والدين الإسلامي لم يحرم لحم هذا الحيوان وغيره من الحيوانات الا لحكمة إلهية، ومن تابع التقارير العلمية عن لحم الخنزير ومشتقاته يعرف ان لحم هذا الحيوان له اضرار غاية في الخطورة، وقد نشرت مجلة المواصفات الخليجية تقريرا هاما عن لحم ودهن هذا الحيوان والذي يضاف في بعض الصناعات الغذائية الأوروبية وبنسب معينة،
ويوضح هذا التقرير الكثير من المعلومات التي نجهلها ومنها:
أضرار لحم الخنزير:
من المعلوم أن هناك حكمة بالغة وراء تحريم الخالق جل جلاله على عباده الاستفادة من منتجات هذا الحيوان النجس مثل جميع الأشياء التي حرمها:
وعموما يمكن إيجاز أهم أضراره فيما يلي:
1 – كثرة الديدان في لحم الخنزير ومنها دودة (تينيا سوليم) التي تنتقل للانسان وتسبب مغصا واسهالا وقيئا واحيانا تنتابه نوبات صرعية وتشنجات عصبية قوية، وكثيرا ما تتلف العين أو بعض أجزاء المخ فتفسدها فيحدث شلل للمريض، والاصابة بها تنتشر في فرنسا والمانيا وايطاليا وبريطانيا.
2 – لحم الخنزير ينقل مرض (التريخينيا) الذي تنتج عنه آلام شديدة والتهابات عضلية مؤلمة تدعو الى انتفاخ النسيج العضلي وصلابته وتكون نتيجة ذلك الأورام التي تمتد بطول العضلات، ويصاب بهذا المرض حوالي أكثر من 47 مليون شخص بالولايات المتحدة الأمريكية ونسبة الوفاة به 30%
3 – كثيراً ما يأكل الخنزير الفئران الميتة التي غالبا ما تكون عضلاتها مكانا لأجنة دودة تسمى (تركيينيا اسباير المن) وعند انتقالها للإنسان يصاب بمرض شديد فترتفع حرارته ويعتريه اسهال وقيء وتلتهب جميع عضلاته فلا يقدر على تحريكها ويصير لمسها مؤلما ولا يقوى على تحريك عينيه ويصعب عليه التنفس لالتهاب عضلاته حتى يموت.
4 – لحم الخنزير أعسر اللحم هضما باتفاق العلماء، وذلك لأن أليافه محاطة بخلايا شحمية عديدة أكثر من الحيوانات الأخرى المباح أكلها وهذه الأنسجة الدهنية والتي ترتفع بها الأحماض الدهنية المشبعة خاصة حمض البالمتيك تحول دون العصر المعدي فلا تسهل عليه هضم المواد الزلالية للعضلات فتتعب المعدة ويصبح الهضم عسراً.
وكثيرا ما يحذر الأطباء من تناول منتجات الخنزير لأنها تسبب الأمراض التالية:
أ – الالتهاب المخي السحائي وتسمم الدم: يسبب الميكروب السبحي الخنزيري، الذي اكتشف عام 1967م، ومن كتب له الافلات من الموت بهذا المرض اصيب بالصمم الدائم وفقدان التوازن (الترنح).
ب – الدوسنتاريا الخنزيرية (البلانتديازس): تسبب اسهالا للانسان دوسنتاريا مصحوبة بمخاط ودم مع ارتفاع درجة الحرارة، وقد يثقب القولون فتحدث الوفاة.
ج – انفلونزا الخنزير: كان أخطر وباء أصاب العالم من هذا المرض عام 1918م حيث قتل حوالي 20 مليون نسمة، وقد خافت امريكا عام 1977م من هذا الوباء الذي أطل برأسه وصدر أمر بتطعيم كل امريكي بالمصل الواقي من هذا المرض وتكلف برنامج التطعيم حوالي 135 مليون دولار.
د – التسمم الغذائي الخنزيري: يحدث بسبب سرعة تحلل وفساد لحم ودهن الخنزير بفعل الجراثيم اذا ترك ولو لمدة قصيرة من الوقت دون تبريد.
ه – ثعبان البطن الخنزيري: (الاسكارس): اكتشف اصابة الإنسان بهذا المرض في صيف عام 1982م في جنوب الولايات المتحدة بسبب التعرض المباشر للخنزير او أكل المواد الملوثة ببرازه.
و – دودة المعدة القرصية: تنتقل من الخنزير للانسان وتسبب حدوث اسهال والتهاب المصران الغليظ (40% من سكان ولاية اسام في الهند مصابون به).
ز – دودة الرئة الخنزيرية: تعيش في رئة الخنزير وتنتقل منه للانسان.
س – الدوسنتاريا الأميبية الخنزيرية: تحدث بسبب نقل العدوى الى الإنسان من الخنزير.
ويوضح التقرير ان هناك اعتقادات خاطئة لدى المستهلكين في اوروبا وامريكا حيث يقول رئيس قسم التغذية والكيمياء بكلية الطب في شيكاغو بالولايات المتحدة الامريكية:
1 [COLOR="rgb(255, 0, 255)"] يظن انه لو طبخ الخنزير فإن خطر مرض الدودة الوحيدة (تينيا سوليم) يزول
، والحقيقة هي غير ذلك فقد أجريت عدة تجارب على 24 حالة مرض وتبين ان 22 حالة منها كان سببها لحم الخنزير المطبوخ.2 – [COLOR="rgb(255, 0, 255)"]يعتقد بعض الناس ان دهن الخنزير يحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة، فان هذه الأحماض موجودة ولذلك فانها لا تتحول ولا تهضم بواسطة العصارة البنكرياسية (المحتوية على إنزيم الليباز) ولكن الجسم يمتص هذه المواد وتتسرب فيه على أساس انها دهون خنزير ولا يمكن الاستفادة منها.
