وتنعكس آثار الأدوار الاجتماعية السليمة بين أفراد الأسرة على الحياة النفسية للآباء والأبناء وخاصة في مرحلة الطفولة التي تعد مرحلة البناء النفسي واكتشاف الحالة للطفل ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويشير مفهوم إرشاد ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مجموعة البرامج التربوية المتخصصة التي تقدم لفئات من الأفراد غير العاديين لمساعدتهم على تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن وتحقيق ذاتهم ومساعدتهم على التكيف، وفئة ذوي الاحتياجات الخاصة هم أولئك الأفراد الذين ينحرفون عن المتوسط انحرافا ملحوظا من النواحي الأربع: العقلية أو الجسمية أو الانفعالية أو الاجتماعية، طرفا المنحنى إلى الدرجة التي يحتاجون فيها إلى برامج تربوية خاصة وهذه الفئات هي:
من هنا تكمن أهمية الإرشاد في أنه يدل الأسرة على الخيارات الطبية والعلاجية والتربوية والاجتماعية المتوفرة، ويدلهم أيضاً على كيفية الحصول على المعلومات والمشاركة الفاعلة في تدعيم صورة إيجابية عن ذوي الاحتياجات الخاصة وإيفائهم كافة الحقوق التي تكفل لهم حياة كريمة، ومن هذه الحقوق حصولهم على مهن تتناسب مع قدراتهم وتمكنهم من العيش باستقلالية وتوفير خدمات اجتماعية تساعدهم في تحقيق هذه الحياة لهم.
يتمثل هدف الإرشاد في التأكد من أن ذوي الاحتياجات الخاصة يحصلون على أفضل مستوى معيشي ممكن ويتمتعون بفرص تعليمية عالية المستوى ورعاية صحية واجتماعية مناسبة، لذا فإن من واجبات الإرشاد تجاه هذه الفئة الاجتماعية،التأكيد على:
وتمر الأسرة عندما تنجب طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة بسلسلة من الأزمات وردود فعل لم تتوقعها أبداً فالأبوان ليسا مؤهلين لها، فغالباً ما يعانون العديد من المشاكل لأن حاجتهم النفسية والانفعالية لا تلبى بطريقة مناسبة، من هنا تأتي أهمية دور الإرشاد حيث يعمل على مساعدة الوالدين على التكيف مع هذه الأزمة غير المتوقعة.
ويعتمد تقبل الأسرة لوجود طفل باحتياجات خاصة على نوعية الخدمات الإرشادية المقدمة للأسرة، فالأهل يرغبون في توفير أفضل حياة ممكنة لأبنائهم، إلا أنهم لا يعرفون نوعية الخدمات المتوفرة و كيفية الحصول عليها.
ويمكن أن يكون الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة أكثر إلى المساعدة من تلك المتوفرة ضمن نطاق الأسرة، ومن ثم يلجأ لمساعدة المرشد في تقديم العون له، وغالباً ينزعج الإخوة داخل الأسرة بسبب توجيه الوالدين لاهتمامهم وتكريس أوقاتهم للعناية بطفلهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي هذه الحالة قد يكون هؤلاء الأخوة أيضا بحاجة إلى خدمات تفي باحتياجاتهم.
إن المرشد المتخصص يستطيع في مثل هذه المواقف أن يساعد في تقديم التوجيه والتوصيات وتحويل الحالات إلى الخدمات المناسبة ومساعدتهم في الحصول على الإعانات المالية، وتوجيههم أثناء فترات الضغط الناتجة من جراء تلك الظروف التي تواجه الوالدين أو الأسرة ككل من أجل التكيف مع إحدى الصعوبات الجسمية المعنية أو الوضع الانفعالي أو ربما مع الحياة الأسرية غير المندمجة نتيجة للضغوط المترتبة على العناية بالشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقد زادت أهمية دور المرشد بزيادة الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وكلنا يلاحظ الاهتمام الذي تحظى به هذه الفئة من قبل المجتمع من حيث تقديم كافة التسهيلات الممكنة لهذه الفئة من خلال التشريعات التي تساهم في دعم هذه الفئة في مجالي العمل والتعليم.
ويترتب على هذا مجهود أكبر من قبل المرشد من حيث وجوب تنمية مهاراته بالتعامل مع هذه الفئة وصولا بها إلى التلاؤم مع المجتمع المحيط، وتنمية قدراتهم وفهمهم الايجابي لذاتهم واستعداداتهم وإمكاناتهم إلى أقصى درجة ممكنه لتحقيق التوازن المطلوب في نموهم.
وتستمد البرامج المتمركزة حول الأسرة أهميتها في ضوء الاعتبارات التالية:
تحديد الهدف: للتحقق من وجود سلوك بحاجة إلى تعديل ومن ثم اتخاذ قرار مناسب، في هذه المرحلة يتم تقييم أولي يشمل المقابلة وتطبيق قوائم التقدير والملاحظ، وتساعد هذه المرحلة الاختصاصي على الخروج بانطباعات أولية.
تعريف المشكلة: لتوجيه البرامج الإرشادية وتحديد المعايير التي سيتم في ضوئها الحكم على فعالية البرامج.
فهم حاجة الوالدين وحاجة طفلهما من ذوي الحاجات الخاصة: فالمرشد حريص على فهم المشكلة من وجهة نظر الوالدين لتحديد احتياجاتهم وحاجة طفلهما.
تحديد خطة العمل: ويعتمد ذلك على الإمكانيات المتوفرة واللازمة للتنفيذ ومهارة وخبرة الأفراد الذين سيقومون بتنفيذها، وعلى المرشد تحديد الوضع الذي سينفذ فيه البرامج الإرشادية واختيار أساليب الإرشاد لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها، وتحديد أنواع التعزيز التي سيستخدمها وطريقة تقديم المعززات وتحديد معايير الحكم على فعالية الأساليب المستخدمة والأساليب البديلة في حالة فشل الأساليب المستخدمة.
تنفيذ خطط العمل: بالتعاون مع الآباء والاختصاصيين أو المعلمين ويكون تنفيذها حسب رغبة الأهل والإمكانات المتوفرة لدى المرشد.
إنهاء العلاقة الإرشادية: بعد تنفيذ الخطة يتم تقييم النتائج وإنهاء العلاقة الإرشادية.