تخطى إلى المحتوى

ملف خاص بفتاوي الشيخ ابن عثيمين في التوحيد و العقيدة 2024

  • بواسطة

ملف خاص بفتاوي الشيخ ابن عثيمين في التوحيد و العقيدة

الونشريس

السؤال: يوجد بطاقات مكتوب عليها أسماء الله جل جلاله مثل هذه الصورة التي بجانب الرسالة وقد ضمنوا هذه الرسالة صورة لي كسوة الكعبة وعليها آيات من كتاب الله المبين يقول ترمى في الأرض من قبل ناس لا يعرفون الإسلام يقول هذه فقط إشارة وما تنصحون الباعة بذلك؟ أو من يهمه الأمر بذلك؟
الجواب
الشيخ: الحمد لله هذه المسألة كثرت في الناس على أوجه متعددة منها بطاقات تحمل لفظ الجلالة الله وأخري إلى جانبها تحمل محمد ثم توضع البطاقاتان متوازنتين على الجدار أو على لوحة أو ما أشبه ذلك ونحن نتكلم على هذه الصورة أولاً ما فائدة تعليق كلمة الله فقط ومحمد فقط إذا كان الإنسان يظن انه يستفيد من ذلك بركة فإن البركة لا تحصل بمثل هذا العمل لأن هذا ليس بجملة مفيدة تكسب معنى يمكن أن يحمل على أنه للتبرك ثم إن التبرك بمثل هذا لا يسوغ لأن التبرك بالله وأسمائه لا يمكن أن يستعمل إلا على الوجه الذي ورد لأنه عباده والعبادة مبناها على التوقيف، ثم إن هذا الوضع الذي أشرنا إليه سابقاً أن توضع كلمة الله وبجانبها موازيةً لها كلمة محمد هذا نوع من التشريك والموازنة بين الله وبين الرسول صلي الله عليه وسلم وهذا أمر لا يجوز وقد قال رجل للنبي صلي الله عليه وسلم فقال النبي صلي الله عليه وسلم: (أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده) ثم إن التبرك بمجرد وضع اسم النبي صلي الله عليه وسلم أيضاً لا يجوز التبرك إنما يكون بالتزام شريعة النبي صلي الله عليه وسلم والعمل بها هذه صورة مما يستعمله الناس في هذه البطاقات وقد تبين ما فيها من مخالفة للشرع، أما بالنسبة للصورة الثانية التي أشار إليها الأخ السائل فهي أيضاً جوازها محل نظر وذلك لأن الأصل في كتابة القرآن على الأوراق والألواح الأصل فيه الجواز لكن تعليقه أيضاً على الجدران في المنازل لم يرد ذلك عن السلف الصالح رحمهم الله، لا عن النبي صلي الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا عن التابعين ولا ادري بالتحديد متي حصلت هذه البدعة هذا في الحقيقة بدعة لأن القرآن إنما نزل ليتلى لا ليعلق على الجدران وغيرها ثم إن في تعليقه على الجدران فيه مفسده زائداً على أن ذلك لم يرد عن السلف تلك المفسدة هي أن يعتمد الإنسان على هذا المعلق ويعتقد أنه حرز له فيستغني به عن الحرز الصحيح وهو التلاوة باللسان فإنها هي الحرز النافع كما قال النبي صلي الله عليه وسلم في آية الكرسي (من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح) فالإنسان إذا شعر أن تعليق هذه الآيات على الجدران مما يحفظه فإنه سيشعر باستغنائه بها عن تلاوة القرآن ثم إن فيها نوعاً من اتخاذ آيات الله هزواً، لأن المجالس لا تخلوا غالباً من أقوال محرمة من غيبة أو سباب وشتم أو أفعال محرمة وربما يكون في هذه المجالس شيء من آلات اللهو التي حرمها الشرع فتوجد هذه الأشياء والقرآن معلق فوق رؤوس الناس فكأنهم في الحقيقة يسخرون به لأن هذا القرآن يحرم هذه الأشياء سواء كانت الآية المكتوبة هي الآية التي تحرم هذه الأشياء أو آية غيرها من القرآن فإن هذا بلا شك نوع من الاستهزاء بآيات الله لذلك ننصح إخواننا المسلمين عن استعمال مثل هذه التعليقات لا بالنسبة لأسم من أسماء الله أو أسماء الرسول صلي الله عليه وسلم أو آيات من القرآن ويستعملوا ما أستعمله سلفهم الصالح فإن في ذلك الخير والبركة،
بالنسبة لما أشار إليه الأخ من أن هذه البطاقات التي يكتب عليها القرآن ترمى في الأسواق وفي الزبل وفي مواطئ الأقدام فهذا أيضاً لا يجوز لما فيه من امتهان القرآن الكريم لكن المخاطب بذلك من هي في يده إلا أن الباعة الذين يبيعونها إذا علموا أن هذا يفعل بها غالباً يكون ذلك موجباً لتحريم بيعها والاتجار بها لأن القاعدة الشرعية أنه إذا كان العقد وسيلة لازمة أو غالبةً إلى شيء محرم فإن ذلك العقد يكون حراما لأنه من باب التعاون على الإثم والعدوان وأظن أن الإجابة على السؤال انتهت، أما بالنسبة لتعليق القرآن على المرضى سواء كانت أمراضهم جسدية أو نفسية للاستشفاء بها فإن هذه موضع خلاف بين السلف والخلف فمن العلماء من يجيز ذلك لما يشعر به المريض من راحة نفسيه حيث أنه يحمل كلام الله عز وجل وشعور المريض بالشيء له تأثير على المرض زيادةً ونقصاً وزوالاًَ كما هو معلوم، ومن العلماء من قال أنه لا يجوز وذلك لأنه لم يرد عن النبي صلي الله عليه وسلم أن يستعمل مثل ذلك للاستشفاء وإنما الاستشفاء بقراءة ما ورد على المريض، وإذا كان لم يرد عن الشارع أن هذا سبباً فإن إثباته سبباً نوع من الشرك ذلك لأنه لا يجوز أن نثبت أن هذا الشيء سبب إلا بدليل من الشرع فإذا أثبتنا سببيته فمعني ذلك أننا أحدثنا أمراً لم يكن في الشرع وهذا نوع من الشرك

