التصلب العصبي المتعدد هو أحد اضطرابات المناعة الذاتية التقدمية، يصيب الإنسان عندما تتعرض الأغطية الواقية للخلايا العصبية للتلف، الأمر الذي يؤدي إلى تقليص وضعف وظائف المخ والعمود الفقري. يمكننا القول، أنه خلال الإصابة بالمرض يقوم الجهاز المناعي الذي يحافظ على صحتك بالبدء في مهاجمة أجزاء أخرى من الجسم، مهمة للقيام بوظائفك اليومية.
وعلى الرغم من اكتشاف المرض في عام 1868، فإن سبب الإصابة به لا يزال غير معروف. وبينما يدرك الباحثون جيداً أن تلف الأعصاب يحدث نتيجة الإصابة بالالتهابات، فإن سبب الالتهاب نفسه لا يزال غير معروف حتى الآن.
1- التصلب المتعدد ومشاكل الرؤية
من العلامات المبكرة الأكثر شيوعاً لمرض التصلب المتعدد؛ مشاكل الرؤية، والتي يطلق عليها سريرياً اسم "التهاب العصب البصري". حيث يؤثر الالتهاب على العصب البصري ويسبب مشاكل في الرؤية المركزية. هذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى الإصابة بعدم وضوح الرؤية في إحدى العينين أو كليهما، أو الإصابة بالرؤية المزدوجة، أو فقدان في حساسية التباين أو تمييز الألوان الحية.
قد لا يلاخظ المريض مشاكل الرؤية على الفور، لأن تدهور الرؤية قد يكون بطيئاً. وبالإضافة إلى تدهور الرؤية، قد يشعر المريض بالألم عندما ينظر إلى أعلى أو إلى أحد الجانبين.
2- الوخز والتنميل
بسبب تأثير التصلب المتعدد على أعصاب المخ والعمود الفقري (مركز الرسائل في الجسم)، فإنها قد تقوم بإرسال إشارات متضاربة في جميع أنحاء الجسم.
وفي بعض الأحيان، لا يتم إرسال أي إشارات على الإطلاق، الأمر الذي ينتج عنه الإصابة بالعرض الأكثر شيوعاً وهو التنميل، وعادة ما يكون في الوجه، الذراعين، الساقين والأصابع. وتجدر الإشارة إلى أن الإحساس بالتنميل والوخز من العلامات التحذيرية الأكثر شيوعاً لمرض التصلب المتعدد.
3- الألم والتشنجات
يعتبر الألم المزمن والتشنجات العضلية اللاإرادية من الأعراض الشائعة للإصابة بالتصلب المتعدد. حيث أشارت إحدى الدراسات أن نصف مرضى التصلب المتعدد يعانون من ألم ملحوظ، أو ألم مزمن.
كما يعتبر تصلب وتشنجات العضلات من الأعراض الشائعة للتصلب المتعدد. ويشعر المريض بتصلب العضلات والمفاصل بالإضافة إلى حركات مؤلمة ولاإرادية للأطراف لا يمكن السيطرة عليها. وغالباً ما تتأثر الساقين بشكل أكبر، إلا أن آلام الظهر أيضاً شائعة لدى مرضى التصلب المتعدد.
4- التعب والضعف
يعاني 80% من مرضى التصلب المتعدد في المراحل المبكرة من الشعور بالتعب غير المبرر والضعف.
ويصاب المريض بالتعب المزمن عندما تتلف الأعصاب الموجودة في العمود الفقري. وعادة ما يحدث الشعور بالتعب فجأة، ويستمر لأسابيع قبل الشعور بالتحسن. وفي البداية، يتم ملاحظة الشعور بالضعف بشكل أكبر في الساقين.
5- الدوخة ومشاكل التوازن
تعتبر الدوخة ومشاكل التوازن والتنسيق من أكثر مشاكل الحركة شيوعاً لمرضى التصلب المتعدد. وقد يمنع التصلب المتعدد المريض من حرية الحركة والتنقل، لأنه عادة ما يشعر بالدوخة، أو يشعر بالدوار (رؤية الأشياء المحيطة وكأنها تدور) وغالباً ما يحدث ذلك عندما يقف الشخص.
إلى جانب الأعراض الجسدية الأخرى، تتسبب مشكلة عدم القدرة على التوازن في قلة حركة مريض التصلب المتعدد. وقد يشير الطبيب الخاص بك إلى هذه المشكلات على أنها مشاكل عند المشي.
6- ضعف المثانة والأمعاء والعجز الجنسي
يعتبر ضعف المثانة من أعراض الإصابة بالتصلب المتعدد التي تصيب ما يقرب من 80% من المرضى. وهذا الأمر قد يؤدي إلى إصابة المريض بالتبول المتكرر، رغبة ملحة في التبول، أو عدم القدرة على إمساك وحبس البول، سواء أثناء الليل أو النهار. ولحسن الحظ، يمكن السيطرة على الأعراض المرتبطة بضعف المثانة. في بعض الأحيان، قد يعاني مرضى التصلب المتعدد من الإمساك، الإسهال، أو فقدان السيطرة على الأمعاء.
