حالة مَرَضية مزمنة ،قليلة الانتشار،صعبة وليست سهلة ،أسبابها تتفاوت بين الوراثية والبيئية وبعض الأصابات لم يتحدد سببها، ويصنفها العلماء ضمن حالات الجهاز المناعي المَرَضية.
نسبة حدوثها وحسب الاحصائيات الدولية بحدود سبعة أشخاص من كل مئة ألف نسمة والغالبية العظمى منهم في الاربعينيات من العمر،ومن بين كل 400 مصاب هناك مريض واحد يفقد حياته جراء الاصابة، المرض يصيب النساء ضعف أصابة الرجال، أكثر الحالات تم تسجيلها في البلدان ذات المناخات المعتدلة وفي شمال أوربا. أن تسمية المرض جاءت من إصابة الخلايا العصبية وبالتالي النسيج العصبي والجهاز العصبي ،أما كلمة "تصلب" وذلك لأن المرض يجعل الاعصاب فاقدة لوظائفها متصلبة ،متعدد لأنه يصيب عدة أماكن من المحور العصبي وكذلك يعاود الظهور بعد الاختفاء.
المرض يصيب الخلايا العصبية، فمن المفيد التعرف على الخلية العصبية الطبيعية قبل التطرق الى موضوع الـ (MS).
الجهاز العصبي يتكون من الجهاز المركزي(الدماغ والحبل الشوكي) ومن الجهاز العصبي المحيطي والذي يمثل كل الشبكة العصبية المنتشرة في الجسم ،فالجهاز العصبي عبارة عن نسيج وكل نسيج يتألف من أعداد هائلة من الخلايا ،إذاً فالجهاز العصبي مؤلف من الوحدة الاساسية وهي الخلية العصبية والتي تتكون من 1)جسم الخلية 2) النواة 3)الاستطالات المتعددة ويُطلق عليها الاستطالات الشجرية أو الشوكية(والتي تعمل على تبادل الاشارات العصبية بينها وبين باقي الخلايا عن طريق آلية كهربائية وكيمياوية معقدة)،4)وكذلك يمتد من جسم الخلية خيط أسمك من الاستطالات وطويل يُطلق عليه المحور،المحور مغطى بغلاف مادته دهنية تتكون من عدة طبقات تشبه طبقات(البصل) ،يسمى هذا الغلاف بالـ (مايلين)، وتنتجه خلايا عالية التخصص في الدماغ كما ان المادة الدهنيةـ المايلين ـ مصدرها الدهون التي نتناولها.
المعروف ان الخلايا العصبية هي المسؤولة عن كل الوظائف الجسمانية والتي تكون تحت سيطرة وأيعازات الدماغ ،اي ان الخلايا العصبية وشبكة الاعصاب تعمل عمل دائرة وأسلاك الهاتف.
يشبّه العلماء آلية الاصابة بالجرح أو الخدش فيصبح موضع الاصابة ساخناً محمراً ومتورماً وموجعاً، هذا مايحصل لغلاف محور الخلية العصبية جراء تفاعل خلايا خاصة بالجهاز المناعي اسمها(T- Lymphocyts) في موضع اصابة الغلاف المايليني مؤدياً الى أضمحلاله ولعدة نقاط أو أجزاء ،
هذا الاضمحلال ينتج عنه أما تلكؤ أو خلل أو قطع في عملية أرسال وأستلام الايعازات العصبية، أذاً هو تفاعل ألتهابي يحصل في الدماغ وفي الحبل الشوكي.
لذا فأن أي خلل يصيب الاعصاب سواء مركزياً أو محيطياً ،سيؤدي الى خلل في الوظائف الحسية والحركية لذلك الجزء أو العضو الذي يزوده العصب المعطوب، وكذلك يؤدي الى تغير في سلوك ومزاج وتوازن المصاب فيما لو كانت الاصابة بالدماغ، اي لايوجد نموذج واحد لأعراض وعلامات هذا المرض وكذلك فهي غير ثابتة بالنسبة للمريض نفسه فقد تختفي بعض خواص المرض لتعود بعد فترة وجيزة ولكن بانتكاسة جديدة نتيجة المزيد من تلف الأعصاب وبنفس الوقت فعندما ينحسر التورم, فالخلايا التي لم تصب بشكل بليغ ولكنها لا تعمل بسبب الالتهاب والتورم، ستبدأ في العمل مرة ثانية ،ولهذا السبب يكون هناك شفاء ،كما يحصل بعض الاصلاح المحدود للخلايا العصبية المعطوبة من خلال أعادة بناء المايلين وخصوصاً في الاوقات المبكرة من الاصابة وبالتالي يشعر المريض بتحسن في حالته وغالباً ما تصاب خلايا أخرى لتعاود أعراض المرض مجدداً.