السؤال: الصلاة عن الأنبياء يقول هل يجوز الصلاة على الأنبياء الآخرين غير محمد صلى الله عليه وسلم؟

الجواب
الشيخ: الجواب نعم تجوز الصلاة على الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام بل تجوز الصلاة أيضاً على غير الأنبياء من المؤمنين إن كانت تبعاً فبالنص والإجماع كما في قوله صلى اللهعليه وسلم حين سئل كيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمدٍِ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وآل النبي صلى اللهعليه وسلم هم في هذه الجملة هم المتبعون لشريعته من قرابته وغيرهم هذا هو القول الراجح وإن كان أول وأولي من يدخل في هذه أي في آل محمد هم المؤمنون من قرابة النبي صلى اللهعليه وسلم لكن مع ذلك هي شاملة لكل من تبعه وآمن به لأنه من آله وشيعته، والصلاة على غير الأنبياء تبعاً جائزة بالنص والإجماع لكن الصلاة على غير الأنبياء استقلالاً لا تبعاً هذه موضع خلاف بين أهل العلم هل تجوز أو لا فالصحيح جوازها أنه يجوز لشخص مؤمن صلى الله عليه وقد قال الله تبارك وتعالى للنبي صلى اللهعليه وسلم (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عليهم) فكان النبي صلى اللهعليه وسلم يصلي على من أتي إليه بزكاته وقال (اللهم صلى على آل أبي أوفي حينما جاءوا إليه بصدقاتهم) إلا إذا اتخذت شعاراً لشخص معين كلما ذكر قيل صلى الله عليه فهذا لا يجوز لغير الأنبياء مثل لو كنا كلما ذكرنا أبا بكر قلنا صلى الله عليه أو كلما ذكرنا عمر قلنا صلى الله عليه أو كلما ذكرنا عثمان قلنا صلى الله عليه أو كلما ذكرنا علياً قلنا صلى الله عليه فهذا لا يجوز أن نتخذ شعاراً لشخص معين.

