هو لقمان بن عنقاء بن سدون.
ويقال: لقمان بن ثاران.
قال سفيان الثوري: عن الأشعث عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان عبداً حبشياً نجاراً.
وقال قتادة: عن عبدالله بن الزبير: قلت لجابر بن عبدالله: ما انتهى إليكم في شأن لقمان؟
قال: كان قصيراً من النوبة.
وعن سعيد بن المسيب قال: كان لقمان من سودان مصر أعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة.
قال عبد الرحمن بن أبي يزيد بن جابر قال : إن الله رفع لقمان الحكيم لحكمته فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك فقال : ألست عبد ابن فلان الذي كنت ترعى غنمي بالأمس ؟ قال : فما بلغ منك ما أرى ؟
قال : قدر الله وأداء الأمانة وصدق الحديث وترك ما لا يعنيني.
قال ابن وهب : وقف رجل على لقمان الحكيم فقال : أنت لقمان أنت عبد بني النحاس ؟
قال : نعم .
قال : فأنت راعي الغنم الأسود ؟
قال : أما سوادي فظاهر فما الذي يعجبك من أمري ؟
قال : وطء الناس بساطك وغشيهم بابك ورضاهم بقولك .
قال : يا ابن أخي إن صنعت ما أقول لك كنت كذلك .
قال : ماهو ؟
قال لقمان : غضي بصري وكف لساني وعفة مطعمي وحفظي فرجي وقيامي بعدتي ووفائي بعهدي وتكرمتي ضيفي وحفظي جاري وتركي مالا يعنيني فذاك الذي صيرني كما ترى .
والمشهور عن الجمهور : أنه كان حكيما وليا ولم يكن نبيا وقد ذكره الله تعالى في القرآن فأثنى عليه (حكى من كلامه فيما وعظ ولده ، فكان من أول ما وعظ أن قال : { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } سورة لقمان .
قال الإمام أحمد : حدثنا علي بن اسحاق بسنده عن ابن عمر قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن لقمان الحكيم كان يقول : إن الله إذا استودع شيئا حفظه) ..
وعن القاسم بن مخيمرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (قال لقمان لإبنه : يا بني إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك) وعن عون بن عبدالله قال: قال لقمان لإبنه : يا بني إذا أتيت نادي قوم فأدمهم بسهم الإسلام – يعني السلام – ثم اجلس بناحيتهم فلا تنطق حتى تراهم قد نطقوا ، فإن أفاضوا في ذكر الله فأجل سهمك معهم وإن أفاضوا في غير ذلك فحول عنهم الى غيرهم .
قال سفيان بن عيينه : قيل للقمان : أي الناس شر ؟
قال : الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئا .
وعن مالك بن دينار قال : وجدت في بعض الحكمة : يبدد الله عظام الذين يتكلمون بأهواء الناس، فوجدت فيها : لا خير لك في أن تعلم ما لا تعلم ، ولما تعمل بما قد علمت ، فإن مثل ذلك مثل الرجل احتطب حطبا فحزم حزمة ثم ذهب يحملها فعجز عنها فضم اليه أخرى .
وعن أبي قربة قال : قيل للقمان : أي الناس أصبر ؟ قال : صبر لا يتبعه أذى .
قيل : فأي الناس أعلم ؟
قال : من ازداد من علم الناس إلى علمه .
قيل : فأي الناس خير؟
قال: الغني .
قيل الغني من المال ؟
قال :لا، ولكن الغني : الذي إذا التمس عنده خير وجد وإلا أغنى نفسه عن الناس .
وعن قتادة في قوله تعالى : {ولقد آتينا لقمان الحكمة} قال :يعني الفقه والإسلام ولم يكن لقمان نبيا ولم يوح إليه.