تخطى إلى المحتوى

الرحلة الاسطورية وكرنفال البندقية 2024


**-**رحله الى فينيسيا وكرنفال البندقيه**-**
***الرحله الأسطوريه *** الونشريس
تقول الاسطورة إن على الزائر لمدينة البندقية للمرة الاولى أن يأتي بصحبة زوجته لا خطيبته ولا صاحبته لان الزيارة لن تنتهي بالزواج لشدة ما فيها من اغراء. وجئت هذه المرة بالطائرة لاول مرة لانني عادة أزور هذه المدينة النادرة في الخريف قادما بالسيارة أو القطار من روما لحضور مهرجان السينما الدولي. وخرجت من بهو المطار والحرارة درجتين تحت الصفر هذه الايام لاجد التاكسي المائي بانتظاري والسائق ربان بحري يقود القارب في الشوارع المائية التي تكبر وتصغر حسب تقديره بل لاحظت أنه يتحاشى زحمة المرور والمراكب البحرية كالبهلوان وكأننا ما زلنا على أرض اليابسة في روما حتى وصلنا الى الفندق المطل على القناة الكبيرة في وسط البلد.

الونشريس

فينيسيا أو البندقية كما يسميها العرب مدينة جميلة لا مثيل لها في العالم بنيت على الماء في وسط بحيرة اسنة ولها الان 12 مليون موقع على الانترنت وتتكون من 116 جزيرة وفيها 416 جسرا و7 الاف شارع وتبدو أبنيتها وكأنها لونت استعدادا لعرض مسرحي فالواجهات مزينة ومزخرفة يمكن للمسافر أن يستمتع برؤيتها من السفينة أو قارب الغندول الذي يعبر الشوارع المائية مما دعا الكاتب الالماني غوته الى وصف القناة الكبيرة بأنها أجمل شارع في العالم. وطالما يتحدث الناس عن أسرار البندقية ومن ذلك الحديث عن بيت النحس المصاب باللعنة فقد بنى جيوفاني داريو من عائلة غير نبيلة قصرا بديعا منذ عدة قرون على شاطئ القناة الكبيرة وجعل واجهته من الرخام النفيس والمرمر لكن كل من سكن فيه انتهى بالافلاس أو الانتحار ومنهم تاجر أرمني كان يتعاطى تجارة الاحجار الثمينة وآخرهم راوول غارديني الثري الايطالي الذي انتحر قبل 13 عاما اثناء فضيحة الايادي النظيفة في ايطاليا.

الونشريس

ومن أسرار البندقية ايضا أن شارع الشيطان قد سمي بهذا الاسم لانه يتفرع من جسر الشيطان حيث يغرق الكثيرون لخطورة العبور. ومن عجائبها أنها مليئة بالقطط ولكل قهوة قطة للحراسة وقد اتوا ببعض الانواع الشرسة من سورية وفلسطين لانقاذهم من الجرذ والفئران التي سببت الطاعون في القرون الوسطى لذا ما زالوا يعتقدون أن القط يجلب الحظ.

الونشريس

الكرنفال .. والتوجه ساحة سان ماركو الشهيرة في وسط البلد لرؤية احتفالات الكرنفال الذي بدأ في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي وكان بعض الشباب والفتيات يتراشقون بالماء وحولهم عشرات الحمائم، بينما كانت الفرقة الموسيقية تعزف الالحان الجديدة للموسيقار نيقولا بيوفاني (الحائز جائزة الاوسكار لموسيقى فيلم الحياة حلوة) في عرضه الذي أثار حماس باريس مؤخرا واسمه «غونتشا بونيتا» ويعرض الان في روما بنجاح باهر واكتشفت أن فينيسيا تحتضن على دوام الليل والنهار مئتي عرض موسيقي ومسرحي خلال الكرنفال، تقام في الساحات والمسارح من ساحة سان ماركو الى سان باولو ومن جزيرة جوديكا الى جزيرة مورانو. وقد نظم المهرجان أكبر مخرج مسرحي معاصر في ايطاليا موريتزيو سكابارو وأسماه «أغاني الحياة في عصر الطاعون» ولاشك أن الكرنفال ينسي الزائر ضرورة زيارة المتاحف الثمينة في فينيسيا وأهمها متحف دوكالي في ساحة سان ماركو ومتحف الفنون الشرقية ومجموعة لوحات بيغي غوغنهايم ومتحف الزجاج الملون في جزيرة مورانو. وتمتاز هذه الجزيرة بصنع الثريات الزجاجية المدهشة وقطع الزجاج الاحمر والازرق التي تخالها من الياقوت ويمكن الوصول اليها بالسفينة النهرية او ما يسمونه بالايطالية vaporetto

