منذ 8 ساعة 29 دقيقة
في لفتة غريبة لا تتفق مع طبيعة المرأة التي ترفض مبدأ التعدد على الدوام ، تلقت صفحة الأسرة رسالة من القارئة أمال- 36 عاما- بكالريوس تجارة، تتساءل فيها عن الطريقة التي تتعامل بها مع زوجها بعد زواجه بأخرى، لتقودنا لاستكمال سلسلة الموضوعات الخاصة بتعدد الزوجات.. ومحاولة الإجابة على السؤال الهام الذي طرحته في رسالتها وهو" ماذا لو وقع الفأس في الرأس؟ "..
تقول السائلة:
بعد عشر سنوات زواج أنجبنا خلالها ثلاث أطفال أكبرهم في الصف الرابع الابتدائي، فوجئت بزوجي يصارحني برغبته في الزواج من فتاة يزعم أنه يحبها، ورغم مصارحته لى بمشاعره تجاهها إلا أنه شرع يؤكد لي أن حبه لي لم يُمَس ومازال يملك قلبه.. رغم الجرح الهائل الذي أصابني به إلا أنني قبلت الوضع الجديد ليس مراعاة لمصلحة أولادي فقط ولكن لأني ما زلت أحبه ولا أستطيع فراقه.. والمشكلة الآن أنني لا أعلم كيف أتعامل معه ومع عروسه " ضرتي" بعد زواجه الذي لم يتبق عليه سوى أيام.. وهل قبولى لهذا الوضع دليل ضعفي وفيه مساس بكرامتي كما يقول أفراد أسرتي الذين يودون الفتك بزوجي؟!
في رده على المشكلة يقول الكاتب عامر شماخ ، مؤلف كتاب" زوجة واحدة تكفي ":
الحقيقة المؤكدة أن الزوج فعل فعلاً أباحه الله ، وحاش الله أن يشرع أمراً فيه ضرر للعباد ، فأفعاله كلها فيها مصلحتهم ، وخيره – كما هو معلوم – للعباد نازل وشرهم إليه صاعد.
والمؤمن لايملك أمام شرع الله إلا أن يقول : "سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير" ، "وما كان لمؤمن ولامؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصِ الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً" (الأحزاب:36)
كما أن الرضا بقضاء الله يكسب صاحبه الأمن والسكينة والسعادة ، فالتى تؤمن بأن ما حدث مقدر ومكتوب ، وأن لكل رحم ناكحاً ، وأن فى علم الله الأزلى أن فلاناً (زوجها) سوف يتزوج فلانة ( ضرتها ) .. التى تؤمن بذلك سوف تستقبل الحدث بهدوء وسوف تتسامح بالتأكيد مع زوجها ، لأن تسامحها معه أدعى إلى قوة محبته لها ، وكلما تسامحت وصبرت واحتسبت ولم تنازع الزوج ، كان ذلك أدوم لبقائها معه وأعظم أجراً عند الله سبحانه وتعالى.
إن الله وحده هو الذى يعلم الخير من الشر .. " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون"(البقرة :216)
فقد يكون ما وقع – وتظنه الزوجة شراً – خيراً كله وهى لاتدرى ، وربما يؤدي زواجه إلى تغيره للأحسن ولو صبرت الزوجة على زوجها واحتملت ما جرى لنالت الأجر والثواب .. عن عبدالله بن مسعود عن النبى صلى الله عليه وسلم "إن الله تعالى كتب الغيرة على النساء ، والجهاد على الرجال ، فمن صبرت منهن إيماناً واحتساباً كان لها مثل أجر الشهيد" (الطبرانى).
وإذا قابلت ذلك بالإحسان إلى زوجها وإلى الزوجة الأخرى كان لها جزاء المحسنين "إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين" (يوسف:90).
ولو اعتبرت ذلك بلاءً وامتحاناً لها ، فصبرت كان لها أجر الصبر على البلاء " ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة ، فى نفسه وولده وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة " (الترمذى)
ويقدم الكاتب بعض النصائح للسائلة فيقول :
– إياك ومشاعر الثأر والانتقام من زوجك ، واعلمي أنك بذلك لن تحصدى سوى التعاسة وعدم الاستقرار .. فطلب الطلاق ليس حلاً للمرأة التى تزوج زوجها ، وبقائك فى عصمته مع زوجة أخرى خير لك ألف مرة من حملك لقب مطلقة وفى عنقك عدة أبناء يتربون بعيداً عن أبيهم الذى يمثل بالنسبة لهم السند والأمان .
– فكري بحكمة ومنطق وكوني على يقين أنك لست الأولى ولن تكوني الأخيرة ممن جرى عليهن قلم التعدد ، وأن هناك من هن أفضل منها قد مررن بهذه التجربة : زوجات النبى صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين ، وقد ضربن المثل فى حسن الطاعة وجمال العشرة.
– إياك والاستماع لأقوال المحرضات ممن يتلذذن بهدم البيوت وتطليق الزوجات من أزواجهن .
– إحذري نشر الأقاويل حول الزوجة الجديدة ؛ لحرمة هذا الفعل وما ينتج عنه من ذنوب ومعاصِ تزيل النعم وتحيط البيوت بالغم والكرب.
– إياك والغضب الذى تنتج عنه الأمراض التى تهلك النفس والجسم .
– لقد صار لزوجك بيت آخر ، فليكن بيتك – فى نظره – هو الأجمل والأحسن ، تستقر فيه نفسه ويستريح فيه باله.
– استثمرى أيام غيابه عنك فى الاهتمام بأولادك وتحسين مظهرك ، ولتكن هذه الأيام فرصة للتفكير فى كيفية الإبقاء على بيتك سعيداً .. رغم ما حدث.
منقول