• تشير بعض الدراسات إلى أن السمنة قد تكون السبب وراء البلوغ المبكر
وأظهرت التحاليل الطبية التي أجريت لها وهي في الخامسة من العمر، انها امرأة كاملة من الناحية الجسمية . وفي عام 1939 ولدت طفلها جراء عملية قيصرية، وكان وزنه 2,7 كيلوغرام. ابنها تربى وهو يعتقد انها اخته الكبرى، حتى بلغ العشر سنوات من عمره. وعاش صحيحا حتى بلغ اربعين عاماً، ومات مصاباً بمرض Bone Marrow. فما الذي جرى؟
في منتصف القرن الثامن عشر كانت الفتاة الاوروبية تصل للبلوغ الجنسي، ويحدث لديها الطمث للمرة الاولى عندما تبلغ السابعة عشرة في المتوسط، في حين ان ذلك يحدث اليوم عندما تبلغ الثالثة عشرة من العمر. وحتى النهود اصبحت تظهر في عمر مبكر. وفي السنوات الخمس عشرة الأخيرة اصبح الصدر يبدأ في البزوغ، في المتوسط، ابكر بسنة كاملة، اي قبل ان تبلغ الفتاة العشر سنوات من العمر. وهذه الارقام ظهرت في بحث دانماركي جرى عام 2024. وعلى الرغم من ان النضوج الجنسي للاولاد الذكور ليس بالسرعة نفسها، غير ان المعطيات تشير الى انهم ايضا اصبحوا يبلغون ابكر من السابق.
في دراسة أجريت عام 2024 على 463 ولداً في مدينة "كوبنهاجن" السويدية أظهرت ان هؤلاء بلغوا النضوج الجنسي قبل اربعة اشهر ابكر من المعتاد. وفي دراسة أخرى جرت في بلغاريا عام 2024 اظهرت ان الاولاد بلغوا النضوج ابكر بسنة كاملة، مقارنة مع دراسة أخرى جرت قبل ثلاثين سنة مضت.
الباحثون قاموا بقياس طول الخصيات لدى 6200 ولد تتراوح أعمارهم بين 0 و 19 سنة، واكتشفوا انها تبدأ بالكبر في عمر التاسعة، وهي الاشارة الاولى على بدء عملية البلوغ والدخول في المراهقة لدى الاولاد الذين شاركوا في دراسة مماثلة في عام 1980 بدأت زيادة في طول الخصيات تحدث في عمر الثالثة عشرة.
في دراسة أجريت عام 2024 على 463 ولداً في مدينة "كوبنهاجن" السويدية أظهرت ان هؤلاء بلغوا النضوج الجنسي قبل اربعة اشهر ابكر من المعتاد. وفي دراسة أخرى جرت في بلغاريا عام 2024 اظهرت ان الاولاد بلغوا النضوج ابكر بسنة كاملة، مقارنة مع دراسة أخرى جرت قبل ثلاثين سنة مضت.
الباحثون قاموا بقياس طول الخصيات لدى 6200 ولد تتراوح أعمارهم بين 0 و 19 سنة، واكتشفوا انها تبدأ بالكبر في عمر التاسعة، وهي الاشارة الاولى على بدء عملية البلوغ والدخول في المراهقة لدى الاولاد الذين شاركوا في دراسة مماثلة في عام 1980 بدأت زيادة في طول الخصيات تحدث في عمر الثالثة عشرة.
جسم البالغين وعقل الاطفال
هذا الانتقال الجنسي المبكر الذي جرى توثيقه لدى الاطفال جلب القلق للمختصين، لأن هذا الانتقال الفيزيائي لا يتوافق مع سرعة نضوج عقلي واجتماعي مماثل. وهذا الأمر يمكن ان يحمل في طياته المشاكل عندما يحتاج الطفل والطفلة الى تغيير نمط سلوكهم لتتوافق مع الضوابط الاجتماعية التي تحكمها قواعد مختلفة عن قواعد الطفولة التي لا زال الطفل فيها عقليا.
