كان يوماً رمضانياً حاراً طويلاً..
وكان عمر ينام قليلاً ثم يستيقظ وينظر إلى الساعة، فيشعر بالجوع أكثر عندما يجد أن أذان المغرب ما زال بعيداً.
كان جد عمر ينظر إلى عمر ويبتسم، ثم قال له:
– ما رأيك أن أقص عليك بعضاً من قصص القرآن حتى تسلي صيامك، ولا تشعر بمرور الوقت..
فرح عمر بهذا الاقتراح الجميل، لأنه يعرف أن قصص جده ممتعة ومفيدة..
جلس عمر إلى جانب جده وأخذ يستمع إلى قصة سيدنا محمد، وكيف تحمل سيدنا محمد التعب والجوع والعطش وأذى قريش وهو صابر محتسب..
مر الوقت سريعاً وإذا بعمر يقفز من مكانه متجهاً إلى المطبخ..
كانت أمه تحضر طعام الإفطار، نظر عمر إلى الطعام فلم يعجبه.
ثم ألقى نظرة على المشروبات الرمضانية فوجدها قليلة وليست منوعة كما كان يحب..
استنكر عمر هذا الطعام، وصاح بأعلى صوته:
– أنا صائم طوال النهار ومتعب، وأفطر على طعام لا أحبه..
حاولت أم عمر إسكات عمر دون جدوى..
سمع الجد صراخ عمر فذهب إليه وأمسكه من يده، وأجلسه إلى جانبه، وأكمل له قصة سيدنا محمد..
نظر الجد إلى عمر وسأله عما فهمه من هذه القصة.
أجاب عمر:
– سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم قد تعب كثيراً في نشر الدين الإسلامي.
فأشار إليه جده أن يكمل الحديث، فقال عمر:
– وكان حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم مثالاً رائعاً في التضحية والإيثار..
فهز الجد رأسه مؤكداً على كلامه ومشيراً له كي يستمر في حديثه، فقال عمر:
– وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبونه كثيراً، ويقتدون به في كل أفعاله وأقواله.
هنا تبسم الجد وقال:
– الآن يا عمر قلت ما كنت أريد أن أقوله لك.
فكر عمر قليلاً، ثم قال:
– أنا قلت أن أصحابه يحبونه ويقتدون به.
فقال الجد:
– حسناً، وماذا بعد؟
أمعن عمر في التفكير قليلاً حتى اهتدى إلى أمر مهم، فقال:
– وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم كان لا يتأفف من أي طعام يقدم له، ولا يضع على مائدته أصنافاً متعددة من الطعام، أليس هذا ما تحب قوله لي؟
صفق الجد بيديه وقال:
– الآن يا عمر عرفت قصدي من سيرة حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ذهب عمر إلى أمه مسرعاً قائلاً لها:
– سا محيني يا أمي لأنني رفعت صوتي أمامك بسبب الطعام، أنا أحب رسول الله.. أنا أحب رسول الله.. وأعمل ما عمله حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم..
نورتيني ياغاليه
جميل ياقلبى