في هذه الأيام عندما يعود الرجل إلى منزله يجد أن زوجته
ليست فقط منهمكة في الأعمال
ولكنها أصبحت كثيرة المطالب . ربما يكون قلبها مليئاً بالحب
لكنه لا يراه .
وعندما نتعمق بالبحث عن وجدانه نجد أن الرجل يتوقع
من زوجته أن تظهر له السعادة والعرفان والتقدير لمجهوداته .
لكن عندما تبدو المرأة غير سعيدة برؤيته نجد أن هناك شيئاً مهماً
قد بدأ بالظهور ؛ حيث تبدأ أحاسيسه ورغباته العاطفية في إسعادها
وحمايتها وإشباعها ، في الزوال حتى تموت .
إن الرجال في عمومهم لا يلاحظون ما يحدث بداخلهم لأن الذي يشغلهم
هو محاولة إدخال السعادة في قلوب زوجاتهم ، فكلما أظهرت المرأة
للرجل مشاعر الإستياء وعدم السعادة يتعطل شيئ في قلبه .
طالما أن كده بالعمل ليس من ورائه طائل ، وبالتالي تفقد حياته وعلاقته
بزوجته رونقها ويصبح لا معنى لها .
فلتتذكر المرأة أن ما يحتاجه الرجل حقاً هو شعور شريكة حياته
بالسعادة وإذا ما أحب إمرأة تكون أسمى غاياته هو إشباع رغباتها
وإرضاؤها ، لأن سعادتها تعد مؤشراً أنها تحبه ومشاعرها الدافئة مرآه
تعكس صورة جميلة يراها.
من المعتاد أن يصاب الرجل بضغوط يوم شاق في عمله
لكن إذا وجد شريكة حياته سعيدة فأنه يشعر بالرضا . عندما يشعر
بتقديرها للعمل الذي يقوم به تتبدد ضغوط العمل وكأن سعادتها مياه
تنساب فوقه لتغسل سخام هذا اليوم ! .
ما يحتاجه زوجك خلوة قصيرة يستعيد فيها نشاطه من يوم عمل شاق
عندما يحاول الرجل اليوم إشباع حاجته للخلوة بنفسه غالباً ما تسيئ
المرأة العصرية فهم ذلك ، فهي تفترض خطأ أنه يرغب في إستهلال
حوار معها وتعتقد أنه ينتظر منها أن تلاحظ أنه قد تخلص من من ضغوطه
ويريد أن تسأله عما أصابه بالضيق . إنها لم تدرك حقا أنه يريد الخلوة بنفسه
وإذا ما ألحت في سؤالها عما يضايقه نجد أنه يزداد سأماً
كالمثال التالي
الزوجة : "كيف كان عملك "؟
الزوج : "جيد"
الزوجة : "ما خطبك "؟
الزوج : "لا شيئ أحتاج فقط لبعض الراحة "
الزوجة : "هل هناك مشكلة "؟
الزوج : "لا تقلقي لا شيئ " .
لا شك أن الرجل عندما يحجم عن التحدث مع زوجته فإنها لا تدرك
إحتياجه للخلوة بنفسه كي يستعيد نشاطه من عمل يوم شاق
وبالتالي يكون لديها سوء فهم متنوع .
فإذا كان لها أن تدعم الرجل للعودة إلى العلاقة العاطفية السليمة
فإن مهمتها الجديدة تستلزم منها فهماً صحيحاً لهذا الإختلاف بين الرجل والمرأة
وتتقبل أنه أحياناً يحتاج إلى التأمل والخلوة بنفسه ليفكر في
مشكلاته ويجد لها الحلول ويتخلص منها بدلاً من الحديث والتي تحتاجه
المرأة تحديداً للتخلص من مشكلاتها .
وهذا لا يعني أنه يجب عليها التضحية بحاجتها إلى الحوار ،
لكن المطلوب هو أن تختار التوقيت الصحيح له .
مشاهدة التلفاز والنظر بإمعان على النيران !
تعد مشاهدة التلفاز هي النشاط السائد الذي يمارسه الرجل المعاصر
في وقت راحته، رغم أن النساء لا يتفهن ذلك البته ، بل تستاء
بعضهن من مشاهدة زوجها التلفاز لأنه يستحوذ على جل إهتمامه
لكن رغم حداثة هذا الجهاز إلا أن المشاهدة في حد ذاتها تعد عادة
قديمة الأزل .
ففي المجتمعات البدائية جداً لا يتوافر
لها أجهزة تلفاز كانت النساء في أوقات غروب الشمس ينشغلن
بالثرثرة مع بعضهن البعض ويقمن بأداء بعض المهام ، لكن الرجال
كانوا يجلسون في حلقات مستديرة ويحدقون إلى النيران بصمت !
إن إمعان النظر إلى النيران تعتبر أقدم العادات وأكثرها فاعلية ؛ حيث
يخفف بها الذكر عن ضغوطه ، فعندما يحملق الرجل اليوم إلى التلفاز
فأنه يعود دون أن يدرك إلى عادته القديمة وهي النظر إلى النيران !
وهذا يمنحه فرصة لإعادة توجيه مسار تركيزه ويوقف تفكيره ويسترخي
لأن هذا الإسترخاء يجدد نشاط الجسم ويحرره من ضغط وتوتر اليوم الذي قضاه وبالتالي يستطيع أن يركز على زوجته وعائلته مرة أخرى .
قــــــراءة أو مشـــــاهدة الأخبـــــار
عندما يركز الرجل في الأحداث أو المشكلات العالمية
يكتشف فجأة أن مشكلاته بسيطة في العمل ، وبالإضافة إلى ذلك يكون
بمقدوره الشعور بالإرتياح والطمأنينة لأن تلك المشكلات في الأخبار
لا تقع على عاتق الرجل لإيجاد حلول لها ، فهي خارجة عن إرادته .
ما يحتاجه زوجك قلة الإلحاح وقلة المطالب
عندما تتعلم المرأة مهارة إرجاء إحتياجاتها مؤقتاً لتسمح للرجل
بالوقت الذي يحتاجه كي ينتقل من جو العمل إلى جو البيت .
فهي بذلك توفر له أرضاً خصبة كي يستشعر حبه لها ، وعندما يعتاد
على تلقي هذا الدعم منها سوف يبدأ في منحه لها . وعند وصوله
لتلك النقطة فإن مجرد تفكيره في العودة إلى المنزل يجعله يتحرر
من ضغوط العمل . وكلما نال الرجل هذا النوع من الدعم قلت رغبته بالإبتعاد عن شريكته
وإن لم تكتسب المرأة هذا لمهارة الجديدة في علاقتها مع زوجها
فلن تسمح له دون أن تدري بالنجاح في تغيير حالته المزاجية
والإنتقال من مناخ العمل إلى البيت ، فإلحاحها وطلب الكثير منه
أو تصرفها السلبي في مواجهة حاجته في الحصول على وقت خاص
للإنفراد بنفسه ربما لا يوفر له الإسترخاء الكافي للعودة إلى ممارسة العلاقة بينهما
وإذا إستمر إلحاحها ، فمن الممكن أن يعوق الرجل فعلياً عن توصيل
مشاعر حبه لها .وربما يصل الأمر إلى الإعتقاد بإنه لم يعد يحب شريكته .