وأظهرت أبحاث مختلفة انه كلما بلغت الفتاة النضوج الجنسي أبكر كلما ازداد احتمال نشوء مرض الكآبة والصراع النفسي لديها. وعند كلا الجنسين، في حال البلوغ المبكر، يزداد لديهم احتمال تعلم التدخين والعادات الضارة او القيام بأنشطة إجرامية، أو البدء بممارسة الجنس مبكراً أو الاضطرار الى الانحراف الجنسي في حالة العزل بين الجنسين.
وإضافة الى ذلك تترتب نتائج مضرة للصحة عند البلوغ المبكر. ففي دراسة نرويجية من جامعة "بيرغين وترومسو" نشرت نتائجها عام 2024 تابع الباحثون خلالها 60 الف امرأة على مدى 40 سنة، جميعهن صرحن بأوقات بلوغهن عند بدء الدراسة. وظهر ان مقابل كل تبكير بمقدار سنة في الوصول الى البلوغ يزداد احتمال الموت بمقدار 2,4 بالمئة. المرأة التي حدثت عادتها الشهرية للمرة الاولى قبل سن الثالثة عشرة يزداد احتمال موتها بالسرطان وأمراض القلب او السكتة الدماغية او حوادث اخرى بمقدار 12 بالمئة، بالمقارنة مع النساء اللواتي حدثت لديهن أول عادة شهرية بعد بلوغ السابعة عشرة من أعمارهن.
البحث النرويجي لا يقدم اي تفسير للأسباب التي تقف خلف هذه النتائج، ولكن ابحاث اخرى اظهرت احتمالات ان البلوغ المبكر يرافقه ارتفاع في خطورة الاصابة بسرطان الثدي أو سرطان الرحم. وايضا جرت ملاحظة زيادة احتمال نشوء مرض السمنة لاحقا، غير ان هذا الاستنتاج الأخير جرى التشكيك فيه، وعلى الأرجح الأمر على العكس، اي ان الاصابة بالسمنة في الطفولة يمكن ان يؤدي الى حصول البلوغ المبكر.
هذا الانتقال الجنسي المبكر الذي جرى توثيقه لدى الاطفال جلب القلق للمختصين، لأن هذا الانتقال الفيزيائي لا يتوافق مع سرعة نضوج عقلي واجتماعي مماثل. وهذا الأمر يمكن ان يحمل في طياته المشاكل عندما يحتاج الطفل والطفلة الى تغيير نمط سلوكهم لتتوافق مع الضوابط الاجتماعية التي تحكمها قواعد مختلفة عن قواعد الطفولة التي لا زال الطفل فيها عقليا.
وأظهرت أبحاث مختلفة انه كلما بلغت الفتاة النضوج الجنسي أبكر كلما ازداد احتمال نشوء مرض الكآبة والصراع النفسي لديها. وعند كلا الجنسين، في حال البلوغ المبكر، يزداد لديهم احتمال تعلم التدخين والعادات الضارة او القيام بأنشطة إجرامية، أو البدء بممارسة الجنس مبكراً أو الاضطرار الى الانحراف الجنسي في حالة العزل بين الجنسين.
وإضافة الى ذلك تترتب نتائج مضرة للصحة عند البلوغ المبكر. ففي دراسة نرويجية من جامعة "بيرغين وترومسو" نشرت نتائجها عام 2024 تابع الباحثون خلالها 60 الف امرأة على مدى 40 سنة، جميعهن صرحن بأوقات بلوغهن عند بدء الدراسة. وظهر ان مقابل كل تبكير بمقدار سنة في الوصول الى البلوغ يزداد احتمال الموت بمقدار 2,4 بالمئة. المرأة التي حدثت عادتها الشهرية للمرة الاولى قبل سن الثالثة عشرة يزداد احتمال موتها بالسرطان وأمراض القلب او السكتة الدماغية او حوادث اخرى بمقدار 12 بالمئة، بالمقارنة مع النساء اللواتي حدثت لديهن أول عادة شهرية بعد بلوغ السابعة عشرة من أعمارهن.
