تعاني نسبة عالية من السيدات من مشكلة حدوث نزيف رحمي أثناء الدورة الشهرية، والنزيف الرحمي معناه زيادة في كمية نزول الطمث أو في طول مدة الدورة الشهرية التي تزيد على ثمانية أيام، أو أحيانا حدوث نزيف مهبلي ما بين فترات الحيض.
وتظهر هذه المشكلة على وجه التحديد في سن الإنجاب وأحيانا عند الفتيات في مرحلة ما بعد البلوغ (Teenager) ،أو للسيدات فيما قبل سن اليأس.
السيطرة على النزيف
وفي بعض الحالات لا يستطيع الطبيب المعالج أن يصل إلى تشخيص للمرض المؤدي لهذا النزيف، على الرغم من دقة ومقدرة الفحوص الطبية بما فيها الموجات فوق الصوتية، ومنظار الرحم، والأشعة الملونة على الرحم أو الدراسات الباثولوجية المتعمقة لبطانة الرحم – Endomet ruim ، وحينذاك تفشل معظم العقاقير وأدوية الهرمونات في السيطرة على هذا النزيف، ويكون الحل الوحيد أمام الطبيب المعالج هو استئصال الرحم حتى ينقذ هؤلاء المريضات من المضاعفات الناتجة عن هذا النزيف. ولكن هذا الحل له عواقب نفسية وسيكولوجية وخيمة على المرأة، وترفضه الكثير من المريضات على اعتبار فقد أهم عضو في الجهاز التناسلي للأنثى وهو الرحم الذي يتكون وينمو فيه طفلها الوليد، وهو العضو المسبب للدورة الشهرية التي تشعرها بأنوثتها. ومن هنا كان التفكير في حل آخر يجنب الطبيب استئصال الرحم ويوقف نزيف الدم.
استخدام أشعة الليزر
ومنذ استخدام أشعة الليزر في الطب وثبوت نتائجها المذهلة في القضاء على الأمراض، فكر العلماء في استغلال تلك الأشعة لعلاج الكثير من أمراض النساء كالتهابات وأورام عنق الرحم، وكذلك في عمليات تسليك قنوات فالوب للمصابات بالعقم.
وأخيرا وجد البديل لعلاج هذا النوع من النزيف الرحمي، عن طريق تدمير موضعي أو جزئي لبطانة الرحم Endometruim من خلال منظار خاص بواسطة أشعة الليزر، وهي عملية بسيطة تجرى تحت تأثير المخدر العام ولا تستغرق من الوقت سوى بضع دقائق وبعدها تعود المريضة مباشرة إلى بيتها وفي داخل جسمها رحمها محتفظة به، وفي نفس الوقت تكون قد أنهت مأساتها بتوقف نزيف دمائها.
خواص أشعة الليزر
من هنا يمكننا أن نعطي نبذة عن خواص أشعة الليزر وميزتها في الاستغلال الجراحي:
فهي يمكن التحكم فيها بدقة شديدة وذات تأثير مباشر وسريع في القضاء على النسيج المراد التخلص منه، ويكون ذلك عن طريق الحرق والتبخير، وكذلك السيطرة التامة على أي نزيف شرياني أو وريدي يحدث في أثناء تلك الجراحة، وأخيرا تقل لدرجة كبيرة جدا المضاعفات المتعارف عليها بعد أي عملية جراحية. ومن هنا بدأ انطلاق العلاج بأشعة الليزر في العديد من الأمراض التي فشلت الطرق التقليدية والحديثة في القضاء عليها.
شروط هامة
ولكن يجب على المريضات أن يعلمن أن هناك شروطا يجب توافرها قبل إجراء العلاج بالليزر في حالات النزيف الرحمي، وتلك الشروط هي:
1 – أن تكون درجة النزيف شديدة، مع فشل العلاج الهرموني.
2 – عدم إصابة الرحم بالأورام الحميدة أو الخبيثة.
3 – أن يسبق العلاج بالليزر أخذ عينة من بطانة الرحم Endometruim وتحليلها باثولوجيا وذلك للتأكيد من خلوها من أي مرض عضوي.
4 – إجراء العلاج في اليوم الأول من نزول الدورة الشهرية.
كما يحاول فريق من العلماء الآن تطوير هذا العلاج بواسطة نوع جديد من أشعة الليزر، يؤدي إلى تجلط بطانة الرحم – Endomet ruim ، بدلا من تدميرها عن طريق الحرق والتبخير. وهذا يعني إبقاء الدورة الشهرية في شكلها الطبيعي ويحفظ أيضا خصوبة الرحم حتى يتاح الإنجاب في أي وقت.
وبالطبع نتمنى أن يكلل هذا المجهود بالنجاح حتى يعطي العلم والطب المزيد من التقدم وأفضل سبل النجاح.
علاج النزيف الرحمي بالليزر
الله ينور عليكى
شكرا يا مونى
شكرا حبيبتي