الونشريس
لا يمكن زيارة هذه المدينة النابضة بالحياة وذات الذوق الرفيع والاسعار المرتفعة ـ لان الفن الباذخ له ثمنه ـ دون ركوب الغندول الذي وصفه محمد عبد الوهاب في اغنيته المعروفة وهو قارب مطلي باللون الاسود بطول 11 مترا ويتألف من 280 من مختلف أنواع الاخشاب ويقوده بحار يعتمر قبعة خاصة حيث تنساب هذه القوارب في القنوات الصغيرة وأغلب ركابها من العشاق المفتونين بجمال هذه المدينة، وتراهم يطلقون عبارات الدهشة والاعجاب وهم يمرون أمام الشوارع الضيقة على اليابسة التي لا تسمح بالمرور لاكثر من شخص واحد. وفي المساء رأيت الجماهير تتجه الى الساحات لشراء الاقنعة التي تحفل بها الاف المخازن ورؤية الالبسة الزاهية والاستمتاع بالموسيقى الصاخبة وتناول الحلويات الخاصة بموسم الكرنفال التي تشبه العوامة أو الزلابية الشامية. والتخفي بالاقنعة عادة من أيام الرومان وحفلاتهم المترفة التي تسمح بالجنون وارتكاب الحماقات واحتفظت فينيسيا بهذه التقاليد وكان القناع يصنع من الفخار أو الجص عام 1270 ثم سنت جمهورية البندقية في القرن السابع عشر قانونا لمنع سوء استعمال القناع لان البعض كان يضعه ويضيف اليه لحية مستعارة امعانا في التخفي لرغبته بعدم الافصاح عن شخصيته اثناء توقيع عقود البيع والشراء أو خيانة الزوجة.

الونشريس
الونشريس

* التاريخ يتوق إلى الشرق البندقية، مدينة عريقة كانت تتطلع دوما الى الشرق وأهلها يحبون البذخ والاسراف ويقدرون الفن الرفيع، وللبيزنطيين اثار وكنائس لا تحصى اينما توجهت فيها. ومن اعلام الموسيقى الذين أنجبتهم المدينة الموسيقار فيفالدي صاحب قطعة الفصول الاربعة والرسامين تزيانو رائد الفن التصويري في القرن السادس عشر بثورته الفنية التي استخدمت التدرجات اللونية وكاناليتو الذي كرس نفسه لتصوير مشاهد المدينة بلوحات رائعة وكذلك الكاتب المسرحي غولدوني مؤسس الملهاة الحديثة.

الونشريس

ومن أشهر ابنائها الرحالة ماركو بولو الذي وصل الى الصين عن طريق سورية وعبر مضيق هرمز متبعا طريق الحرير مرورا بالتيبت ثم عاد الى البندقية ويقال إنه أدخل اليها السباغيتي والمعجنات كما جلب الزنجبيل. ولا ننسى ايضا العاشق المغامر كازانوفا منافس دون خوان في اساطير الغرام وخلد شكسبير المدينة بمسرحيته العظيمة «تاجر البندقية» التي تحولت الان الى فيلم سينمائي من بطولة آل باتشينو سيعرض كما نرى في اعلانات الدعاية المنتشرة في كل مكان بمناسبة عيد العشاق.
الونشريس
وقد قام اسطول البندقية في الالفية الاولى بالسيطرة على بحر الادرايتيك والطريق الى الاراضي المقدسة في فلسطين ومنذ القرن الثالث عشر الت اليها حقوق التجارة حصريا مع بلاد المشرق العربي ثم احتلت جزيرة قبرص وكريت وأصبحت قوة تخشاها اوروبا بعد احتكارها لتجارة الملح وبضائع الشرق خاصة الفلفل من الهند ثم جلبوا الزعفران للاكل وتبخير المسارح والوقاية من الطاعون.

الونشريس

* ودعت فينيسيا والبرد مازال ينخر العظام على امل العودة في الربيع احسن الفصول لقضاء اجازة لا تنسى لكن ـ سان فالنتينو ـ قادم بعد ايام في 14 فبراير( شباط) الحالي حيث يتدفق الاف السياح ويختلط الحابل بالنابل فلا تجد غرفة فارغة في أي فندق مهما غلا او رخص ثمنه ونظرت الى ابنية فينيسيا وتساءلت هل تغرق فعلا بمعدل ستة سنتيمترات كل عشر سنوات وهل تفسد ثلث كنوزها الفنية النفيسة كما يقال بسبب التلوث. صحيح ان فينيسيا في خطر لكن حين نظرت الى أهلها وهم يسيرون رافعي الرؤوس لان كلا منهم واثق أنه سيرى شخصا يعرفه ليحييه قلت لنفسي هذا شعب يقبل التحدي وسيبقى في مدينته النادرة على مر الزمان لان اجداده تحدوا الطبيعة بعد هروبهم من البرابرة وبنوا اجمل مدينة على جزر متناثرة في وسط مستنقع واحفادهم اليوم يتمتعون بالثروة ويملكون القوارب الصغيرة فيذهبون بها كل اسبوع الى احدى الجزر لتناول الغذاء في المطاعم الفخمة والاستمتاع بالتشمس على الشواطئ في دعة وراحة. اما عمدة المدينة ماسيمو كاتشاري فهو فيلسوف ناجح في الادارة رغم انه ينتمي الى أقصى اليسار، لكن ايطاليا بلد المتناقضات وفينيسيا جزء منها.