البحث النرويجي لا يقدم اي تفسير للأسباب التي تقف خلف هذه النتائج، ولكن ابحاث اخرى اظهرت احتمالات ان البلوغ المبكر يرافقه ارتفاع في خطورة الاصابة بسرطان الثدي أو سرطان الرحم. وايضا جرت ملاحظة زيادة احتمال نشوء مرض السمنة لاحقا، غير ان هذا الاستنتاج الأخير جرى التشكيك فيه، وعلى الأرجح الأمر على العكس، اي ان الاصابة بالسمنة في الطفولة يمكن ان يؤدي الى حصول البلوغ المبكر.
الفقراء يتأخر لديهم البلوغ
للوهلة الاولى يبدو من المنطقي ان الكثير من الاطفال الشبعانين حتى التخمة، وبالتالي اوزانهم اعلى من المعدل، ينمون بسرعة اكبر من الاطفال النحاف، او ذوي التغذية السيئة.. والسبب ببساطة هو ان اطفال الاغنياء يحصلون على طاقة غذائية اكبر قادرة على تزويد عامل النمو بحاجاته.
غير ان تحاليل علمية جرت عام 2024 من قبل علماء من بلجيكا والدانمارك وفنلندا، اضافت اطيافاً اخرى، حيث ظهر أن الاطفال يبدأون التحول الى النضوج الجنسي المبكر إذا كانوا يعيشون وضعا اقتصاديا مستقرا خلال فترة نموهم. وظهر أن مرحلة البلوغ الجنسي في العالم النامي، على العموم، تحدث في اعمار اعلى نسبياً، مقارنة مع العالم المتقدم او الغني. والاختلافات الاجتماعية في بلدان مثل الهند والكاميرون وافريقيا الجنوبية تؤخر البلوغ الجنسي، عادة لمدة سنة واحدة، وفي بعض الحالات يصل الفرق الى الثلاث سنوات.
للوهلة الاولى يبدو من المنطقي ان الكثير من الاطفال الشبعانين حتى التخمة، وبالتالي اوزانهم اعلى من المعدل، ينمون بسرعة اكبر من الاطفال النحاف، او ذوي التغذية السيئة.. والسبب ببساطة هو ان اطفال الاغنياء يحصلون على طاقة غذائية اكبر قادرة على تزويد عامل النمو بحاجاته.
غير ان تحاليل علمية جرت عام 2024 من قبل علماء من بلجيكا والدانمارك وفنلندا، اضافت اطيافاً اخرى، حيث ظهر أن الاطفال يبدأون التحول الى النضوج الجنسي المبكر إذا كانوا يعيشون وضعا اقتصاديا مستقرا خلال فترة نموهم. وظهر أن مرحلة البلوغ الجنسي في العالم النامي، على العموم، تحدث في اعمار اعلى نسبياً، مقارنة مع العالم المتقدم او الغني. والاختلافات الاجتماعية في بلدان مثل الهند والكاميرون وافريقيا الجنوبية تؤخر البلوغ الجنسي، عادة لمدة سنة واحدة، وفي بعض الحالات يصل الفرق الى الثلاث سنوات.
دور وباء مرض السمنة
على خلفية هذه النظرية التي تتحدث عن دور التغذية في تخفيض سن البلوغ، يفسر الخبراء هذه القفزة الكبيرة في انخفاض سن البلوغ الجماعي، الذي بدأ في ستينات القرن الماضي ولا زال مستمرا حتى الآن. في هذه الفترة ارتفع مستوى المعيشة كثيرا في البلدان المتقدمة وبلدان النفط، وفي الوقت ذاته انخفض سن حدوث اول طمث عند الفتيات بحيث انه في الولايات المتحدة والنرويج وفنلندا على سبيل المثال نقص معدل العمر المطلوب للوصول الى اول الطمث بمقدار 0,3 سنة كل عشر سنوات. بعد ذلك جاء عهد اصبح مستوى المعيشة العالي فيه مستقراً، ومعدل عمر البلوغ عند الفتيات اصبح يتناقص الآن بمقدار 0,1 في السنة. غير ان هذا التنافص البطيء في معدل العمر لبلوغ النضوج الجنسي لايبدو ان بالامكان الاكتفاء بتفسيره من خلال استمرار تحسن مستوى المعيشة والصحة الأمر الذي أجبر الخبراء على البحث عن تفسيرات اخرى لهذه الظاهرة المقلقة لدى الاولاد والبنات على السواء.