السؤال: امرأة تدعي السندية لها عشرون عاما ً تسلب أموال الناس ويقصدها الكثير من الجهال يسألونها عن المغتربين ما بهم ومتي يأتون ويقصدها المرضي للشفاء وإذا حضروا عندها جاءت بغطاء ووضعته على نفسها ثم تقول بصوت متغير فلان يأتي بعد كذا يوم أو شهر أو لا يأتي والمريض فلان يشفي وهذا حرز له أو لا يفيد معه الحرز وتخبر النساء عن ما يكنه لهن الأزواج حتى أن زوجتي ذهبت لها وقالت لها إن زوجك يفكر في الزواج فأرسلت لي زوجتي تطلب ورقة تطلب طلاقها فأرسلتها لها وفيها الخلوع بالثلاث هل هذا الطلاق صحيح أم باطل علماً أن له ستة شهور ولا اعلم ما السبب وهذه المرأة تدعي أن معها أشراف يخبرونها، وكثير ما تقول للرجال إن لزوجاتكم رجال غيركم لتوقع بين الزوجات وأزواجهن فهل في الجن أشراف يعلمون الغيب أفيدونا بدقة عن هذا الموضوع؟ الجواب
الشيخ: الحمد لله هذه المرأة من الكهان لأنها تدعي أنها تعلم عن المستقبل وكل من يدعي أنه يعلم المستقبل فإنه كاهن كاذب لا يجوز الإتيان إليه ولا يجوز تصديقه بل إن تصديقه تكذيب للقرآن فإن الله تعالى يقول: (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) والغيب ما غاب عن الإنسان من الأمور المستقبلة فلا يعلمه إلا الله عز وجل وهذه المرأة التي تدعيه هي أيضاً مكذبةٌ للقرآن فيجب على ولاة الأمور أن يمنعوا مثل هذه الأمور في بلادهم حتى لا يوقعوا الناس فيما يخالف عقيدتهم وفيما يكذب كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما ما تدعيه هذه المرأة من علم الغيب فإنه لا يجوز تصديقه أبداً وإذا قدر إن ما تخبر به يقع منه شيء فإنما ذلك عن مصادفة أو عن أمر استمع من السماع وتضيف هي إليه عدة كذبات لتموه على باطلها وأما بالنسبة لما تدعيه من مكالمة الأشراف من الجن لها فهذا أيضاً دعوي كاذبة لأن الكاهن بجميع ما يقول وجميع ما يذكر من مؤثرات لكهانته يجب تكذيبه والجن لا يعلم الغيب بنص القرآن يقول الله تعالى (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ "يعني سليمان" مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ "يعني عصاه" فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) فلا أحد يعلم الغيب لا من الجن ولا من الملائكة ولا من الإنس (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) وقال سبحانه وتعالى (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) وأما بالنسبة لقوله إنه خالع زوجته ثلاثاً فهذه مسألة الطلاق الثلاث وإذا كان يريد الرجوع إلى زوجته فإنه موضع خلاف بين أهل العلم هل له أن يراجعها إذا لم يسبق له طلقتان على هذه المرأة أو ليس له أن يراجعها والراجح أنه يجوز له أن يراجعها إذا لم يسبق له طلقتان على هذه الطلقة فإن في صحيح مسلم حديث بن عباس رضي الله عنه قال كان الطلاق الثلاث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد أبى بكر وسنتين من خلافة عمر قال كان الطلاق الثلاث واحدةً فلما تتايع الناس في هذا قال عمر رضى الله عنه أرى الناس قد تعجلوا في أمر كانت لهم فيه أنات فلو أمضيناه عليهم وهذا نص صريح بأن إمضاء الثلاث على البينونة أمر اجتهادي من أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وكما أن هذا مقتضى النص فهو أيضاً مقتضى النظر فإن الطلاق الثلاث أمره إلى الشرع لا إلى الإنسان والإنسان لو قال استغفر الله ثلاثاً سبحان الله ثلاثاً لو قال دبر الصلاة سبحان الله والحمد ولا إله إلا الله والله أكبر ثم قال بعده ثلاثاً وثلاثين ما كتب له ثلاثمائة وثلاثون فإذا كان هذا لا يحصل في الأمور المرغوبة المحبوبة إلى الله عز وجل وهو الإثابة على ذكره وطاعته فكيف يكون في الأمور التي غاية ما هي أنها من الأمور المباحة كالطلاق فإن النظر والقياس الصحيح يقتضي أن طلاق الثلاثة واحدة فيكون مؤيداً بالنص وبالنظر كما أن الله سبحانه وتعالى قال لنبيه (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنّ) فطلقوهن لعدتهن والطلاق للعدة لا يكون إلا والمرأة عند زوجها أي غير مطلقة لأنها إذا طلقت بعد أن طلقت في نفس العدة لم تكن مطلقةٍ للعدة ولهذا يقول العلماء رحمهم الله لو أن الرجل طلق امرأته اليوم وبعد أن حاضت مرتين أردفها بطلقةٍ ثانية فإنها لا تستأنف العدة بهذه الطلقة الثانية دل ذلك على إنها طلقة لغير العدة وإذا كانت طلقة لغير العدة صارت غير مأمور بها لأن الله يقول (فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنّ) وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وقد ذهب شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله أن الطلاق الثلاث ولو بكلماتٍ متفرقة لا يقع إلا واحدة فقط إلا إذا تخلله رجعة أو عقد نكاح جديد.

السؤال: أيضاً، يقولون في رسالتهم عندما يمضي سبعة أيام على الميت يقوم أهل الفقيد من النساء بالذهاب إليه في المقبرة، ويقومون بالبكاء مرة أخرى، وعندما يكمل خمسة عشرة يوماً يكررون نفس الطريقة، ومرة أخرى عندما يكمل الأربعين ويقومون بالحزن عليه لمدة عام أو أكثر ويحرمون الصغار من اللعب والمرح، هل يجوز أم لا نرجوا من فضيلتكم الإفادة أفادكم الله؟

الجواب
الشيخ: لا يجوز هذا العمل لأن زيارة المرأة للمقابر إذا خرجت من بيتها لهذا القصد، فإنها ملعونة والعياذ بالله لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور، وهؤلاء خرجن لزيارة القبور وللنياحة أيضاً عند القبر، لأن الظاهر من حال هؤلاء أن لا يقتصرن على البكاء المجرد بل إنهن لابد أن يكون ثم نياحة وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة، وكذلك الإحداد لمدة عام كله من المنكر الذي لا يجوز فإنه لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الأخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا، وما عدا ذلك من الإحداد فكله محرم ولا يجوز، وليعلم المؤمن أنه إذا صبر على المصيبة أعانه الله عز وجل وسدد خطاه وأنساه مصيبته وأثابه عليها مع الاحتساب، وإذا تسخط وحزن استمرت المصيبة في قلبه وازداد بذلك حسرة على حسرته، فليتق الله عز وجل وليرض به رباً فإن لله حكمة فيما أخذ وفيما أبقى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.

السؤال: تقول قسم من الناس عندما يدعون الله يقولون ربنا بجاههم عندك، أي جاه الأولياء والصالحين هل يعتبر واسطة هذا الدعاء بين العبد وربه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟

الجواب
الشيخ: ينبغي أن نعرف أن الوسيلة إنما تتخذ وسيلة إذا كانت وسيلة حقيقة سواء ثبت كونها حقيقية بالشرع أو بالواقع، أما اتخاذ وسيلة لم يثبت أنها وسيلة في الشرع ولا في الواقع فإن هذا نوع من الشرك لأن إثبات أن هذا الشيء سبب والله تعالى لم يجعله سبباً معناه تشريك مع الله تعالى في قضائه أو شرعه فكل من أثبت سبباً لم يثبت كونه سبباً لا باعتبار الواقع ولا باعتبار الشرع فقد أشرك بالله سبحانه وتعالى حيث جعل ما ليس سبباً جعله سبباً، ننظر الوسيلة أو التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بجاه الأولياء والأنبياء والصالحين هل جاء في الشرع أنها وسيلة؟ الجواب لا، ونحن نقول لكل من يسمع إذا كان لديه دليل من الشرع من النبي عليه الصلاة والسلام أو من الصحابة أو التابعين لهم بإحسان على أن التوسل بالجاه مشروع فليأتي به على هذا العنوان نور على الدرب في إذاعة المملكة العربية السعودية، ونحن نعاهد الله سبحانه وتعالى ونسأله العون على أنه متى جاءنا دليل شرعي ثابت فإننا سنتبعه، لأن ذلك هو الفرض علينا فإذا كان عند أحد من الناس أن التوسل بالجاه مشروع فليتفضل به فإننا به آخذون ولما أسداه إلينا شاكرون، وإذا لم يكن دليل من الشرع والأمر كذلك فإنني لا أعلم أبداً أن التوسل بالجاه أمر مشروع، فهل يكون الجاه وسيلة بحسب الواقع؟ الجواب لا، لأن الجاه عند الله إنما ينتفع به من له الجاه فقط، أما غيره فأي نفع له، فإذا كان هذا الرجل له جاه عند الله سبحانه وتعالى فالذي ينتفع بهذا الجاه هو نفس الرجل، أما أنا فأي نفع لي بجاهه هو، لذلك ليس الجاه وسيلة بحسب الواقع أيضاً، فإذا لم يكن الجاه وسيلة لا بحسب الشرع ولا بحسب الواقع لم يجز أن يتخذ وسيلة، وعلى هذا فيحرم على الإنسان أن يقول اللهم إني أسألك بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بجاه فلان أو فلان ممن يزعمونه أولياء لأن ذلك ليس سبباً شرعياً ولا سبباً واقعياً وإذا كان غير سبب شرعي ولا واقعي فإن إثبات كونه سبباً نوع من الإشراك بالله عز وجل، ولكن بدلاً من أن يقول أسألك بجاه النبي أو بجاه الولي يقول اللهم أني أسألك برحمتك، أسألك بفضلك، أسألك بإحسانك، هذا أفضل لأن فضل الله وإحسانه ورحمته أشمل وأعم وأنفع للإنسان من جاه رجل عند الله عز وجل، فكونك تسأل بفضل الله ورحمته وما أشبه ذلك من صفات الله سبحانه وتعالى التي تتوسل بها إليه هذا أفضل بلا شك وأنفع للنفس وأقرب إلى الإجابة.

السؤال: نرجو التكرم بإفادتنا من الناحية الإسلامية والشريعة حول ما هو وارد في الخطاب المرفق حيث أنها أصبحت ظاهرة غريبة في جميع أنحاء جدة والجميع يروون هذا الكلام ويعملون هذا الأوراد ونريد أن نعرف رأي الإسلام في هذا الشأن مع الإسراع لنا بالإجابة وفقكم الله الورقة التي أرسل ذكر فيها بعض آيات يقول فيها (بل الله فاعبد وكن من الشاكرين) وآيات بعدها يقول ثم ترسل هذه الآيات الكريمة لتكون مجذبة خير وحسن طالع وفلاح.. الخ. ويقول فيها أيضاً فعليك أن ترسل نسخاً من هذه الرسالة لمن هو في حاجة إلي الخير والفلاح وإياك أن ترسل معتذراً وإياك أن تحتفظ بهذه الرسالة يجب أن ترسلها وتتخلى عنها بعد ستة وتسعين ساعة بعد قراءتك لها سبق وأن وصلت هذه الرسالة إلى أحد رجال الأعمال فوفق إلى كذا وكذا الخ. يقول ما حكم هذه الرسالة أو كيف نعمل بهذه الرسالة؟

الجواب
الشيخ: هذه الرسالة كذب محو فإن كونه هذه الآيات التي ساقها سبب للسعادة والفلاح وعدم تداولها سبب للشقاء والهلاك هذا أمر يتوقف على وحي ولم يكن في ذلك وحي لا في القرآن ولا في السنة فهي كذب محض ثانياً اعتقاد أن ذلك صحيح طعن في الدين لأن هذا لو كان صحيحاً لكان مما تتوفر الدواعي على نقله وكان مما يجب على النبي صلى الله عليه وسلم تبليغه ولم يُنقل عن الرسول عليه الصلاة والسلام فدل هذا على أنه لم يبلغه وإذا لم يبلغه فادعى إنسان أنه سبب لكذا وكذا من الأمور التي يذكرها فإن ذلك طعن في الإسلام حيث كان الإسلام ناقصاً وجاء هذا الرجل فأكمله الأمر الثالث أن نقول إن كان هذا الذي قاله هذا القائل في يهدي الآيات حقاً فأين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عنه وإن كان باطلاً فإنه لا يجوز نشره ولا العمل به ولا تصديقه بل يجب رده الأمر الرابع أن الواقع يكذب ما جاء في هذه الرسالة والآيات فهو عندكم فيما أظن له أكثر من أربعة أيام وقد ذكر فيه لأني قرأته قبل أن تقرأه أنت أن الإنسان إذا لم يعمل به خلال أربعة أيام فإنه يصاب بكوارث والحمد لله أنك لم تصب بكوارث وهو أيضاً قد جاءنا في القصيم قبل نحو خمسة سنوات وشاع بين الناس وأخذناه نحن ومزقناه على المنبر في الجمعة تكلمنا عنه في الجمعة على المنبر وأخذت منه كمية بيدي ومزقتها أمام المصلين ولم أصب ولله الحمد بكوارث فإذن هذه الأدلة كلها تدل على أن هذا كذب وأنه خزعبلات ممن تكلم به وأشاعه بين الناس والذي أنصح به إخواني المسلم ألا يلتفتوا إلي مثل ما يروجه هؤلاء الكذابون بل يرجعوا إلي كتاب الله وإلى صحيح السنة الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهما الكفاية أما مثل هذه الأمور وما يوجد في كتب الوعظ من الأمور المخالفة لشريعة فإنه لا يجوز الاعتماد عليها بل ولا يجوز لأئمة المساجد أن يقرؤوا بمثل هذه الكتب أو يروجوا مثل هذه المنشورات لما في ذلك من الضلال وفي كتاب الله تعالى وفي ما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم كفاية وأنا أقول للأخ السائل جزاه الله خيراً على إرسال هذه إلي هذا البرنامج لعله يكون فيه بيان للناس ونور لعله يكون فيه بيان للناس ونور يهتدون به في مثل هذه الأمور كما أنه قبل سنوات أيضاً وردت رسالة من رجل يسمي نفسه أحمد خادم المسجد النبوي ذكر فيها أنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه أوصاه بوصايا لا تحضرني الآن وهذه الرسالة المكذوبة أو الرؤيا المكتوبة تكلم عنها الشيخ محمد رشيد رضا منذ نحو ثمانين سنة وبين أنها قد شاعت وذاعت وأنها كذب لا أصل لها وهو صادق فإنها كذب لا أصل لها فعلى كل حال مثل هذه المنشورات التي يروجها هؤلاء الكذابون الوضاعون الذين لا يخافون الله ولا يرحمون عباد الله ولا يدينون لله تعالى دين الحق لأنهم لو دانوا لله دين الحق لتأدبوا بين يدي الله ورسوله ولم يتخذوا وسيلة لهداية الناس إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهؤلاء المروجون نرجو من الله تعالى أن يهديهم بسلطان الوحي حتى يتعظوا ويتذكروا ويرجعوا إلي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو أن يهديهم بسلطان الولاية والأخذ على أيديهم التتبع لهولاء حتى يرجعوا وحتى يكون الناس في أمن من شرهم ومنشوراتهم.

    السؤال: يقول ما حكم الشرع في نظركم يا شيخ محمد في يمدحون الرسول أقصد الشيوخ الذين يمدحون الرسول وهم يستعملون المزمار والعود والطبلة وما حكم أيضاً المقرئين الذين يشترطون على عائلة المتوفى من أجرهم وهل هناك فصال في كتاب الله؟

    الجواب
    الشيخ: الواقع أن هذا السؤال تضمن مسالتين المسألة الأولى أولئك الشيوخ الذين يمدحون رسول الله صلى الله عليه وسلم مدحاً مقروناً بآلات اللهو فنقول في الجواب على هذا أولاً هذه المدائح هل هي مدائح حق لا تخرج إلى الغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم أو هي مدائح تتضمن الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن ينزل فوق منزلته التي أنزلها الله كالمدائح التي تجعل للنبي صلى الله عليه وسلم حظاً من التصرف في الكون بل ربما تجعل الكون كله عائداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كقول بعضهم فإن من جودك الدنيا يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم. فإن هذه المدائح وأمثالها كفر بالله عز وجل سواء اقترنت بآلة لهو أم لم تقترن ولا يحل لمؤمن أن يقولها في رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما بعث لتطهير الناس من مثل هذه الأمور التي تؤدي إلى الشرك المخلوق بالخالق فيما يستحقه سبحانه وتعالى. ثانياً إذا كانت هذه المدائح مدائح حق لا غلو فيها ولكنهم جعلوها مصحوبة بهذه المزامير وآلات اللهو فإن هذا محرم لأنها اقترنت بما حرمه النبي صلى الله عليه وسلم إذ أن المعازف وآلات اللهو كلها حرام إلا ما استثني منها من الدفوف في الأوقات التي أبيحت فيها ويدل لتحريمها ما رواه البخاري من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحرى والحرير والخمر والمعازف. والمعازف هي آلات اللهو كما ذكر ذلك أهل العلم وفي قرنها بالزنا وشرب الخمر دليل على قبحها وتأكد تحريمها فهؤلاء الذين يمدحون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدائح المقرونة بآلات اللهو كأنما يسخرون به صلى الله عليه وسلم حيث مدحوه وعظموه بما حرمه على أمته ومنعهم منه أما المسألة الثانية مما تضمنه هذا السؤال فهو قراءة القراء القرآن للأموات بعد موتهم وأخذهم الأجرة على ذلك فإن هذا أيضاً من الابتداع في دين الله عز وجل وقراءة القاري الذي لا يقرأ ألا بأجرة ليس فيها ثواب لأن قراءة القرآن عمل صالح وإذا أريد بالعمل الصالح الدنيا حبط وبطل أجره كما قال الله تعالى (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة ألا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون) وإذا بطل أجره أي أجر هذا القاري بالأجرة لم يحصل للميت انتفاع من قراءته وحينئذٍ يكون هؤلاء الذين استأجروا القاري ليقرأ القرآن لميتهم قد خسروا في الدنيا والآخرة أما خسارتهم في الدنيا فهي بذل المال في أمر لا ينفع الميت وأما خسارتهم في الآخرة فلأنهم استأجروا هذا الرجل أن يقرأ كتاب الله بعوض من الدنيا فأعانوه على الإثم ومن يعين على الإثم آثم لأن الله سبحانه وتعالى يقول (ولا تعانوا على الإثم والعدوان) وإن نصيحتي لهذين الصنفين من الناس الصنف الأول أولئك المداحون الذين يمدحون رسول الله صلى الله عليه وسلم بما نهاهم عنه من الغلو فيه أو الذين يمدحونه مدحاً مقتصرين فيه ولكنهم يقرنونه كما نهى الله عنه وكذلك الصنف الثاني الذين يقرءون القرآن في المآتم للأموات بالأجرة أنصحهم جميعاً أن يتقوا الله عز وجل وأن يكونوا في عباداتهم القولية والفعلية والاعتقادية متمشين على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم التي التمسك بها خير وفلاح في الدنيا والآخرة وهذا الأمر وإن كان قد يشق عليهم بل وإن كان الشيطان قد يريهم أن ذلك شاق عليهم وأنهم يطلبون به بما يطلبونه من المال والجاه فليصبروا على ذلك وليحتسبوا ثواب الله عز وجل الذي لا حصر له ولا نهاية إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وليصبروا على ترك هذه الأمور المحرمة حتى يكونوا أئمة يهدون بأمر الله وكانوا بآيات الله يوقنون نعم؟

    السؤال: بارك الله فيكم أيضاً المستمع يقول يا شيخ محمد في بعض البلاد الإسلامية يدرس تاريخ الإسلام بطريقة غير صحيحة مما يؤدي إلى بغض بعض الصحابة رضوان الله عليهم نرجو التوضيح خاصة عن موقف بعض المعارك نرجو منكم الإفادة؟

    الجواب
    الشيخ: ما قاله السائل صحيح فإن التاريخ في الحقيقة يزور ويشوه حسب ما تكون الدولة فهو خاضع مع الآسف للدولة بحيث توجهه حيث ما تريد وخاضع كذلك لبعض الأفكار التي تجترئ على الكذب وتستسيغه في جانب ما تدعوا إليه وتهدف إليه ولذلك نرى في كثير من كتب التاريخ أشياء مشوهة إن كان صدقاً وكثيراً وكثيراً مزورة مكذوبة لاسيما فيما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم مما هم فيه معذورون لأنهم مجتهدون ومن أصاب منهم له أجران ومن أخطأ فله أجر وخطأه مغفور فيجب على المرء أن يحذر من مثل هذه الكتب المزورة أو المشوهة بزيادة أو نقص لاسيما إذا كان يشعر بأن هذا الكتاب مثلاً يسيء إلى الصحابة رضي الله عنهم في تشويه حياتهم ومجتمعاتهم لأن القدح في الصحابة رضي الله عنهم ليس قدحاً في الصحابة أنفسهم فقط بل هو قدح فيهم وقدح في رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدح في الشريعة وقدح في الله سبحانه وتعالى لأنه إذا صار القدح في الصحابة رضي الله عنهم كان ذلك قدحاً في الشريعة لأنهم هم وسيلة النقل هم الذين نقلوها إلينا فإذا كانوا محل قدح وعيب فكيف نثق بالشريعة التي بين أيدينا وهي جاءت عن طريقهم وإذا كان قدحاً في الصحابة صار قدحاً في النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم أصحابه وأحبابه وناصروه على أعدائه والقدح في الصاحب قدح في المصحوب وإذا صار القدح وإذا كان القدح في الصحابة صار قدحاً في الله عز وجل فكيف يقال إن الله تعالى اختار لنبيه وهو أفضل خلقه مثل هؤلاء الأصحاب الذين هم محل القدح والسب والعيب إذن فالقدح في الصحابة قدح في الله وفي رسوله وفي شريعته والأمر أمر عظيم وكتب التاريخ قد يكون بعضها متناول لهذا الأمر مما يكون دالاً على القدح في الصحابة إما تصريحاً وإما تلميحاً فليحذر المؤمن من مثل هذه التواريخ التي تضله والله المستعان

    السؤال: فضيلة الشيخ نود أن تعطونا نبذة عن خلق الملائكة وهل تأتي على صورة حيوان ما صحة ذلك؟