ولاحظ العلماء أن الحرارة تبطئ أنتقال الاشارات العصبية وكذلك فالنمط التغذوي للشخص يلعب دوراً مهماً في تهيئة الاجواء لتلك الأشارات.
يتضح ان ما يحصل من أذية للخلية العصبية له أسبابه ،وقد وضع العلماء عدة نظريات في سبيل الاقتراب من تحديد السبب او الاسباب ،وهي:ـ
1. النظرية الفايروسية ـ والتي تشير الى ان فايروس (أبشتين بار)هو الذي يدمر الغلاف الميلانيني.
2. النظرية الوراثية ـ والتي تشير الى بعض الموروثات الجينية هي التي تنقل المرض من الاباء الى الابناء, وفعلاً عثر العلماء على 16 موروثاً جينياً مشتركاً بين المصابين بهذا المرض.
3. النظرية البيئية ـ والتي تؤكد الى ان تأثير الشمس يلعب سبباً في الاصابة.
4. النظرية التغذوية ـ حيث تشير النظرية الى اختلاف بمستويات فايتمين D وفايتمين B.
ان الاصابة ممكنة الحدوث لأي عصب وفي اي جزء في الجسم لذا يمكن تصنيف
الاعراض والعلامات حسب العضو او الاعضاء المصابة:
العين:
غشاوة البصر،ازدواج الرؤيا ،التهاب العصب البصري ،رأرأة كرة العين.
الأتزان والحركة
فقدان التوازن, رعشة ,دوار ,تيبس وتقلص العضلات وتأثيرها على الحركة والمشي.
الحس والشعور
تنمل ,الشعور بالوخز ,الاحساس بالخدر ,الشعور بالحرقة في بعض الاماكن ,وفي بعض الأحيان فأن اعصاب الوجه تتأثر ,الشعور بتعب غير مسبوق ازاء بذل جهد بسيط جداً.
النطق
بطء النطق ,تلعثم الكلمات ,تغير الايقاع وصعوبة بالبلع.
الجهازين الهضمي والبولي
تكرار التبول والشعور بالتفريغ الجزئي للمثانة ولا ارادية التبول ،الامساك وعدم التحكم بالتبرز.
الحياة الجنسية
العجز الجنسي والخمول مع فقدان الاحساس الجنسي.
أخرى
حصول تلكؤ بالفهم والانفعال ,فقدان الذاكرة لفترة قصيرة وفقدان التركيز.
ان مجموع هذه التغيرات لاتحصل لدى مصاب واحد دفعة واحدة وكذلك لاتحصل لدى كل المرضى.
التشخيص
أولاًـ الاعراض والعلامات والتأريخ المرضي: رغم أن تجمع الاعراض لدى حالة واحدة ليس بالسهل ولكن متابعة الحالة والسجل المرضي للشخص ربما تكون مفتاحاً لتشخيص الحالة.
ثانياً ـ الفحوصات المختبرية وتشمل الرنين والمفراس ،تخطيط العضلات ،أشعة الصدروالتحاليل البايوكيمياوية الخاصة بالسائل الشوكي اضافة الى مستويات فايتميني D و B ،وكذلك تحليل نسبة أنزايم يُطلق عليه ACE ,
تحليل الاجسام المضادة لنواتات الخلايا ANA وكذلك تحليل الاجسام المضادة للدهون الفوسفاتية.
العلاج
• التعامل مع النوبات الحادة بواسطة الكورتيزون، تخفف قليلاً من النوبة وتقصّر مدتها.
• أستخدام مادة يفرزها الجسم في بعض انواع الالتهابات الفايروسية ويُطلق عليه ـ أنتيرفيرون نوع بيتا ـ فهو يقلل النوبات المتكررة ويخفف من شدتها وتطورها كما انه يقلل احتياج المريض الى المستشفى.
• العقار الحديث هو عقار (ناتاليزوماب) والذي قلل اصابة المخ بهذا المرض بشكل ملحوظ.
• هناك بحوث حديثة جداً حول أستخدام الخلايا الجذعية لعلاج هذا المرض ولم تنجز لحد الان.
موضوع هايل
تسلم ايدك
دائما مواضيعك مميزه
لا حرمنا من ابداعك
اختك ريموووو