العديد من الدراسات تشير الى ان وباء السمنة يمكن ان يكون مسؤول جزئيا عن بلوغ الاطفال المبكر. المختص Anders Juul وزملاؤه في المستشفى الحكومي في كوبنهاجن اجروا ابحاثاً حول البلوغ المبكر على مدى بضع سنوات. وأشاروا في دراسة نشروها عام 2024 الى وجود علاقة محددة بين البلوغ الجنسي وحجم الجسم القياسي (body mass index, BMI)، وهو مقياس لقياس السمنة المرضية. ومن خلال قياس متواتر لحجم الخصيات عند 1528 صبياً على مدى ثلاث سنوات (1991-1993) ثم (2019-2019) اكتشفوا ان الصبيان خلال الخمس عشرة سنة نقص معدل الوصول الى سن البلوغ لديهم بمقدار نصف سنة. وأظهرت التحاليل ان هذا البلوغ المبكر يمكن تفسيره احصائيا من خلال العلاقة مع حجم الجسم القياسي. وهناك ابحاث دولية اخرى توصلت الى النتائج نفسها.
على خلفية هذه النظرية التي تتحدث عن دور التغذية في تخفيض سن البلوغ، يفسر الخبراء هذه القفزة الكبيرة في انخفاض سن البلوغ الجماعي، الذي بدأ في ستينات القرن الماضي ولا زال مستمرا حتى الآن. في هذه الفترة ارتفع مستوى المعيشة كثيرا في البلدان المتقدمة وبلدان النفط، وفي الوقت ذاته انخفض سن حدوث اول طمث عند الفتيات بحيث انه في الولايات المتحدة والنرويج وفنلندا على سبيل المثال نقص معدل العمر المطلوب للوصول الى اول الطمث بمقدار 0,3 سنة كل عشر سنوات. بعد ذلك جاء عهد اصبح مستوى المعيشة العالي فيه مستقراً، ومعدل عمر البلوغ عند الفتيات اصبح يتناقص الآن بمقدار 0,1 في السنة. غير ان هذا التنافص البطيء في معدل العمر لبلوغ النضوج الجنسي لايبدو ان بالامكان الاكتفاء بتفسيره من خلال استمرار تحسن مستوى المعيشة والصحة الأمر الذي أجبر الخبراء على البحث عن تفسيرات اخرى لهذه الظاهرة المقلقة لدى الاولاد والبنات على السواء.
العديد من الدراسات تشير الى ان وباء السمنة يمكن ان يكون مسؤول جزئيا عن بلوغ الاطفال المبكر. المختص Anders Juul وزملاؤه في المستشفى الحكومي في كوبنهاجن اجروا ابحاثاً حول البلوغ المبكر على مدى بضع سنوات. وأشاروا في دراسة نشروها عام 2024 الى وجود علاقة محددة بين البلوغ الجنسي وحجم الجسم القياسي (body mass index, BMI)، وهو مقياس لقياس السمنة المرضية. ومن خلال قياس متواتر لحجم الخصيات عند 1528 صبياً على مدى ثلاث سنوات (1991-1993) ثم (2019-2019) اكتشفوا ان الصبيان خلال الخمس عشرة سنة نقص معدل الوصول الى سن البلوغ لديهم بمقدار نصف سنة. وأظهرت التحاليل ان هذا البلوغ المبكر يمكن تفسيره احصائيا من خلال العلاقة مع حجم الجسم القياسي. وهناك ابحاث دولية اخرى توصلت الى النتائج نفسها.