الونشريس
الفنادق

* أين تسكن اثناء زيارتك يتمتع قطاع الفنادق بالتنوع والخدمات الممتازة وبعضها يعتبر من أفخم وأرقى الفنادق (أو البرغوalbergo بالايطالية) في العالم ومنها
الونشريس
* فندق موناكو وغراند كنال Monaco e grand canal ـ (اربع نجوم) السعر يزيد على 200 يورو او 260 دولارا ويتميز الفندق بالاناقة ويطل على القناة الكبيرة، اما ديكور الغرف وعددها 90 فهو في غاية الجمال، والمبنى كان قصرا لاحد النبلاء في القرن الثامن عشر
كما يوجد في
* شبرياني Cipriani (خمسة نجوم ـ لوكس) والسعر يفوق 400 يورو من أروع وأجمل وأهدأ الفنادق في العالم، مبني في جزيرة صغيرة وتصله بقارب خاص خلال عشر دقائق، وفيه 74 غرفة وله حديقة واسعة، وترى منظرا ساحرا رومانسيا للمدينة من شرفته، وطعامه يعجب المتفننين في الاكل وهواة الطبخ الراقي دون الالتفات الى الاسعار النارية

* دانييلي Danieli (خمسة نجوم – لوكس) السعر يفوق 440 يورو، فندق فخم للغاية، والبهو مزين بالاقمشة الشرقية وحرير البندقية الشهير وله طابع نادر لا مثيل له، وفيه 233 غرفة

* اوتيل جسر التنهدات Al ponte dei sospiri (ثلاثة نجوم) يقع في بناء من أيام القرن السابع عشر، ومفروشات الغرف من النوع الكلاسيكي الفخم، بدون مطعم، انما موقعه قريب من منطقة الملاهي والمطاعم.

الونشريس
أين تأكل
* أين تأكل يشتهر مطبخ فينيسيا بالسمك والاكلات البحرية وخاصة سمك القد (أو cod بالانجليزية أوbaccala بالايطالية)، وهناك الرز الاسود حين يستعملون سمك الحبر (أوinkfish بالانجليزية أوseppie بالايطالية) ومن الاطباق الشهيرة الرز بالبزاليا أو البسلة (أوrisi e bisi بالايطالية) والطبق التقليدي هو الكبدة بالبصل
(أوfegato alla veneziana بالايطالية) الذي يمثل شخصية أهل البلد، فطهي البصل يتطلب الوقت والصبر لقليه على نار خفيفة في زيت الزيتون حوالي نصف ساعة أما الكبد فيتطلب السرعة والانتباه اذ تضاف شرائح الكبد الرقيقة لمدة ثلاث دقائق. ومن مئات المطاعم :

* هاريز بارHarry-s bar وقد اختارهوزير خارجية ايطاليا الاسبق جاني دي ميكيلس وهو ابن البلد لانه أفضل مطعم في المدينة منذ أيام الكاتب الاميركي همنغواي الذي كان يرتاده باستمرار لسمعته الدولية. وبامكانك أن تطلب ما تشاء لانه سيكون لذيذا بالتأكيد، لكن عليك أن لا تفكر بفاتورة الحساب لانها ستكون باهظة دون شك وهذا ثمن الجلوس بقرب المشاهير (75 يورو على الاقل)

* اوستريا دا فيوريOsteria da fiore مشهور لدى ابناء البلد والسياح وترى صاحبه في الصالة الانيقة وزوجته في المطبخ ويختص بالاكلات البحرية الطازجة حسب ما يتوفر في الاسواق (90 يورو)
* كورته سكونتاCorte sconta يقدم الاكلات التقليدية والبحرية ويقابلونك بالترحاب والابتسام حتى في لحظات الازدحام (50 يورو على الاقل) الحجز من داخل المدينة

* لا يمكن زيارة فينيسيا دون تناول القهوة الايطالية اكسبرسو أو الممددة بالحليب كابوتشينو مع الحلويات التقليدية في قهوة تاريخية (فيوريال) من القرن التاسع عشر في ساحة سان ماركو ويرتادها على الدوام الفنانون والسياح وعشاق التاريخ ومن أشهر زبائنها الموسيقار الالماني فاغنر الذي ألف جزءا من الاوبرا العاطفية «تريستان وايزولده» في تلك القهوة وتوفي في فينيسيا التي كان يعشقها عام 1883. تحية للعراقة والذوق الرفيع والفن الجميل

    مشكورة يا قمر
    موضوع جميل

    يسلموووووووووووووووو ياقمر

    روووووووووووووووعة
    تسلمى حبيبتى يــــــــــــــارب

    ربي يريح بالك ويوفقك
    معلومات حلوة

    الف شكر

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.