليس القفاز ، فوجدت بداخله مروحة صغيرة فقالت : لا بأس ، فالدنيا حر ..
سأحرك بها الهواء أمام وجهي .. ما هذا .. ماذا يحدث ؟ لقد حدث شئ عجيب ولا
يصدق ، عادت أليس كما كانت ولم تعد عملاقة
رمت أليس المروحة بعيداً / ولكن .. ما هذا ؟ سقطت المروحة في الماء .
ونظرت أليس فوجدت بحيرة وبقربها لوحة كتب عليها : بحيرة الدموع . ثم سمعت
نداء فأر جميل يقول : أنقذيني إنني أغرق . وكان على أليس أن تسبح ولكنها
وجدت مع الفأر نسراً وطاؤوساً ومخلوقات أخرى كثيرة ..
ومع ذلك سبحت حتى أخرجت الفأر والنسر والطتؤوس وحضر الببغاء مسرعاً فقال
للجميع : حمداً لله على السلامة .. وتذكرت اليس قطتها فقالت : أين قطتي
دينا ؟ .. وهرب الجميع خوفاً من القطة . والتفتت أليس فوجدت شيئاً غريباً
جداَ فقالت : -هل يعقل أن يكون هذا نبات الفطر ؟!
إنه عملاق وذو لونين .. سأذوقهما .
واكتشفت أليس أن خلف هذا النبات العملاق قصراً .. فاقتربت منه فسمعت ..
وفجأة فتح باب القصر ، وظهرت أميرة جميلة تحمل طفلاً لا يكف عن البكاء،
وتمشي قطة عند قدميها .. نظرت أليس إلى الأميرة وقالت :
لم تكثرث الأميرة وقالت : لدي موعد مع الملكة .. وأسرعت القطة فوقفت بين
قدمي أليس وقالت لها : أنا أعرف عم تبحثين ، وأشارت بيدها .. هناك يا أليس
.. هناك يعيش الأرنب الجميل ، فهيا وأسرعي لزيارته
وظنت أليس انه الأرنب الأبيض الذي اختفى .. ولكنها وبعد خطوات وجدت صانع
القبعات والأرنب الرمادي يشربان الشاي معاً ، ووجدت فأراً يغط في النوم
وقد جلس بينهما .. وبعد قليل حمل صانع القبعات الفأر
ورفع الغطاء عن أبريق الشاي ورمى الفأر فيه
تركت أليس صانع القبعات والأرنب ، وتابعت طريقها في الغابة ، فوجدت شجرة
كبيرة جداً ، في نهاية جذعها باب كبير .. فدخلت منه وإذ بها أمام الأرنب
الأبيض . نعم هو ذاته ويمشي خلفه ضابط يحمل تاج الملك ..
ولكن ماذا أرى؟! الناس هنا رسوم تتحرك
حتى الملك والملكة يبدوان مثلما هما في أوراق اللعب . واقتربت الملكة من
أليس وسألتها : هل تلعبين معنا لعبة الكروكيت .. أم تذهبين مع الببغاء :
تعالي تعالي معي .. سآخذك إلى السلحفاة الحزينة .
ولكن ما سر حزن السلحفاة ؟
اتبعيني لتري كل شئ بنفسك .
وسمعت أليس صوت ضحك .. يا للعجب قط يضحك ! لم تصدق ذلك ، ولكن القط عاد
إلى الضحك مرة أخرى وصاح أهلا .. أهلاً .. أنا القط الضاحك .. تعلمت الضحك
منذ كنت صغيراً في غابة الأقحوان
وأين تقع غابة الأقحوان ؟..
أنظري خلفك .. ما هذا ؟
أنهما التوأمان اللذان لا يفترقان أبداً ، أحدهما كثير السؤال والثاني
….. وغرق القط في الضحك من منظرهما . فهما أشبه بكرتين تمشينان في
الغابة
واختفى القط في لحظة واحدة ، وقفز التوأمان من الفرح وقال كثير السؤال :
أريد أن أتعلم كيف يختفي هذا القط اللعين ..
وعجبت أليس من أمر القط الضاحك فعلاً ، فسألت :
كيف أختفيت فجأة !! ثم ظهرت مرة ثانية ؟!
إنها أزهار الأقحوان الزرق ، فاحضري لي بعضاً منها ولكن حذار من حارسها
العملاق . وذهبت أليس إلى أرض الأقحوان .. وظل التوأمان واقفين أمام القط
الضاحك ينظران إليه وهو يختفي مرة أخرى ، ثم سمعا من بعيد صوت إستغاثة ..
النجدة .. النجدة ..
عادت أليس ووجدت في طريقها الببغاء والسلحفاة ، وكانا بانتظار الملك
والملكة ، ولما وصلا بدأت المحاكمة فأعدم كل من خسر في لعبة الكروكيت
ضحك الببغاء عندما رأى دموع أليس وقال:
إنهم رجال من ورق .. غداً تنبت الأشجار غيرهم
عاد الأرنب الأبيض مرة أخرى وهو يحمل قالباً من الحلوى ، وأحست أليس
بالجوع الشديد وتمنت قطعة منها .. ولكن صانع القبعات وصل مسرعاً وقدم لها
قطعة من الحلوى وفنجانا صمن الشاي وقال : تفضلي فأنا ذاهب لقد دعوني إلى
المحكمة لأنني شاهد الإثبات
وصاح الملك : نادوا على الشاهد الثاني
دخل صانع القبعات ، وبسط الأرنب الأبيض ورقة ملفوفة وقرأ بصوت عال : الشاهد الثالث أليس ..
– أنا هنا .. ماذا تعرفين عن الموضوع ؟
أنا لا أعرف الموضوع يا سيدي . فغضبت الملكة وصاحت :
– تنفي الحكم قبل إصدار القرار ..
يا للسخافة لا ينفذ الحكم قبل صدوره إلا المغفلون . فاحمر وجه الملكة ،
وغضب الملك وصاح بالجنود : اقبضوا عليها .. فضحكت أليس قائلة :
أنتم رجال من ورق أستطيع أن أمزقكم جميعاً
وطار الجنود في الهواء باتجاه أليس ، كما تتطاير أوراق الخريف ، وكان الملك ينادي :
الرقم 6 تقدم .. الرقم 7 إلى فوق .. الرقم 3 إلى الأمام .. هيا وحذار أن تمسك أليس أحدكم ..
وصاحت أليس :
تقدموا فأنا لا أخاف الأوراق ، لا يستطيع الملك أو الملكة إيذائي لأنهما من الورق أيضاً
وظلت المعركة دائرة بين الجنود وأليس
ولم يستطع الجنود جرحها ..
مع إن بعضهم كان يحمل سيوفاً من ورق أيضاً
كانت أليس تمسك بالأوراق وتدسها في جيبها .. حتى سمعت صوت أختها لميس يناديها :
أليس استيقظي يا اليس .. استيقظي يا أليس
وانتهى حلم أليس الجميل
أليس في بلاد العجائب
اتمنى تكون عجبتكم وتحياتى لكم
اضغطوا على الصوره لتكبيرها