لا امتلك من الظروف ما تدفع إلى النجاح.
فالطالب تكلمه عن النجاح يرد عليك:
ليس عندي مكان خاص بي مريح و مناسب للمذاكرة.
و الموظف تكلمه عن النجاح و الرقي يقول لك:
مديري عقبة في طريقي.
و المدير تكلمه عن نجاح شركته،
يتأسف على مجموعة الموظفين الفاشلين الذين يحيطون به.
و الأم تكلمها عن تربية أبناءها تقول:
أبوهم غير متعاون.
و الأب تكلمه عن إدارة بيته و ضبطه في الطريق إلى الخير
يتحسر على الظروف التي لا تساعده و على الزوجة المعوقة.
و عندما تحدث الشباب عن المساجد و الصلاة و العلاقة بالله
يصرخون فيك ألا ترى الفتن من حولنا.
و عندما تكلم من حولك عن الرشوة و الأمانة و الصدق
الكل يتحجج بالظروف و الناس و الحياة.
هذه النوعية من الردود هي ترجمة لكلمة واحدة تعبر عن أصحابها و هي الفشل.
( د. أكرم رضا من كتابه إدارة الذات ).
فكيف يمكن للمرء أن يتخطى كل هذا، بحيث لا يبرر فشله بأحد أو بأشياء غيره.
و أنا هنا لا أنكر أثر الظروف المحيط بنا على إعاقتنا و تحقيق النجاح بقدر ما أنكر على المرء أن يعلق أخطاءه و فشله على شماعة الآخرين.
و السر هنا يمكن فينا إذ يقول الله سبحانه و تعالى ( و في أنفسكم أفلا تبصرون ). الآية 21 الذاريات.
نعم الحل في أنفسنا أولاً و آخراً، و بمعنى دقيق في ذواتنا، و بمعنى أدق في إدارة الذات.
فالإدارة تعني:
و الذات هي كل ما تنعم به من نعم ظاهرة و باطنة سواء مادية أو معنوية، فالمادية كالمال و غيره و المعنوية كالمشاعر و الأفكار و غيرهما.
فإدارة الذات هي القدرة على توجيه المشاعر و الأفكار نحو الأهداف التي تصبو إلى تحقيقها.
و إذا ما علمنا هذا جيداً يجب أن نعلم أن ألد أعداء النجاح هو العجز و لذا حذرنا رسول الله منه في الحديث الذي رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه عندما قال: صلى الله عليه و سلم فيه: ( احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ ) و هذا جزء من الحديث الذي رواه مسلم.
و لله ذر المتنبي عندما قال في هذا الباب:
ولم أرَ في عيوب الناس عيباً ×× كنقص القادرين على التمام