الكيمياء غيرت التوازن الهرموني
من الناحية البيولوجية ليس من المستهجن وجود علاقة بين البلوغ الجنسي وحجم الجسم القياسي، لكون مخازن الدهون في الجسم تؤثر في الإنتاج الهرموني الذي بدوره يلعب دوراً حاسماً في إطلاق عملية البلوغ الجنسي. وتشير مؤشرات اخرى الى ان ارتفاع الوزن الكبير، حتى منذ عمر الرضاعة، يمكن ان يؤثر في التوازن الهرموني بطريقة تبقى مدى الحياة وتؤدي الى البلوغ المبكر.
وتثير نظرية اخرى الانتباه، فهي تتحدث الآن عن تأثير استفزازي ومُعيق للوظائف الطبيعية لعمل الهرمون من مواد قادمة من التلوث البيئي، مثل مواد الوقاية الكيماوية المستخدمة في الزراعة (د.د.ت)، او مواد تضاف للبلاستيك لمنع سرعة احتراقه مثل الفتالات والبيسفينول (أ). وهذه المواد تؤثر في الوظائف الطبيعية للهرمونات او تتدخل في عملية انتاج الهرمون أو من خلال تغير حساسية الألياف للتأثر بالهرمونات.
من الناحية البيولوجية ليس من المستهجن وجود علاقة بين البلوغ الجنسي وحجم الجسم القياسي، لكون مخازن الدهون في الجسم تؤثر في الإنتاج الهرموني الذي بدوره يلعب دوراً حاسماً في إطلاق عملية البلوغ الجنسي. وتشير مؤشرات اخرى الى ان ارتفاع الوزن الكبير، حتى منذ عمر الرضاعة، يمكن ان يؤثر في التوازن الهرموني بطريقة تبقى مدى الحياة وتؤدي الى البلوغ المبكر.
وتثير نظرية اخرى الانتباه، فهي تتحدث الآن عن تأثير استفزازي ومُعيق للوظائف الطبيعية لعمل الهرمون من مواد قادمة من التلوث البيئي، مثل مواد الوقاية الكيماوية المستخدمة في الزراعة (د.د.ت)، او مواد تضاف للبلاستيك لمنع سرعة احتراقه مثل الفتالات والبيسفينول (أ). وهذه المواد تؤثر في الوظائف الطبيعية للهرمونات او تتدخل في عملية انتاج الهرمون أو من خلال تغير حساسية الألياف للتأثر بالهرمونات.
الباحثون يستدرجون البلوغ المبكر
أظهرت التجارب على الحيوانات ان المواد المُعيقة لعمل الهرمون قادرة على ان تسرّع عملية البلوغ. الباحثة البلجيكية Jean-Pierre Bourguignon اظهرت عامي 2024 و 2024 ان كميات صغيرة من DDT جعلت صغار الجرذان يزيدون انتاجهم من هرمون GnRH، ما أدى الى نضوجهم الجنسي بشكل مبكر عن المعتاد. وفي عام 2024 استطاعت الباحثة Heather Patisaul من جامعة نورث كارولينا الأمريكية استعراض تأثير مادة bisfenol A على الهيبوتالاموس في مركز الدماغ عند حديثي الولادة من الجرذان بحيث يحفز البلوغ الجنسي المبكر عندهم.
ومع ذلك من الصعب معرفة دور المواد المُعيقة التي تربك عمل الهرمون بسبب كثرتها ولكون كل واحد منها يؤثر بطريقة مختلفة. الدانماركي Anders Juul وزملاؤه يعتقدون ان المواد المربكة تلعب دورا كبيرا. واحدى حججهم جاءت من بحث أجري عام 2024 وفيه يشيرون الى ان السنوات الأخيرة شهدت تطوراً في العلاقة ما بين العمر وبزوغ الصدر وحدوث الطمث لدى الفتيات الدانماركيات. وخلال خمسة عشر عاما اصبح الصدر ينمو بسنة كاملة ابكر، في حين ان الطمث تقدم بمقدار 0,3 سنة فقط.