3 -[COLOR="rgb(255, 0, 255)"]ومنهم من يعتقد ان لحم الخنزير مغذ ولذلك يجب على المرء أن يستمر في أكله كمصدر للبروتين الحيواني[/COLOR]، والحقيقة أن لحم الخنزير يحتوي على بروتين حيواني ولكن كما يقول الدكتور أ. س باريت في كتابه (أمراض أطعمة الحيوانات) فإن لحم الخنزير هو اصعب اللحوم هضما وهذا يعني ان القيمة البيولوجية والغذائية له قليلة جدا، اي أن الإنسان يدفع ثمن اللحم الغالي ولا يستفيد منه.
4 – يقول بعض الناس ان تحريم الخنزير جاء في الجزيرة العربية لأسباب صحية اما اليوم فان الخنزير يعيش في بيئات وتحت شروط صحية، لكن الحقيقة ان الخنزير بطبيعته حيوان قذر ونجس وهو يعيش دائما في المناطق الموبوءة، والنجسة وأماكن القاذورات ليعيش عليها، كما أنه يتبع الماشية وبقية الحيوانات كي يأكل ما يتساقط منها دما وبرازا.
5 -يقول البعض: جاء تحريم الخنزير في الجزيرة العربية لأنها صحراء قاحلة وحارة وهذا يعني ان الناس الذين يعيشون في الصحراء فقط يصيبهم الاسهال واضطرابات القناة الهضمية بيمنا لا يصيب الذين يعيشون خارج الجزيرة العربية اية اضطرابات.
والجواب على ذلك ان الخنزير هو الحيوان الوحيد الذي تتدخل دهون لحمه بشكل عال وليس هناك أية وسيلة لفصل دهنه عن لحمه، وان ارتفاع نسبة الدهون في الأطعمة يسبب الاسهال في الطقس الحار ولكنه ايضا يسبب أمراضا أخرى مثل القلاع (بثور في الفم) وفي المناطق الأخرى وخاصة انخفاض الكالسيوم في الجسم حيث تصبح عظام الأسنان معرضة للاصابة بالكسر بسرعة
.
وحول أهم الأغذية المستخدم بها دهن الخنزير قال التقرير: ان الخنزير قد حرمته الشريعة الغراء، وثبت ضرر تناول منتجاته على صحة الإنسان،
لذا كان على المواصفات ان تتصدى للمشكلة وتحاول إيجاد الحلول لها، ومما زاد من صعوبة المشكلة ان معظم الدول المصدرة للحوم المعلبة في العالم تربي كميات ضخمة من الخنازير، كما أن منتجات الخنزير عديدة وتدخل في صناعات كثيرة،
فقد ازداد انتاج العالم من الخنازير تمثل الصين الشعبية الدولة الأولى في انتاجه المرتبة الأولى يليها الاتحاد السوفياتي ثم الولايات المتحدة ثم البرازيل، اما عن منتجاته فهي عديدة فاللحم يصنع منه السجق والكورنيد واللانشون وغيرها، والدهن يدخل في صناعة حلوى الشكولاته والدقيق كالبسكويت والكيك ومشتقات الدهن كالمستحلبات مثل الليشين ومضادات الأكسدة مثل (البيوتيليتد هيدروكسي انسيتول)
تدخل في صناعات عديدة كالزيوت والدهون والجبن المطبوخ، والجيلاتين المستخرج منه يدخل في صناعة المربى والجيلي وحلوى السكر والشكولاته وكبسولات الدواء، والدم يدخل في
بعض الصناعات الغذائية وصناعة الأسمدة، وانزيم الرنين (المسمى تجاريا بالمنفخة) الذي يستخدم في صناعة الجبن.
ايضا قد يخلط دهن الخنزير مع دهون أخرى نباتية او حيوانية بتركيزات قليلة، وبعض الشركات قد تضيفه كبديل لدهن الحليب كما في صناعة الحليب البودرة والآيس كريم وغيرها، وقد يتفنن محترفو الغش التجاري بدهن الخنزير فيخضعون دهنه لعمليات كيميائية وفيزيائية تغير من تركيبه فتتغير ثوابته الكيميائية والفيزيائية التي تعتمد كأساس للتمييز بين أنواع الزيوت والدهون المختلفة.
وهنا نأمل ان تقوم الجهات المختصة كوزارة التجارة وهيئة المواصفات ووزارة الزراعة، بالتكثيف من مراقبة الأغذية الواردة الى المملكة وخاصة من الدول المعروفة بصناعاتها الغذائية والتحقق من خلوها من أي مشتق من مشتقات لحم الخنزير، ونأمل من هذه الجهات الاستعانة باستخدام التقنية المتطورة للكشف عن لحم ودهن ومشتقات الخنزير على العبوات الغذائية المستوردة للمملكة قبل الاذن بدخولها الى أسواقنا[/color]