تخطى إلى المحتوى

وجوب العنايه بحق الله 2024

الونشريس

الحمـــد لله الذي أيقظ الغافلين ، ونفع بالتذكرة المؤمنين ، فلم يشتغلوا

بالدنيا وحدها بل جمعوا بين الدنيا والدين وعرفوا ما لربهم من الحق،

فقاموا به قيام الصادقين ، أحمده حمد الحامدين ، وأشكره وأستعينه ،

فهــو نعم المولى ونعم المعين، وأشهـــد أن لا إله إلا الله الملك الحق

المبين ، وأشهــد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى الأمين ،

اللهم صل وسلم على محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعـــد : أيها الناس ، اتقوا الله حق تقواه لتفوزوا بنعيمه ورضاه ،

فـإن الله خلقكم لمعرفته وعبادته ، فطوبى لمن قام بحق مولاه ، فحقه

عليكم أن تعبدوه ولا تشركوا بــــه شركا خفيا ولا جليا ، وأن تحققوا

المتابعة والإخلاص ، ويكـــون الله وحده لكم ناصرا ووليا ، فتداركوا

أعماركم بالتوبة النصوح ، وإصــلاح الأعمال قبـــــل اخترام النفوس

وحضور الآجال ، قبل أن تقول نفس يا حسرتي على مــــا فرطت في

جنب الله وطاعة ذي الجلال ، كيــف تغترون بالدنيا وقــد أمدكم بعمر

يتذكر فيـه من تذكر وجاءكم النذير ؟! وقد علمتم أن الأجــــل ينطوي

والإنســــان في كل لحظة يرحل ويسير ، يا عجبـــا لنا نضيع أوقاتنا

– وهي أنفس ما لدينا – باللهو والبطالات، وقد جعلنا الدنيا دار قرار،

وإنمـــا هـــي دار العمل والتزود واغتنام الخيرات ، يا عجبا تستوفي

جميع مراداتك من مولاك ولا تستوفي حقه عليك، وأنت متبع لهواك،

وتعرض عـن مولاك وقت الرخاء والسراء ، وتلجأ إليه حين تصيبك

الضراء ، أكرمك وقدمك على سائر المخلوقات ، فقدمه فـــي قلـبك ،

وقدم حقّه على كل المرادات ، من أقبل على ربه تلقاه ، ومــــن ترك

لأجله وخالف هواه عوضه خيرا مما تركه ، ورضـي عنـــه مولاه ،

ومـن قدم رضى المخلوقين على رضاه فقد خسر دينه ودنياه ، ومن

أعرض عن ذكره فإن له معيشة ضنكا ، وذلك بما قدمت يداه، ومـن

توكل عليه صادقا من قلبه ، يسر له أمره وكفاه ، { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ

يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } الطلاق 2-3 ،

وحفظه من الشر وحماه { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء

فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ } فصلت46

كتاب : الفواكه الشهية في الخطب المنبرية

( ص27 ) للشيخ : عبد الرحمن السعدي

    تسلمى هوبه رائع

    مشكوررة حبيبتى

    بارك الله فيك وجزاك خيرا غاليتي

    جزاكي الله خيرا يا أختي هبة

    جزاك الله خيرا

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.