تخطى إلى المحتوى

كيف تعاقب الطفل في الإسلام,عاقبى طفلك بطريقة الاسلام 2024

الونشريس
كيف تعاقب الطفل في الإسلام

إن الثواب والعقاب مبدأ قرآني حث عليه القرآن الكريم بل أكد عليه
فقد وعد الله الصالحين المؤمنين أن لهم الجنة ثواباً لأعمالهم
وتوعد الله الكافرين بالنار جزاء كفرهم وعنادهم
ومن هنا نفهم أن كلا الثواب والعقاب هي سنة كونية وأننا إذا استخدمنا
الثواب والعقاب بطريقة صحيحة لساعدنا بشكل جيد في تربية الطفل وتنشئته
التنشئة السليمة السوية التي نأمل أن يكون عليها أولادنا
وفي هذا الموضوع سوف نرتب أساليب العقاب بالتدريج حتى يمكنك
أن تربي ولدك بدون أن تقلل من شأنه أو أن تجرحه ليصبح شخص صالح في مجتمعه محباً لك.
قبل العقاب التشجيع والثواب يأتي أولاً

التشجيع والثواب هما أول شروط العقاب
إذ يجب عليك كمربي أن تشجع الطفل وتجعله يشعر بقيمة ما فعل حتى إن أخطأ فيمكنك معاقبته
وإلا سيشعر الطفل بأنه ليست له قيمة إذ أنك تعاقبه فقط
ولكن أن تشجعه وتثيبه على فعل جيد فعله وإن أخطأ تعاقبه
فهذا يشعر الطفل أن العقاب متعلق فقط بالفعل الذي قام به وليس به كشخص.
الخطوة الأولى في العقاب: التلميح

يخطئ بعض الآباء عندما يشرعون في محاسبة الطفل منذ أول وهلة أخطأ الطفل فيها
ولكن يجب أن يبدأ المربي أولاً بالتلميح فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:-
“ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا”
ومن هنا نفهم أن التلميح هو أن تتحدث عن أشخاص مبهمين أي غير معروفين للطفل ولكنهم يفعلون كذا وكذا
أي نفس أخطاء الطفل – ومن هنا نحن نلمح للطفل أن الفعل الذي يفعله هو أمر سيء ويجب عليه
ألا يفعله ولكن بأسلوب غير مباشر؛ فنحن لم نقل له أنك فعلت كذا وهذا الأمر خاطئ ولكن قلنا
أن هناك أشخاص كانوا يفعلون كذا وهو شيء خاطئ وعاقبهم الله أو تم عقابهم.
الخطوة الثانية في العقاب هي النصح سراً وتكرار النصيحة مع تكرار الخطأ

بعد التلميح سيكون هناك أمراً من أمرين
إما أن الطفل فهم أنه يجب ألا يفعل هذا الفعل وتوقف عن الخطأ وبهذا يكون الطفل أقلع عن الخطأ ولا يجوز لك معاقبته
وإما أن لا يقلع عن الخطأ بعد أن فهم أو أنه لم يفهم التلميح، ومن هناك تنتقل مباشرة إلى النصيحة سراً
فليس هناك داعي أن تنصح طفلك أو ولدك أمام خاله أو عمته أو أصدقائه أو الجيران
فقط تحدث إليه منفرداً وكلمه بأسلوب لطيف يبدأ بمدحه في شيء جيد فيه ثم تنصحه
أن يتوقف عن فعل هذا الخطأ لأنه يؤدي إلى المتاعب كذا وكذا وعقاب الله في كذا
ثم تثني على الطفل وتؤكد له أنك واثق فيه وفي قدرته على تخطي هذا الخطأ.
فإن استجاب الطفل كان بها، وإن لم يستجب فعليك أن تعيد النصح ولكن بأساليب مختلفة ولكن سراً
بمعنى أن تغير من طريقتك في نصحه، تغير الكلام الذي تقوله له بشكل ذكي ومباشر
وهكذا حتى يتوقف عن الخطأ أو تشعر أنه لا فائدة من النصح ولكن ينبغي أن تكرر النصح
أكثر من مرة وليس أقل من ثلاث مرات أو أكثر إن استطعت وكانت
لديك الحيل الكثيرة في تغيير الأسلوب الذي تنصح به.
الخطوة الثالثة في العقاب هي المواجهة

بعد أن لمحت ونصحت وكررت النصح أكثر من مرة ولكن ليست هناك فائدة من النصح
ومن هنا تبدأ فترة المواجهة والتي تبدأ بحرمان الطفل من شيء محبب إلى نفسه كلعبة
أو هدية أو تمنعه من زيارة أحد أقاربه أو تمنعه من الخروج في رحلة هو يحبها
حتى يشعر أن الخطأ الذي يفعله سبب له خسارة شيء محبب له.
الخطوة الرابعة في العقاب هي الإعراض عن الطفل

حيث إن لم تأتي المواجهة بنتيجة فعليك الإعراض عن الطفل لبعض الوقت كأن
لا تكلمه لوقت معين أو تشعره بأنك حزين من هذا الفعل ومنه لأنه يفعل كذا.
الخطوة الخامسة في العقاب وهي الضرب

إذا لم تفلح أي وسيلة من الوسائل السابقة فعليك أن تلجأ إلى الضرب
ولكن هناك آداب علمنا رسول الله إياها للضرب، وهي:-
أن تبدأ بسم الله وألا تزيد عدد الضربات عن ثلاث والبعض يقول عشر لقوله صلى الله عليه وسلم
“لا يجلد فوق عشر إلا في حد من حدود الله”.
ألا تكون عدد الضربات متتابعة حتى لا تتسبب في ألم الطفل، ولا تكون في مكان واحد
أن يتجنب الوجه والسوءة
ألا يكسر عظم أو يجرح لحم
إذا الطفل استعاذ بالله عز وجل، فيجب عليك كمربي أن تتوقف عن الضرب فوراً احتراما للفظ الجلالة الله
ولما يبعث به في نفوس الأطفال من عظمة الله ما يجعلهم يلجئون إليه.
ألا تسخر من الطفل ولا تشير مكرراً لنواحي النقص عند الطفل ولا تنفر من الطفل
لا يجب عليك أن تحتقر الطفل ولا أن تعايره ولا أن تقارن بينه وبين غيره أبداً ولا أن تفضل عليه أي طفل آخر
يجب أن تتجنب العقاب الشديد؛ فالمقصود من الضرب ليس أن تؤلم الطفل ولكن أن تعاقبه نفسياً
ولعلك ترى بعض الأطفال من إن ترفع صوتك عليهم فقط تجدهم يبكون بكاء مريراً
ومن غيرهم من يضحكون كلما ازددت قوة في الضرب.
،،تأكد أنك إن استخدمت الخطوات السابقة في العقاب جيداً سوف تتغلب على الخطأ الذي في طفلك


ولكن لا تنتقل مباشرة من خطوة إلى أخرى قبل أن تحقق الخطوة الأولى

فكلما حققت الهدف الذي ترجوه من الخطوة الأولى فإنه أفضل لك ولطفلك من أن تحققه في الخطوة الخامسة مثلاً

وتذكر أن الله هو من يثبت قلوب عباده على طاعته فأدعو للطفل في كل مرة وأسمعه دعواتك له الخالصة وأحبه.

الونشريس


    شكرااا

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.