كيف يؤثر الاختيار الصحيح للزوج أو الزوجة في استقرار الحياة الأسرية؟
• الموضوع يبدأ في الأصل من نقطة اختيار الطرف الآخر، فإذا كان الاختيار سليمًا أعتقد بأنه سيقل عدد المشكلات التي تحدُث أثناء الحياة الزوجية، وإذا كان الاختيار خاطئًا فلا نستطيع أن نتصور تبعات هذا الاختيار، فيجب على الشباب المقبلين على الزواج أن يركزوا في اختيار طرف آخر يستطيع أن يفهمهم، وأن يفهم رغباتهم، ويستطيع أن يمتص غضبهم، وهكذا.
ولكن في فترة الخطوبة يحاول كل طرف أن يخفي عيوبه، فكيف يمكن التعرف على الطباع في تلك الحالة؟
• بالطبع كل هذا الكلام صحيح، ولكن الخطوط العريضة أعتقد أنها تكون مفهومة حتى وإن حاول الخاطب أو المخطوبة أن يُخْفوا عيوبهم، فالمستوى الثقافي يكون ظاهرًا جدًّا أثناءَ التحدث، ومستوى التفكير كذلك، كما أن كثيرًا من الفتيات في فترة الخطوبة يُركِّزن على تصرفات الخاطب بصورة كبيرة:
هل هو يأتي لزيارتهم حاملاً لأشياء معينة لزوم الزيارة وما إلى ذلك أو لا؟
وهل هو يأتي ليتناول الطعام فقط في المنزل؟
هل هو يسمع لها بشكل جيد، أم يفرض رأيَه عليها؟
هل هناك نقاط تفاهُمٍ بينهما أثناء التحدث في أمور ما بعد الزواج؟
كل هذه الأشياء من شأنِها أن تُظهِر شخصيةَ الرجل قبل الزواج، كما أن هناك طباعًا معيَّنة في الفرد لا يستطيع أن يُخفِيَها، وهي تتمثل في البنية الأساسية النفسية والاجتماعية والثقافية والخلقية للإنسان، تظهر رغمًا عنه، سواء للشاب أو للفتاة؛ ولذلك علينا أن نبحث عن الاختيار الصحيح من البداية.
هل يجب أن يكون الزوج والزوجة متطابقين تمامًا في كل شيء حتى يحدُثَ توافقٌ بينهما؟
• ليس شرطًا أن تكون الصفات في الزوج والزوجة متطابقة تمامًا حتى لا تحدث بينهم مشكلات، ولكن المهم أن يكون بينهم التفاهُم الذي يُعتَبر هو المكوِّنَ الأساسي للتطابق فيما بينهم؛ أي: يكونان هما الاثنان وحدةً واحدة، بداية التفاهم تأتي عندما نتوقَّف كلانا عن التفكير في الطرف الآخر على أنه "آخر"؛ لأنه بمجرد أنْ تم عقد النكاح بينهما، فإنهما قد أصبحا شيئًا واحدًا منذ هذه اللحظة.
• ما هي المواصفات التي يجب أن ينظر إليها الشخص أثناء اختيار شريك الحياة؟
كل الأديان علَّمتنا المرأة الجيدة ما مواصفاتها، والرجل الجيد أيضًا ما مواصفاته، ومن أهم هذه المواصفات طبعًا حسن الخُلق، ولكن لا بد أن يكون هناك تكافؤ فيما بينهما، تكافؤ في كل شيء؛ في المستوى الثقافي والفكري، وعلى مستوى العمل، والمستوى الأُسري، وكل المستويات، لا يوجد مانع أن يكون هناك بعض التنوع؛ لأن هذا كله يضيف للحياة الزوجية أشياء جديدة لا ينقص منها شيئًا.