كما ثبت في " صحيح مسلم من حديث سماك بن حرب قال :
( قلت لجابر بن سمرة : أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . كثيرا . كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس . فإذا طلعت قام . وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية . فيضحكون . ويتبسم صلى الله عليه وسلم )
الراوي: سماك بن حرب المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2322
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وأيضا فقد سأل النبي ربه أن يبارك لأمته في بكورها ، روى الإمام احمد عن صخر الغامدي قال : قال رسول الله
(اللهم بارك لأمتي في بكورها )
قال : وكان إذا بعث سرية أو جيشاً بعثهم في أول النهار ، وكان صخراً رجلاً تاجراً ، وكان يبعث تجارته أول النهار ، فأثرى وأصاب مالاً.
الراوي: صخر الغامدي المحدث: ابن حبان – المصدر: المقاصد الحسنة – الصفحة أو الرقم: 115
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
ومن هنا كره بعض السلف النوم بعد الفجر ،
فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (5/222 رقم 25442 ) بإسناد صحيح
راجع(صحيح الترمذي للالباني – الصفحة أو الرقم: 1212)
أنه قال كان الزبير ينهى بنيه عن التصبح ( وهو النّوم في الصّباح )
2. قال عروة : إني لأسمع أن الرجل يتصبح فأزهد فيه .
3. َقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
مِنْ الْجَهْلِ النَّوْمُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ
4. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ :
النَّوْمُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ نَوْمُ خُرْقٍ ، وَنَوْمُ خَلْقٍ ، وَنَوْمُ حُمْقٍ . فَأَمَّا النَّوْمُ الْخُرْقُ فَنَومَةُ الضُّحَى يَقْضِي النَّاسُ حَوَائِجَهُمْ وهو نائم ، وَأَمَّا النَّوْمُ الْخَلْقُ فَنَوْمُ الْقَائِلَةِ نِصْفَ النَّهَارِ ، وَأَمَّا نَوْمُ الْحُمْقِ فَنَوْمٌ حِينَ تَحْضُرُ الصَّلَاة.
6.قال عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
{ إيَّاكَ وَنَوْمَةَ الْغَدَاةِ فَإِنَّهَا مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ مَجْعَرَةٌ } قَالَ : وَمَعْنَى مَبْخَرَةٍ تَزِيدُ فِي الْبُخَارِ وَتُغَلِّظُهُ . وَمَجْفَرَةٌ قَاطِعَةٌ لِلنِّكَاحِ . وَمَجْعَرَةٌ مُيَبَّسَةٌ لِلطَّبِيعَةِ "
• قال ابن القيم رحمه الله:
المفسد الخامس كثرة النوم فإنه يميت القلب ويثقل البدن ويضيع الوقت
ويورث كثرة الغفلة والكسل ومنه المكروه جدا ومنه الضار غير النافع للبدن وأنفع النوم : ما كان عند شدة الحاجة إليه ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه وكثر ضرره ولا سيما نوم العصر والنوم أول النهار إلا لسهران ومن المكروه عندهم : النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس فإنه وقت غنيمة وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس فإنه أول النهار ومفتاحه ووقت نزول الأرزاق وحصول القسم وحلول البركة ومنه ينشأ النهار وينسحب حكم جميعه على حكم تلك الحصة فينبغي أن يكون نومها كنوم المضطر وبالجملة فأعدل النوم وأنفعه : نوم نصف الليل الأول وسدسه الأخير وهو مقدار ثمان ساعات وهذا أعدل النوم عند الأطباء وما زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه ومن النوم الذي لا ينفع أيضا : النوم أول الليل عقيب غروب الشمس حتى تذهب فحمة العشاء وكان رسول الله يكرهه فهو مكروه شرعا وطبعا وكما أن كثرة النوم مورثة لهذه الآفات فمدافعته وهجره مورث لآفات أخرى عظام : من سوء المزاج ويبسه وانحراف النفس وجفاف الطروبات المعينة على الفهم والعمل ويورث أمراضا متلفة لا ينتفع صاحبها بقلبه ولا بدنه معها وما قام الوجود إلا بالعدل فمن اعتصم به فقد أخذ بحظه من مجامع الخير وبالله المستعان
(فَائِدَةٌ)
قال العجلي رحمه الله :
النَّوْمُ عَلَى سَبْعَةِ أَقْسَامٍ نَوْمُ الْغَفْلَةِ وَنَوْمُ الشَّقَاوَةِ وَنَوْمُ اللَّعْنَةِ وَنَوْمُ الْعُقُوبَةِ وَنَوْمُ الرَّاحَةِ وَنَوْمُ الرَّحْمَةِ وَنَوْمُ الْحَسَرَاتِ أَمَّا نَوْمُ الْغَفْلَةِ فَالنَّوْمُ فِي مَجْلِسِ الذِّكْرِ وَنَوْمُ الشَّقَاوَةِ النَّوْمُ فِي وَقْتِ الصَّلاةِ وَنَوْمُ اللَّعْنَةِ النَّوْمُ فِي وَقْتِ الصُّبْحِ وَنَوْمُ الْعُقُوبَةِ النَّوْمُ بَعْدَ الْفَجْرِ وَنَوْمُ الرَّاحَةِ النَّوْمُ قَبْلَ الظُّهْرِ وَنَوْمُ الرَّحْمَةِ النَّوْمُ بَعْدَ الْعِشَاءِ ا هـ
والخلاصة أن الأولى بالإنسان أن يقضي هذا الوقت فيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة .