والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ، ﻭ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ
ﺃﺻﻌﺐ ﻇﺮﻑ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﺮ ﺑﻪ ﻣﺆﻣﻦ ﺻﺎﺩﻕ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ
ﻭ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﻗﺮﻳﺐ .
ﻭﺍﻟﻴﻜﻢ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ
-ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻹﻏﺮﺍﺀ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ
ﺖﺿﺮﻋُ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ، ﻓﻘﺎﻝ : " ﻻ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻦ ﺗﻤﻴﻠﻮﺍ
ﻋﻠﻲّ ﺑﺪﻧﻴﺎﻛﻢ ﺃﺑﺪﺍً " .
ﻣﺮﺓ ﻟﻘﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : " ﻣﺮﺣﺒﺎً ﺃﺑﺎ ﺫﺭ . . ﻣﺮﺣﺒﺎً
ﺃﺧﻲ .
ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ : ﻟﺴﺖ ﺑﺄﺧﻴﻚ ، ﺇﻧﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺧﺎﻙ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ
ﻭﺍﻟﻴﺎً ﻭ ﺃﻣﻴﺮﺍً " .
ﻭ ﻣﺮﺓ ﺍﺣﺘﻀﻨﻪ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ، ﻓﻨﺤﺎﻩ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻗﺎﺋﻼ : " ﺇﻟﻴﻚ ﻋﻨﻲ ﺃﻟﺴﺖ
ﻭ ﻟﻴﺖ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ؟ ﻓﺘﻄﺎﻭﻟﺖ ﺑﺎﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ، ﻭ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻟﻚ ﻣﺎﺷﻴﺔ ﻭ ﺯﺭﻋﺎً ؟!
"
-ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ
ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ : " ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﺃﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺻﻠﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﻮﻝ ﺧﺸﺒﺔ ،
ﻟﺴﻤﻌﺖ ﻭ ﺃﻃﻌﺖ ﻭ ﺻﺒﺮﺕ ﻭ ﺍﺣﺘﺴﺒﺖ ، ﻭ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺧﻴﺮ ﻟﻲ .
ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎً : " ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻴﺪﻩ ، ﻟﻮ ﻭﺿﻌﺘﻢ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻮﻕ
ﻋﻨﻘﻲ ﺛﻢ ﻇﻨﻨﺖ ﺍﻧﻲ ﻣﻨﻔﺬٌ ﻛﻠﻤﺔ ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﺗﺤﺘﺰﻭﺍ ﻷﻧﻔﺬﺗﻬﺎ " .
– ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺠﻮﻉ
ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ : " ﻋﺠﺒﺖ ﻟﻤﻦ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻗﻮﺗﺄً ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ، ﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺷﺎﻫﺮﺍً ﺳﻴﻔﻴﻪ"
ﺃﺟﻞ ، ﻓﺎﻟﻔﻘﺮ ﻻ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺑﺎﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ﻓﻘﻂ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ
ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ،
ﻭ ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ) ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻮﻓﻮﺭﺓ ﺇﻻ ﻭ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﺣﻖ
ﻣﻀﻴﻊ ( .
– ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻓﻰ ﻭﻟﺪﻩ ) ﺫﺭ ( ﻓﻲ ﻣﻨﻔﻰ ﺍﻟﺮﺑﺬﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﻌﻄﺶ ،
ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﻗﺎﺋﻼً : " ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺫﺭ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻨﺖ ﺑﻲ ﺑﺎﺭﺍً ،
ﻭﻟﻘﺪ ﻗُﺒﻀﺖ ﻭﺃﻧﻲ ﻋﻨﻚ ﻟﺮﺍﺽ ، ﺃﻣﺎ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺑﻲ ﻣﻦ ﻓﻘﺪﻙ ، ﻭ ﻣﺎ
ﺑﻲ ﻏﻀﺎﺿﺔ ، ﻭ ﻣﺎ ﻟﻲ ﺃﺣﺪٌ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ، ﻭ ﻟﻮﻻ ﻫﻮﻝ
ﺍﻟﻤﻄﻠﻊ ، ﻟﺴﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻜﺎﻧﻚ ، ﻭ ﻟﻘﺪ ﺷﻐﻠﻨﻲ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻟﻚ ﻋﻦ
ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻴﻚ ، ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺑﻜﻴﺖ ﻟﻚ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻜﻴﺖ ﻋﻠﻴﻚ ، ﻓﻠﻴﺖ
ﺷﻌﺮﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﻠﺖ ﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ ) ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻨﻜﺮ ﻭ ﻧﻜﻴﺮ ( ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﻗﺪ ﻭﻫﺒﺖ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺍﻓﺘﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻘﻲ ، ﻓﻬﺒﻨﻲ ﻟﻪ ﻣﺎ
ﺍﻓﺘﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻘﻚ ، ﻓﺄﻧﺖ ﺃﺣﻖ ﺑﺎﻟﺠﻮﺩ ﻣﻨﻲ .
تسلمو ياحبيباتي