كما يمكن أن تصبح الشهوة الجنسية مشكلة لمرضى التصلب المتعدد، لأنها تبدأ في الجهاز العصبي المركزي، الذي يهاجمه مرض التصلب المتعدد.
7- مشاكل الإدراك
ما يقرب من 50% من المصابين بمرض التصلب المتعدد يعانون من بعض المشاكل المتعلقة بالوظائف الإدراكية. وتشمل:
– مشاكل الذاكرة.
– مشاكل اللغة.
– الانتباه قصير المدى.
8- الصحة النفسية
وفقاً لبعض الدراسات، فإن الاكتئاب الشديد يعتبر من الأعراض الشائعة بين مرضى التصلب المتعدد.
جنباً إلى جنب مع الاكتئاب، يمكن للضغوط التي يسببها مرض التصلب المتعدد، أن تؤدي إلى الانفعال، التقلبات المزاجية، والتأثيرات البصلية الكاذبة (فقدان السيطرة العاطفية)، وهي عبارة عن نوبات من البكاء أو الضحك لا يمكن السيطرة عليها.
وتجدر الإشارة إلى أن التعامل مع مرض التصلب المتعدد، جنباً إلى جنب مع المشاكل والعلاقات الأسرية، قد يجعل من الاكتئاب والاضطرابات العاطفية الأخرى أكثر تحدياً، وصعوبة بالنسبة للمريض.
أعراض أخرى
من الجدير بالذكر، أن أعراض مرض التصلب المتعدد تختلف من شخص لآخر. وخلال الهجمات، يمكن أن تظهر أعراض جديدة. وبالإضافة إلى الأعراض التي تم ذكرها مسبقاً، يمكن أن يسبب التصلب المتعدد:
– فقدان السمع
– الصرع
– اهتزاز لا يمكن السيطرة عليه في الأطراف
– مشاكل التنفس
– اضطرابات البلع
– كلام متداخل
تطور المرض وحدته
عادة ما يصيب مرض التصلب المتعدد المجتمع الطبي بالدهشة، بسبب التباين في حدته، وأعراضه. فيمكن أن تستمر الهجمات لبضعة أسابيع، ثم تختفي. ومع ذلك، يمكن أن تكون الانتكاسات أسوأ ولا يمكن التنبؤ بها، كما يمكن أن يصاب المريض بأعراض مختلفة.
وتجدر الإشارة إلى أن التصلب المتعدد قد يصيب الأشخاص الأصحاء، ويمكن أن يتسبب في تغيير أنماط حياتهم بسبب اضطراباته الحادة. ومع ذلك، فإن الاكتشاف المبكر للمرض يمكن أن يساعد في منع تطوره بشكل سريع.
تشخيص الإصابة بالتصلب المتعدد
لتشخيص الإصابة بالتصلب المتعدد، يحتاج الطبيب وعادة ما يكون طبيب أعصاب، إلى القيام بالعديد من الفحوصات والتي تشمل:
– فحص الأعصاب، للتحقق من وجود انخفاض في مستوى وظائف الأعصاب.
– فحص للعين، للتحقق من وجود أي تشوهات في العين الداخلية أو أوقات الاستجابة.
– فحص البزل القطني، يتم خلاله أخذ عينة من السائل الشوكي بواسطة إبرة طويلة وتحليلها.
من خلال هذه الاختبارات، يبحث الطبيب عن أي تلف موجود في الجهاز العصبي المركزي. وعادة ما يتم استخدام هذه الفحوصات لاستبعاد أي حالات مرضية أخرى.
المضي قدماً
التصلب المتعدد من أكثر الاضطرابات التي تمثل تحدياً للمرضى، لكن الباحثون استطاعوا التوصل إلى الكثير من العلاجات التي من شأنها أن تساعد على إبطاء تقدم وتطور المرض.
ولعل أفضل دفاع ضد مرض التصلب المتعدد، هو الذهاب إلى الطبيب مباشرة في حالة الشعور بأي من العلامات التحذيرية الأولى. هذا الأمر مهم جداً خاصة إذا كان يعاني أحد أفراد عائلتك من المرض. إذ أن هذا الأمر أحد عوامل خطورة الإصابة بالتصلب المتعدد. لذا لا تتردد. فالذهاب المبكر للطبيب قد يحدث فرقاً كبيراً.
خلاصة
التصلب المتعدد هو مرض يسبب عدد من الأعراض لا يمكن التنبؤ بها، والتي تختلف في شدتها من فرد لآخر. وفي حين يعاني بعض الأفراد من التعب والتنميل فقط، يصاب أشخاص آخرون بالشلل، فقدان البصر، وتدهور وظائف المخ.
وتجدر الإشارة إلى أن التصلب المتعدد يصيب ما يقرب من 2.5 مليون شخصاً في جميع أنحاء العالم، وعادة ما يصيب النساء مرتين أكثر من الرجال. وتجدر الإشارة إلى أن تاريخ العائلة المرضى من أهم عوامل خطورة الإصابة بالمرض.
شكرا حبيبتى
اللهم عافنا
نورتونى