معنى أن يصبح ضغط الدم منخفض أن الدم لا يصل بالقدر الكافي الى كل اجزاء الجسم و نتيجة لذلك فإن الخلايا لا تستقبل الاكسوجين الكافي ولا المغذيات المطلوبة كما لا يتم بالتالي التخلص من مكونات الفضلات … حتى مع كل هذه العوامل فإن المعاناة من الضغط المنخفض أفضل من الإصابة بضغط الدم المرتفع. وتقول الإحصاءات أن الاصحاء الذين لديهم ارتفاع بسيط في ضغط الدم لكنه في الحدود الطبيعية هم اطول عمرا في المتوسط بالمقارنة بهؤلاء الذين يعانون من الضغط المرتفع.
للجسم العديد من الاليات التعويضية و التي تسيطر على ضغط الدم. وتتضمن هذه الاليات تغيير قطر الاوردة و الشرايين الصغيرة, وتثليل كمية الدم التي يتم ضخها من القلب, و كمية الدم الموجود في العروق و مجاري الدم.. هذه الاليات تعيد ضغط الدم الى المستوى الطبيعي بعد ان يرتفع او ينخفض خلال النشاطات العادية مثل النوم والتمارين الرياضية.
الاوردة من الممكن ان تتسع و تضيق لتغير من كمية الدم التي يمكنها ان تحمله. وعندما تنقبض الاوردة, تقل كمية الدم التي يمكنها حمله, الامر الذي يدفع المزيد من الدم في الشرايين. و كنتيجة لذلك يرتفع ضغط الدم. و على العكس من ذلك عندما ترتخي الاوردة, ترتفع كمية الدم التي يمكن ان تنقلها مما يدخل القليل من الدم في الشرايين و بالتالي يخفض من ضغط الدم.
الشعيرات الدموية ايضا من الممكن ان تنقبض و ترتخي, و كلما زادت مقاومتها لمجرى الدم كلما زاد ضغط الدم. انقباض الشعيرات الدموية يرفع من ضغط الدم لأن المزيد من الدفع يكون مطلوبا لادخال الدم في العروق الاقل حجما. و على العكس من ذلك, كلما ارتخت الشعيرات الدموية, انخفض ضغط الدم لان القوة المطلوبة لضخ الدم تكون اقل.
تعمل الآليات التعويضية عن طريق خلايا متخصصة تعمل كمجسات وتتمركز هذه الخلايا بين الشعيرات الدموية, هذه المجسات تقوم بمراقبة مستمرة لضغط الدم. الخلايا الموجودة في الرقبة و الصدر تعد ذات اهمية كبرى. عندما تحدد هذه المجسات اي تغير في ضغط الدم, تقوم بعمل تغيير في اي من الاليات التعويضية و بالتالي تعيد ضغط الدم الى مستواه الطبيعي. الاعصاب تقوم بحمل الاشارات من هذه المجسات الى العقل و الاطراف و الاجزاء الاساسية في الجسم, و التي تقوم بالسيطرة بعد ذلك على الاليات التعويضية:
يتم اعلام القلب بان يغير قوة و نسبة ضرباته. هذا التغير يعد من الخطوات الاولى و يعيد الضغط الى طبيعته بسرعة.
يتم اعلام الشعيرات الدموية بان تنقبض او ترتخي.
يتم اعلام الشرايين بان تنقبض او ترتخي.
يتم اعلام الكلى بان تغير من كمية السوائل المفرزة. هذا التغير ياخذ وقتا طويلا لكي يحدث تغييرات ولهذا فهو من اخر الاليات المستخدمة من الجسد للسيطرة على ضغط الدم.
العلامات و الاعراض:
عندما يكون ضغط الدم منخفض غالبا ما يكون المخ اول الاجزاء التي تعمل بشكل غير صحيح. يتعطل المخ نسبيا في البداية لانه متمركز على قمة الجسم و يجب على الدم ان يحارب الجاذبية لكي يصل الى هذا المستوى. و بالتالي, اغلب الناس الذين يعانون من ضغط الدم يشعرون بالدوار عندما يقفون, و بعضهم من الممكن ان يتعرض للاغماء. الاشخاص الذين يصابون بالاغماء و يسقطون ارضا, يجعلون المخ فى مستوى القلب و بناء عليه يتمكن الدم من السريان بدون محاربة الجاذبية, و سريان الدم الى المخ يساعد على حمايته من الاصابة. و على اي حال اذا كان الانخفاض في ضغط الدم كبير فمن الممكن ان يتعرض المخ للاصابة.
يسبب انخفاض ضغط الدم بشكل موسمي قصر في التنفس او الم في الصدر بسبب قلة امداد عضلات القلب بالدم.
كل اعضاء الجسم تبدأ في العمل بشكل غير صحيح اذا وصل مستوى ضغط الدم الى حد متدني بما فيه الكفاية و يستمر على هذا المستوى و تسمى هذه الحالة بالصدمة.
الاضطراب المتسبب في انخفاض ضغط الدم من الممكن ان يتسبب في اعراض اخرى و التي لا تكون بسبب الانخفاض, فعلى سبيل المثال من الممكن ان يتسبب في عدوى تسبب حمى.
بعض الاعراض تحدث عندما تحاول اليات التعويض ان ترفع الضغط المنخفض. على سبيل المثال, عندما تنقبض الاوردة, ينخفض سريان الدم الى الجلد و الاقدام و الايدي. هذه الاجزاء من الجسم تبرد بسرعة و تتحول الى اللون الازرق. عندما ترتفع ضربات القلب لكي تستعيد الضغط المفقود قد يشعر الفرد بهذه الضربات