تخطى إلى المحتوى

طّـور نفــسك للشيخ الدكتور محمد العريــفي 2024

طور نفسكـ

تجلس مع بعض الناس وعمره عشرون سنة .. فترى له أسلوب ومنطقا وفكرا معينا ..
ثم تجلس معه وعمره ثلاثون .. فإذا قدراته هي هي .. لم يتطور فذيه شىء ..
بينما تجلس مع أخرين فتجدهم يستفيدون من حياتهم ..

تجده كل يوم متطور عن اليوم الذي قبله ..
بل ماتمر ساعة إلا وارتفع بها دينا أو دنيا .. إذا أردت أن تعرف أنواع الناس في ذلك .. فـ تعال نتأمل في أحوالهم واهتماماتهم ..القنوات الفضائية مثلا .. من الناس من يتابع ماينمي فكرة المعرفي ..ويطور ذكاءه
ويستفيد من خبرات الأخرين من خلال متابعة الحوارات الهادفة .. يكسب منها مهارات رائعة في النقاش ..واللغة .. والفهم .. وسرعة البديهة ..والقدرة على المناظرة .. وأساليب الإقناع ..
ومن الناس من لايكاد يفوته مسلسل يحكي قصة حب فاشلة .. أو مسرحية عاطفية .. أو فيلم خيالي .. أو أفلام لقصص افتراضية تافهة ..لاحقيقة لها ..تعال بالله عليك .. وأنظر إلى حال الأول وحال الثاني بعد خمس سنوات .. أو عشر ..

أيهما سيكون أكثر تطورا في مهاراته ؟
في القدرة على الإستيعاب ؟
في سعة الثقافة ؟
في القدرة على الإقناع ؟
فى اسلوب التعامل مع الأحداث ؟

لاشك أنه الأول ..

بل تجد أسلوب الأول مختلفا .. فإستشهاداته بنصوص شرعية .. أو أرقام وحقائق ..
أما الثاني فاستشهاداته بأقوال الممثلين .. والمغنين ..

حتى قال أحدهم في معرض كلامه والله يقول : إسع يا عبدي وأنا أسعى معك !!فنبهناه إلى أن هذه ليست أيه .. فتغير وجهه وسكت .. ثم تأملت العبارة .. فإذا الذي ذكره هو مثل مصري انطبع في ذهنه من أحد المسلسلات !!نعم كل إناء بما فيه ينضح ..بل تعال إلى جانب أخر .. في قراءة الصحف والمجلات .. كم هم أولئك الذين يهتمون بقراءة الأخبار المفيدة والمعلومات التافهه التي تساعد على تطوير الذات .. وتنمية المهارات .. وزيادة المعارف .. بينما كم الذين لايكادون يلتفتون إلى غير الصفحات الرياضية والفنية ؟!
حتى صارت الجرائد تتنافس في تكثير الصفحات الرياضية والفنية .. على حساب غيرها .. قل مثل ذلك في مجالسنا التي نجلسها .. وأوقاتنا التي نصرفها ..فأنت إذا أردت أن تكون رأسا لا ذيلا .. أحرص على تتبع المهارات أينما كانت .. درب نفسك عليها ..كان عبدالله رجلا متحمسا .. لكنه تنقصه بعض المهارات ..
خرج يوما من بيته إلى المسجد ليصلي الظهر ..يسوقه الحرص على الصلاة ويدفعه تعظيمه للدين .. كان يحث خطاه خوفا من أن تقام الصلاة قبل وصوله إلى المسجد ..مر أثناء الطريق بنخله في أعلاها رجل بلباس مهنته يشتغل بإصلاح التمر .. عجب عبدالله من هذا الذي ماأهتم بالصلاة .. وكأنه ماسمع أذانا ولا ينتظر إقامة ..!!فصاح به غاضبا :
[انزل للصلاة ..]

فقال الرجل بكل برود : طيب .. طيب ..فقال : عجل .. صل ياحمار !!فصرخ الرجل : أنا حمار ..!! ثم أنتزع عسيبا من النخلة ونزل ليفلق به رأسه !! غطى عبدالله وجهه بطرف غترته لئلا يعرفه .. وأنطلق يعدو إلى المسجد ..نزل الرجل من النخلة غاضبا .. ومضى إلى بيته وصلى
وأرتاح قليلا .. ثم خرج إلى نخلته ليكمل عمله ..

دخل وقت العصر وخرج عبدالله إلى المسجد .. مر بالنخلة فإذا الرجل فوقها .. فغير أسلوب تعامله ..
قال : السلام عليكم .. كيف الحال ..قال: وعليكم السلام .. الحمد لله بخير ..
قال : بشر ! ! كيف الثمر هذه السنة ..قال : الحمد لله
قال عبدالله : الله يوفقك ويرزقك .. ويوسع عليك .. ولا يحرمك أجر عملك وكدك
لأولادك .. أبتهج الرجل لهذا الدعاء .. فأمن على الدعاء وشكر ..فقال عبدالله :لكن يبدو أنك لشدة أنشغالك لم تنتبه إلى أذان العصر !!قد أذن العصر .. والأقامة قريبة .. فلعلك تنزل لترتاح وتدرك الصلاة .. وبعد الصلاة أكمل عملك .. الله يحفظ عليك صحتك ..فقال الرجل : ان شاء الله .. ان شاء الله ..

وبدء ينزل برفق ..
ثم أقبل على عبدالله وصافحه بحراراة وقال : أشكرك على هذه الأخلاق الرائعة .. أما الذي مر بي الظهر فيا ليتني أراه لأعلمه من الحمار !!

نتيجة ..
مهاراتك في التعامل مع الأخرين ..
على أساسها تحدد طريقة تعامل الناس معك ..

مقتطفات من كتاب استمتع بحياتك

للشيخ د محمد العريفي

    بارك الله فيكى ……..وجزاكى خير

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.