للأسف.. أمر يثير لدى الأشخاص مخاوف وأضرار تلحق بهم على المستوى النفسى قد تمتد آثارها إلى سنوات عمره، فتطل عليه فى كل مرحلة بشكل مختلف لتؤثر على مجرى حياته، ونموه السوي، فعن آثاره حدث ولا حرج، أياً كان عمر الطفل أو نوعه، فالكل يتأثر سلباً عند التعرض له ، ومع ذلك فإننا نلقي بأعيننا بعيداً عنه ، ونظل فى حالة عدم تصديق بأن يصل إلى أطفالنا ، كمن يدفن رأسه فى الرمل حتى لا يرى ما يخشاه ، وبالعكس هو يقترب منه لأنه يعلم أنه مغمض العينين …
كلمة نبغضها جميعاً ، ونظهر كل علامات الإشمئزاز عند الإستماع إليها ، بينما أطفالنا عرضه لها هنا وهناك ، وقد يتجرعوا سمها دون حتى أن يتفوهوا بكلمة شكوى ، خوفاً من الجانى تارة ، وخوفاً من الأسرة تارة أخرى !!! وهل هناك من صعوبة أكثر من كونك تتألم ولا تملك حتى حق الشكوى ؟!!
Validerالتــحرش الجنســــــــــــى … الذي أكره نتائجه التى أراها فى كل عمر يمر عليَ بحكم عملى ، فأراه فى سيدة تجد صعوبة فى العلاقة الزوجية التى أحلها الله لها ، لأنها تفجر لديها خبرة التحرش الجنسي التى مرت به فى طفولتها ، أراها فى إكتئاب طفل تعرض لتحرش جنسى فى غفله من أسرته أو فى تربص من مجرم اغتال براءته وقرر أن يعدمه بينما يبقيه حياً يعانى كل لحظة المزيد من أعراض الأسى .
أكتب لكم لأننى بدأت أشاهد وأسمع مدى الزيادة فى انتشار هذه الظاهرة المؤسفة ، وهو ما دعانى للكتابة فى الموضوع الذي نقرأ عنه الكثير كل يوم لكنه ربما يمر مرور الكرام ، ولكن عملى مع بعض هؤلاء الأطفال حينما يتركهم لى أبائهم لأتحدث معهم حول ما يجعلهم أكثر قلقاً أو ما أظهر لديهم الإنزواء المفاجئ بعد أن كانوا أطفالاً منطلقين يجعلنى أسمع ما يعتصر له قلبى ويجعلنى أرغب فى أن أتحرك وسط الناس لأقول لهم إحموا أبناءكم من الجميع ، فلا نعرف من أين تأتينا يد العدوان التى تنطلق بلا رحمة نحو فلذات أكبادكم ..
تعالوا لنتعرف سوياً على هذا القتل الذى لا يُعدم صاحبه وللأسف لا يموت ضحيته بل يظل فى عذابه يتألم وربما يبقي الجانى فى محاولات لمزيد من الحالات ..
ما هو التحرش الجنسي بالأطفال ؟؟
Valider
هو كل ما يؤى إلى استثارة الطفل عمداً ، ويدخل فى ذلك لمس أعضاء الطفل بغرض الإثارة ، أو إجبار الطفل على لمس أعضاء الطرف الجانى ، أو تعريضه لمشاهد جنسية عن طريق الرؤية أو الاستماع ، ويصل للممارسة أو استخدامه فى الإستمناء ..
ما هى العوامل التى تؤدى لإنتشار الظاهرة ؟؟
للأسف العوامل متشابكة بدرجة كبيرة ، وعلى الرغم من أن لكل حالة فرديتها ، إلا أن هناك عوامل شبه عامة تؤدى لظهور هذه الكارثة منها:
1- الطفح الجنسي فى الإعلام بكافة صوره والشراهة فى تناوله
2- غياب الرقابة الوالدية
3- الثقة الزائدة فى بعض المقربين للطفل وتركهم بمعزل عن المراقبة
4- خوف الأسرة من الفضيحة فى معاقبة الجانى مما يؤدى لتكراره لجريمته
5- عدم تثقيف الأطفال حول أجسامهم ومن وكيف ومتى يتعامل الأخرون معه
6- عدم تطور اللوائح القانوينة فى بعض الأماكن لمتابعة شكل هذه الجريمة وتقييمها بما تستحق
7- خوف الطفل من الإبلاغ سواء من الأسرة حتى لا تعتبره شريك ، أو من قدرات الجانى
وبالطبع يدخل ضمن الأسباب غياب الإلتزام الديني والخلقى وتطوير مفاهيم اللذة عن أى طريق ، التفريغ الوقتي للرغبات بغض النظر عن مناسبة الظروف لذلك من عدمها .
ومشكلة التحرش الجنسي بالأطفال أنه لا يخضع لا لجنسية ولا لمرحلة عمرية ، فالطفل منذ سنوات عمره الأولي مكن أن يتعرض للتحرش الجنسي ، وأيضاً فى كل الجنسيات يخضع لذلك ، ولكن طبعاً تختلف النسبة بحسب وعي المجتمع ، وتطبيق أحكام مغلظة على الجانى .
كما أن التحرش الجنسي لا يخضع لنوع المجنى عليه ، بمعنى أن الأطفال من الإناث والذكور يتعرضون له على حدٍ سواء ، وإن كانت نسبة تعرض الإناث كما هو فى بعض الإحصائيات أعلى تكراراً .
وعن المستوى الإقتصادى والإجتماعى للأسر التى يتعرض أطفالها للتحرش الجنسي فلم تميز الدراسات كثيراً بين الأسر المرتفعة من حيث المستوى الإجتماعى الإقتصادى وبين الأسر المنخفضة فيهما ، فيما عدا فى نوعية الجانى ، فهو فى المستويات الإقتصادية المرتفعة غالباً ما يكون من العاملين على خدمة الطفل من مربية وسائق وشغالة ، وهو ما لا يتوفر فى الأسر المنخفضة التى يكون أبطالها إناس مختلفين ..
سنتوقف هنا فى الجزء الأول .. وفى الجزء الثانى نتناول أمثلة لأطفال رأيتهم ، طبيعة شخصية الجانى ، ونتعرف على وسائل الحماية والعلاج للظاهرة .. حفظكم الله وحفظ أبناءكم