    الجواب
    الشيخ: نعم الملائكة عالم غيبي خلقهم الله سبحانه وتعالى من نور وكلفهم بما شاء من العبادات والأوامر واصطفى منهم رسلاً كما قال الله تعالى (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ) فمنهم الرسل الموكلون بالوحي كجبريل عليه الصلاة والسلام ومنهم الرسل الموكلون بقبض أراوح بني آدم كما قال الله تعالى (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) ومنهم الكتبة الذين يكتبون أعمال بني آدم ومنهم الحفظة الذين يحفظونهم من أمر الله ومنهم السياحون الذين يسيحون في الأرض يتلمسون حلق الذكر إلى غير ذلك مما جاء في الكتاب والسنة من أعمالهم ووظائفهم وأما أوصافهم فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى جبريل وله ستمائة جناح قد سد الأفق ولكن مع هذا له قدرة بإذن الله عز وجل أن يكون على صورة إنسان كما جاء جبريل إلى النبي عليه الصلاة والسلام على صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه أحد من الصحابة فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان وأشراط الساعة وعن الساعة وأشراطها وكما جاء إليه بصورة دحية الكلبي وكما أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام في قصة الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى وأن الملك جاء إلى كل واحد منهم وسأله عن أحب ما يكون إليه ثم بعد أن أنعم الله عليهم بإزالة العيوب وبالمال عاد إليهم الملك بصورة كل واحد منهم قبل أن يزول عنه العيب ويحصل له الغنى والقصة معروفة مشهورة ثم إن الملائكة عليهم الصلاة والسلام لهم قدرة عظيمة وسرعة عظيمة في الطيران و الوصول إلى الغايات ألم ترى إلى قول سليمان عليه الصلاة والسلام (يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين) أي عرش بلقيس وهو السرير الذي تجلس عليه وهو عرش عظيم (قال عفريت من الجن أن أتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإن عليه لقوي أمين قال الذي عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) قال أهل العلم إن هذا الرجل دعا الله عز وجل فحملت الملائكة العرش حتى وضعته عند سليمان عليه الصلاة والسلام ثم ألم ترى إلى الإنسان يموت فتقبض الملائكة روحه وتصعد بها إلى الله عز وجل إذا كان مؤمناً إلى ما فوق السماوات و تعاد إليه روجه إذا دفن في قبره وكل هذا يدل على أن الملائكة عليهم الصلاة والسلام لهم قوة عظيمة وسرعة عظيمة ومن أراد أن يقف على شيء من أوصافهم وأحوالهم فليرجع إلى الكتب المصنفة في ذلك منها كتاب البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله نعم.

    السؤال: يقول يا شيخ محمد أحياناً يوسوس لي الشيطان من خلق هذا إلى أن يقول لي من خلق الله سبحانه وتعالى واسهى كثيراً وأحزن وأترك هذا الموضوع أفيدوني على ما أصرف به هذا الوسواس وهل الوسواس يؤثر علي في حياتي؟

    الجواب
    الشيخ: هذا الوسواس لا يؤثر عليك وقد أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام أن الشيطان يأتي للإنسان فيقول من خلق كذا من خلق كذا إلى أن يقول من خلق الله وأعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدواء الناجع وهو أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وننتهي عن هذا فإذا طرأ عليك هذا الشيء وخطر ببالك فقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وانتهي عنه وأعرض إعراضاً كلياً وسيزول بإذن الله نعم.
    </b></i>

    السؤال: يا شيخنا الفاضل كثرة الفرق الضالة في زماننا هذا ومن هذه الفرق الضالة الصوفية والتجانية حيث أن لها أنصار يدعون أنهم على طريقة صحيحة وأنهم على حق نرجو منكم يا شيخ محمد معالجة هذه الطرق الباطلة وإبانة الحق لأولئك المنخدعين والمغرورين بهذه الطرق الضالة؟

