الانسان مخلوق ثلاثي الابعاد والتكوين ، فهو روح ونفس وجسد ، وهذه المكونات الثلاث لاتتجزأ في الكائن الحي الا بالوفاة . فالروح هو مصدر الحياة وسره الازلي الذي لا يعرف الانسان عنه اي شئ ، سوى ان انه صادر من الله خالق الاجساد ونافخ الروح فيها لتحيا .
المكون الثاني في الانسان هو النفس ، والثالث هو الجسد .
لنترك الروح وشأنها للخالق الذي ابدعها وانشأها ، ولنتكلم عن ماهية النفس وعلاقتها بالجسد .
النفس ومركزها الدماغ ، والاخير هو المسيطر على كل فعاليات الجسد النفسية والحركية والسلوكية .
فالنفس هي طبيعة الانسان وانفعالاتها تجاه الشخص ذاته او تجاه الاخرين المحيطين به .
فمن علامات النفس وانفعالاتها هي الفرح ، الحزن، الغضب ، الانفعال العصبي، الانطواء، الكرم ، البخل ، الحب ، الزعل، الحقد ، حب الانتقام ، و غيرها .
هذه الانفعالات لادخل للروح ولا للجسد في خلقها او تنفيذها ، بل هي انفعالات داخلية تنعكس على تصرف الانسان سلبا او ايجابا . وهي تتاثر بالوراثة العائلية و بالتربية والبيئة التي ينشأ فيها الانسان منذ طفولته .
اما المكون الثالث للانسان فهو الجسد . الذي يتكون من الهيكل العظمي والانسجة والعظلات والاعضاء المتخصصة كجهاز الدوران (القلب والدم ) وجهاز التنفس ( الرئتان ) وجهاز الهضم
( المعدة والامعاء ) وجهاز الافراغ ( الكلى والمثانة ) وغيرها من اجهزة الجسم المختلفة .
اضافة الى الحواس الخمسة واعضائها كاالعين والانف واللسان والاذن والجلد .
يوجد تناغم وانسجام وترابط تام بين النفس ومركزها الدماغ بكافة اجزاءه وانسجته المتخصصة وبين اعضاء الجسد المختلفة . فالنفس الفرحة ، المرحة والمنفتحة تمنح صاحبها الصحة والعافية وطول العمر .و تزيد من قدرته على مقاومة الامراض .
والنفس الحزينة ، الكئيبة والمنطوية ، تجلب الامراض النفسية والعضوية على صاحبها .
الضغط النفسي والعصبي، والهموم الحياتية ، والتوتر النفسي والعصبي والغضب المستمرتقلل وتضعف مناعة الجسم ضد الامراض ، حتى يصبح فريسة سهلة للبكتريا والفايروسات .
ان تفاقم الحالة النفسية سوءً ، يؤدي الى نشاط البكتريا والميكروبات والفايروسات بعد فقدان المناعة الذاتية للجسم . فتنشط بافراز سمومها لتفتك بالجسد واعضاءه المختلفة ، وتعطل عملها الطبيعي ، فتظهر اعراض الامراض النفسية اولا ، كالكآبة ، والانطواء ، والتوتر العصبي ، وبعد فترة من الزمن – ان لم تعالج وتزول مسبباتها – تتحول من امراض نفسية الى امراض عضوية تفتك بصحة الجسد. فتظهر اعراض جديدة لهذه الامراض العضوية ويصاب الجسد بأمراض فتاكة مثل ارتفاع ضغط الدم ، الذبحة الصدرية، السكري ، قرحات المعدة والاثني عشري والقولون العصبي ، والاكزيما الجلدية وداء الصدفية وغيرها الكثير من الامراض العضوية ذات المنشأ النفسي والعصبي . كما تنهار المناعة الذاتية للجسد فيحدث ان تهاجم خلايا المناعة الدفاعية الخلايا والانسجة السليمة بالجسد وتفتك بها معتقدة انها اجسام غريبة غازية ، حيث تفقد القدرة على التعرف عليها. وتبدأ بمهاجمتها ومعاملتها كعدو غريب .وهذا ما اطلق عليه العلماء اسم امراض المناعة الذاتية .
خلاصة القول ان الحالة النفسية للانسان هي المسيطرة والمسؤولة عن صحة الانسان ونشاطه وفعاليات وسلامة اعضاءه الداخلية وسلوكه مع الاخرين ، وان الاصابة بالكثير من الامراض العضوية يعود سببها الى الامراض النفسية ، وتسمى الامراض النفسجسمية .
فالابتعاد عن الغضب والتوتر العصبي والعيش حياة هادئه ، والانطلاق نحو الطبيعة وتناول المواد الغذائية الحاوية على الخضروات والفواكه ،والاكثار م شرب الماء والسوائل والتقليل من تناول اللحوم والدهنيات والسكريات وعدم الاكثار من شرب القهوة والشاي والابتعاد عن تناول المخدرات والكحول ، والتقليل من تناول الادوية و عدم التعرض لمصادر الاشعاعات والمواد الكيمياوية ،والنوم ساعات تكفي الجسم ، كلها وسائل وقائية تحمي النفس والجسد من خطر الاصابة بالامراض وتمنح الانسان الصحة والعافية وطول العمر .