العنب من أغنى الفواكه على الإطلاق فائدة ومردودا وإن له دور فعال في بناء الجسم وترميم أنسجته
يعتبر العنب من أقدم الفواكه بالتاريخ ، فكل 100غم عنب يحتوي على 75 وحدة حرارية و كل كوب عصير عنب يحتوي على 150 وحدة حرارية .
و العنب فاكهة قديمة قدم التاريخ نفسه ورد ذكره في التوراة والأساطير والقرآن الكريم وفي كثير من حكايات الأولين وكرس الإغريق القدماء إله من آلهتهم للخمر المصنوع أصلا من العنب ونسجت حوله وحول خمره حقائق وأوهام منذ بداية التاريخ ، لا يعرف بالضبط أين ظهر العنب ولكن من المعتقد أن آسيا الغربية هي الأقرب للاحتمال.
العنب في القرآن الكريم :
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) سورة النحل(67).
وقال تعالى : فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) سورة عبس .
فلقد ذكر الله سبحانه وتعالى العنب في مواضع عدة في كتابه الكريم في جملة نعمه التي انعم بها على عباده في هذه الدار وفي الآخرة وهو من أفضل الفواكه وأكثرها نفعا, وهو أحد الفواكه الثلاث التي هي ملوك الفواكه: العنب والرطب والتين .
يحتوي العنب على مواد سكرية وتبلغ قيمتها 15%، منها حوالي 7% جلوكوز ، وتزداد نسبته كلما نضجت الثمرة، ويعتبر الجلوكوز من أسهل المواد السكرية تركيبا وأسهلها هضما وامتصاصا وتمثيلا بالجسم.
وقد وجد أن تناول 100غرام من العنب يعطي الجسم كمية من الطاقة تعادل حوالي 75 سعرا حراريا، وترجع هذه الطاقة أساسا إلى احتراق وتمثيل المواد السكرية الموجودة بالعنب داخل الجسم. والعنب غني بالمواد السكرية التي يعتمد عليها الكبد اعتمادا كبيرا في تخزينها للاستفادة منها عند الحاجة إليها كالصيام مثلا. ويحتوي العنب كذلك على بروتينات 0.8% وعلى دهون 0.5% كما يحتوي على الأملاح مثل البوتاسيوم، الكالسيوم، الفوسفور والحديد.
وقشر العنب غني بفيتامين (ب) المركب الذي يدخل في عمليات حيوية كثيرة في جسم الإنسان وهو عامل مهم لسلامة الجهاز العصبي. وكذلك يحتوي العنب على كمية لا بأس بها من فيتامين (ج) الذي يحافظ على مناعة الجسم ويقلل من احتمالات اصابته بالمايكروبات والجراثيم .
والعنب مصدر غني بالألياف النباتية التي تمنع حدوث الإمساك وتنظم مستوى الجلوكوز والكولسترول بالجسم بل تحمي كذلك الجسم من الإصابة بمرض سرطان الأمعاء.
الاستخدامات الطبية والعلاجية للعنب:
1- علاج الإمساك وعسر الهضم: يستخدم العنب في علاج حالات الإمساك نظرا لتأثيره الملين على الأمعاء ولاحتوائه ألياف نباتية تعمل على تنبيه حركة الأمعاء.
2- العنب يحافظ على سلامة الكبد: نظرا لما يحتويه العنب من مواد سكرية (الجلوكوز) فإنه يساعد على حفظ سلامة الكبد وتنشيط وظائفه وزيادة إدراره من عصارة الصفراء
3- في علاج حالات احتباس البول: العنب يزيد من إدرار البول وبذلك يمكن استخدامه في علاج احتباس البول لتلافي الأخطار والأضرار المترتبة على ذلك، حيث قد يؤدي احتباس البول إلى زيادة مادة البولينا في الدم والتي تؤثر على الجهاز العصبي والمخ. كما يؤدي احتباس البول إلى زيادة تراكم الأملاح وتركيزها في المسالك البولية مما يساعد على تكوين الحصوات البولية.
4- في علاج مرض النقرس: يستخدم العنب في علاج مرض النقرس أو داء الملوك.. وهي حالة مرضية تنتج من زيادة حمض البوليك في الدم وهو احد نواتج مخلفات عملية التمثيل الغذائي وتترسب بلورات حمض البوليك في المفاصل خاصة مفصل الإصبع الكبير.