    الجواب

    الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد فإن الجواب على هذا السؤال مأخوذ مما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته كان يقول في خطبته أما بعد أي أعني خطبة الجمعة يؤخذ الجواب على هذا السؤال مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وللنسائي وكل ضلالة في النار في هذه الطرق التي أشار إليها السائل وفي غيرها من الطرق الأخرى هل تنطبق على هدي النبي صلى الله عليه وسلم أو لا تنطبق فإن كانت منطبقة فهي صحيحة وهي خير الهدي وهي الطريق الموصل إلى الله عز وجل وهي الهدى والشفاء والصلاح والإصلاح والاستقامة وإن كانت مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم فهي ضلال وشقاء على أصحابها وعذاب عليهم لا يستفيدون منها إلا التعب في الدنيا والعذاب في الآخرة وكلما كانت أشد مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم كانت أكثر ضلالاً وقد تصل بعض هذه الطرق إلى الكفر البواح مثل أولئك الذين يقولون إنهم يقولون أنهم وصلوا إلى حد يعلمون به الغيب أو أن أولياؤهم يعلمون الغيب أو أن فلان ينجي من الشدائد أو يجلب الخير أو ينزل الغيث أو ما أشبه ذلك ما يدعى لهؤلاء الذين يزعمون أنهم أولياؤهم وأئمتهم فإن الله عز وجل يقول في كتابه (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب ألا الله) فمن أدعى أن أحداً يعلم الغيب فقد كذب هذه الآية الكريمة فمن أدعى أنه يعلم الغيب أو أن أحداً من الناس يعلم الغيب فقد كذب بهذه الآية الكريمة ويقول الله تعالى أمر لنبيه أن يعلن للملأ أن (لا أقول لكم أن عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم أني ملك إن اتبع ألا ما يوحى إلي) وفي قوله تعالى (إن أتبع ألا ما يوحى إلي) دليل على أنه صلى الله عليه وسلم عبد مأمور وقد كان صلى الله عليه وسلم كذلك أنه أعظم الناس عبودية لله وأتقاهم له وأقومهم بدين الله صلوات الله وسلامه عليه ويقول الله تعالى لنبيه محمداًَ صلى الله عليه وسلم أمراً إياه (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً) (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) فإذا كان هذا في حق النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بمن دونه من الخلق بل ما بالك ممن أدعى أنهم أولياء وأنهم هداة وهم في الحقيقة أعداء وضلال وطغاة وبغاة فنصيحتي لهؤلاء ولغيرهم ممن من خرجوا ببدعهم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوبوا إلى الله عز وجل وأن يرجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي هي تفسير للقرآن وبيان له وليرجعوا إلى هديه صلوات الله وسلامه عليه الذي هو تطبيق لشريعة الله تماماً و إلى هدي الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أما هذه الطرق وهذه البدع المخالفة لدين الله فإنها ضلال مهما اطمأن إليها قلب الإنسان ومهما أنشرح صدره بها ومهما زينت له فإن العمل السيئ قد يزين للإنسان كما قال الله تعالى (أفمن زين له سوء علمه فراءه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون) وقد ينشرح الصدر للكفر كما قال الله تعالى (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) فلا يقولن أصحاب هذه البدع إن صدورنا تنشرح بهذه البدع وإن قلوبنا تطمئن لأن هذا ليس بمقياس ولكن المقياس كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وخلفاؤه الراشدون من الحق والهدى ولهذا أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن نتبعه وأن نتبع سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي فقال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور وهم أعني أصحاب هذه البدع سواء أن كانت في الطرق والمنهاج أم في العقيدة هم إذا رجعوا إلى الحق سيجدون سروراً للنفس ونعيماً للقلب وسلوكاً جامعاً بين القيام بحق الله وحق النفس وحق العباد أفضل مما هم عليه بكثير وسيتبين لهم أن ما كانوا عليه من قبل شر وضلال ومحنة وعذاب نعم.

    السؤال: أيضاً المستمع يقول كيف يكون الإنسان متوكلاً على الله


    الجواب
    الشيخ: يكون الإنسان متوكلاً على الله بأن يصدق الاعتماد على ربه عز وجل حيث يعلم أنه سبحانه وتعالى هو الذي بيده الخير وهو الذي يدبر الأمور ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس يا غلام إني أعلمك كلمات أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله وأعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك فبهذه العقيدة يكون الإنسان معتمداً على ربه جل وعلا لا يلتفت إلى من سواه ولكن حقيقة التوكل لا تنافي فعل الأسباب التي جعلها الله تعالى سبباً بل إن فعل الأسباب التي جعلها الله تعالى سبباً سواء أن كانت شريعة أم حسية هي من تمام التوكل ومن تمام الإيمان بحكمة الله عز وجل لأن الله تعالى قد جعل لكل شيء سبباً و هذا النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتوكلين كان يلبس الدروع في الحرب ويتوقى البرد ويأكل ويشرب لإبقاء حياته ونمو جسمه وفي احد ظاهر بين درعين أي لبس درعين فهؤلاء الذين يزعمون أن حقيقة التوكل بترك الأسباب والاعتماد على الله عز وجل هم في الواقع خاطئون فإن الذي أمر بالتوكل عليه له الحكمة البالغة في تقديره وفي شرعه قد جعل للأمور سبباً تحصل به ولهذا لو قال قائل أنا سأتوكل على الله تعالى في حصول الرزق وسأبقى في بيتي لا أبحث عن الرزق قلنا إن هذا ليس بصحيح وليس توكلاً حقيقاً فإن الذي أمرك بالتوكل عليه هو الذي قال (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) ولو قال قائل إنا سأتوكل في حصول الولد أو في حصول الزوجة ولم يشرع في طلب الزوجة وخطبتها لعده الناس سفيهاً ولكان فعله هذا منافياً لما تقتضيه حكمة الله عز وجل ولو أن أحداً أكل السم وقال إني أتوكل على الله تعالى في أن لا يضرني هذا السم لكان هذا غير متوكل حقيقة لأن الذي أمرنا بالتوكل عليه سبحانه وتعالى هو الذي قال لنا ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما والمهم أن فعل الأسباب التي جعلها الله تعالى أسباباً لا ينافي كمال التوكل بل هو من كماله وأن التعرض للمهلكات لا يعد هذا من توكل الإنسان على الله بل هو خلاف ما أمر الله عز وجل به نعم

    بارك الله فيكي علي المعلومات القيمة وجعله الله في ميزان حسناتك

    بارك الله فيكى وجزاكى كل خيرالونشريس

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.