وهذا الأمر يمكن ان يكون بسبب المواد المُعيقة، التي غالباً يكون لها تأثير مشابه لتأثير الاستروجين الذي يؤثر في نمو الثديين. غير ان الأستروجين وحده غير قادر على بعث عملية نمو الشعر المصاحبة للنضوج الجنسي وعملية الطمث. ومن اجل بعث هذه العمليات لا بد من هرمونات اخرى. وحسب هذه النظرية يكون الصدر هو المرحلة الاولى من النضوج الجنسي، كونه وحده المتأثر من الاختلال الهرموني، بسبب تأثير المواد المُعيقة، في حين ان المراحل التالية، مثل الطمث، تتأثر بمستوى اقل.
وتعدد المراحل في عملية النضوج الجنسي يخلق صعوبات للباحثين في مقارنة النتائج بين مختلف الدراسات، لمعرفة اي من المراحل اصبحت ابكر زمنيا. والمشكلة هنا أنه لايوجد تعريف نهائي متفق عليه لبداية مرحلة المراهقة، ولهذا السبب ينطلق بعض الدراسات من لحظة نمو الصدر لدى الفتيات، في حين ان البعض الآخر ينطلق من الطمث الاول الذي يحدث بعد ثلاث سنوات من بدء نمو الصدر.
وعند الأولاد تكون زيادة حجم الخصيات العلامة الأولى على بدء عملية البلوغ، في حين ان البلوغ الجنسي نفسه يحدث بعد سنتين او ثلاث سنوات. وحتى طرق التقويم يمكن ان تختلف داخلياً. مثلاً البعض ينطلق من تقويم شكل النهود، في حين ان البعض الآخر يفحص الأمر بتعمق اكبر للتفريق بين النهود الحقيقية والأكياس الدهنية الصغيرة.
أظهرت التجارب على الحيوانات ان المواد المُعيقة لعمل الهرمون قادرة على ان تسرّع عملية البلوغ. الباحثة البلجيكية Jean-Pierre Bourguignon اظهرت عامي 2024 و 2024 ان كميات صغيرة من DDT جعلت صغار الجرذان يزيدون انتاجهم من هرمون GnRH، ما أدى الى نضوجهم الجنسي بشكل مبكر عن المعتاد. وفي عام 2024 استطاعت الباحثة Heather Patisaul من جامعة نورث كارولينا الأمريكية استعراض تأثير مادة bisfenol A على الهيبوتالاموس في مركز الدماغ عند حديثي الولادة من الجرذان بحيث يحفز البلوغ الجنسي المبكر عندهم.
ومع ذلك من الصعب معرفة دور المواد المُعيقة التي تربك عمل الهرمون بسبب كثرتها ولكون كل واحد منها يؤثر بطريقة مختلفة. الدانماركي Anders Juul وزملاؤه يعتقدون ان المواد المربكة تلعب دورا كبيرا. واحدى حججهم جاءت من بحث أجري عام 2024 وفيه يشيرون الى ان السنوات الأخيرة شهدت تطوراً في العلاقة ما بين العمر وبزوغ الصدر وحدوث الطمث لدى الفتيات الدانماركيات. وخلال خمسة عشر عاما اصبح الصدر ينمو بسنة كاملة ابكر، في حين ان الطمث تقدم بمقدار 0,3 سنة فقط.
وهذا الأمر يمكن ان يكون بسبب المواد المُعيقة، التي غالباً يكون لها تأثير مشابه لتأثير الاستروجين الذي يؤثر في نمو الثديين. غير ان الأستروجين وحده غير قادر على بعث عملية نمو الشعر المصاحبة للنضوج الجنسي وعملية الطمث. ومن اجل بعث هذه العمليات لا بد من هرمونات اخرى. وحسب هذه النظرية يكون الصدر هو المرحلة الاولى من النضوج الجنسي، كونه وحده المتأثر من الاختلال الهرموني، بسبب تأثير المواد المُعيقة، في حين ان المراحل التالية، مثل الطمث، تتأثر بمستوى اقل.