5- عصير العنب طارد للبلغم ومسكن للسعال: حيث أن العنب من الفواكه النافعة لأمراض الصدر فيعمل من عصيره مشروب ذو تأثير كبير ضد السعال وآفات الرئة
6- استخدام العنب في علاج التهابات اللثة والأسنان: يحتوي العنب على أحماض عضوية تساعد على تطهير اللثة ومقاومة البكتيريا، لذلك يمكن استخدام العنب لعلاج حالات تقرح اللثة.
7- إن تناول نصف كوب من عصير العنب ( ويستكمل الكوب بالماء الساخن) يعتبر من أفضل المشروبات الصحية التي تهدئ الأعصاب وتزيل الأرق وتساعد على النوم الهادئ.
8- إن تناول حوالي (1/2- 1)لتر من عصير العنب يوميا يساعد على إدرار البول وتطهير المعدة، والتخلص من حمض البوليك والتخلص من الإمساك وكذلك يساعد على علاج حالات البواسير وإذابة الحصى.
9- التخلص من السموم يشرب ثلاثة أكواب من عصير العنب يوميا بعد تناول الطعام بوقت طويل
الاستخدامات والفوائد الطبية للزبيب:
الزبيب هو العنب المجفف، ويحتفظ الزبيب بمعظم خواص العنب الطازج بل يمد الجسم بسعرات حرارية أكثر من العنب الطازج حيث يعطي 100 غرام من الزبيب 268 كيلو سعرا حراريا بينما يعطي 100غرام من العنب الطازج 68 كيلو سعر حراري فقط.
وفي الحالات التي لا تسمح بتناول العنب أو العصير يمكن الاعتماد على الزبيب، فهو كبديل عنها. ويؤخذ الزبيب في هذه الحالة كل ساعتين كما هو الحال في الغذاء بالعنب وللتغلب على الحلاوة الزائدة للزبيب المنقوع بالماء يمكن إضافة قليل من عصير الليمون إلى المنقوع.
ومما هو جدير بالذكر إن الزبيب المجرد من البذور منشط جدا ومقو، وفيه الخصائص اللازمة لتسكين الالام ويساعد على شفاء إمراض الصدر والقصبة الهوائية وكذلك يساعد على تنشيط الكبد ويعالج إمراض المسالك البولية .
حمية العنب :
في بعض المصحات الإيطالية والقبرصية وتحديدا في مدينة ليماسول تستعمل حمية العنب كوسيلة من وسائل تخفيف الوزن على أن لا تكون مصابا بالسكري ويمكن اتباع هذه الحمية بالمنزل بأن تتناول 3 كؤوس من عصيره يوميا وهو ما يعادل تقريبا 500 وحدة حرارية على أن يكون هذا العصير خالي من القشور والبذور وأن لا تتناول معه طعام آخر وتقول تقارير المشرفين على هذه المصحات أن اتباع هذه الحمية يخفف وزن الجسم نصف كيلوغرام يوميا على أن يتم تناول العصير بسرعة لأنه سريع التخمر .
إن من أشهر المناطق بزراعة الكرمة وانتاج العنب في الأردن هي منطقة عجلون والشوبك حيث تنتج أنواعا كثيرة من العنب اللذيذ ، أما في فلسطين فهناك العنب المشهور والشهي وهو ما يتغنى به الناس ( خليلي يا عنب ) أي في منطقة الخليل.
خلاصة القول :
إن العنب من أغنى الفواكه على الإطلاق فائدة ومردودا وإن له دور فعال في بناء الجسم وترميم أنسجته وإنه مفيد للرياضيين والعمال اللذين يعملون بمشقة يعينهم على استعادة قواهم ومرونة عضلاتهم وطاقاتهم بسرعة فائقة ، وهذه الخصائص تنطبق على عصير العنب الطازج فقط أما العصير الجاهز المعلب فهو لا يحتوي على أكثر من 20% من عصارة العنب مضافا إليه الماء والسكر والألوان والنكهات الصناعية وما أدراك ما هذه النكهات والألوان .