وتعدد المراحل في عملية النضوج الجنسي يخلق صعوبات للباحثين في مقارنة النتائج بين مختلف الدراسات، لمعرفة اي من المراحل اصبحت ابكر زمنيا. والمشكلة هنا أنه لايوجد تعريف نهائي متفق عليه لبداية مرحلة المراهقة، ولهذا السبب ينطلق بعض الدراسات من لحظة نمو الصدر لدى الفتيات، في حين ان البعض الآخر ينطلق من الطمث الاول الذي يحدث بعد ثلاث سنوات من بدء نمو الصدر.
وعند الأولاد تكون زيادة حجم الخصيات العلامة الأولى على بدء عملية البلوغ، في حين ان البلوغ الجنسي نفسه يحدث بعد سنتين او ثلاث سنوات. وحتى طرق التقويم يمكن ان تختلف داخلياً. مثلاً البعض ينطلق من تقويم شكل النهود، في حين ان البعض الآخر يفحص الأمر بتعمق اكبر للتفريق بين النهود الحقيقية والأكياس الدهنية الصغيرة.
تأثير العائلة على البلوغ المبكر
البلوغ المبكر يمكن ان يشكل عبئاً اجتماعياً على الطفلة/ الطفل، وفي الوقت ذاته فإن العلاقات الاجتماعية يمكن ان يكون لها تأثير على بداية عملية البلوغ. فمنذ أكثر من عقدين لاحظ الباحث الامريكي Jay Belsky من جامعة بنسلفانيا ان الاطفال الذين يعانون من مشاكل في بيئة العائلة يبدأون بالنضوج الجنسي، كردة فعل بيولوجي طبيعي. وهذا يحدث كنتيجة على تغييرات هرمونية تظهر بفعل التوتر النفسي. وهذه النظرية تعرضت للنقد الواسع، غير ان بحثين أجريا في عامي 2024 و 2024 دعمتا هذا الاستنتاج. وقد أجريت الأبحاث على 8000 طفل من الولايات المتحدة وبريطانيا وأظهرت ان الفتيات اللواتي لا يعشن مع آبائهن البيلوجيين ظهر لديهن الطمث مبكرا. والاولاد الذكور في الوضع نفسه ايضا بلغوا جنسيا مبكرين. ووجود زوج أم في البيت لم يكن له اي تأثير على الوضعية. والمفاجأة انه لا يوجد اي تأثير على الاطفال في هذا المضمار، إذا كانوا يسكنون مع أمهم في بيت واحد ام لا.
البلوغ المبكر يمكن ان يشكل عبئاً اجتماعياً على الطفلة/ الطفل، وفي الوقت ذاته فإن العلاقات الاجتماعية يمكن ان يكون لها تأثير على بداية عملية البلوغ. فمنذ أكثر من عقدين لاحظ الباحث الامريكي Jay Belsky من جامعة بنسلفانيا ان الاطفال الذين يعانون من مشاكل في بيئة العائلة يبدأون بالنضوج الجنسي، كردة فعل بيولوجي طبيعي. وهذا يحدث كنتيجة على تغييرات هرمونية تظهر بفعل التوتر النفسي. وهذه النظرية تعرضت للنقد الواسع، غير ان بحثين أجريا في عامي 2024 و 2024 دعمتا هذا الاستنتاج. وقد أجريت الأبحاث على 8000 طفل من الولايات المتحدة وبريطانيا وأظهرت ان الفتيات اللواتي لا يعشن مع آبائهن البيلوجيين ظهر لديهن الطمث مبكرا. والاولاد الذكور في الوضع نفسه ايضا بلغوا جنسيا مبكرين. ووجود زوج أم في البيت لم يكن له اي تأثير على الوضعية. والمفاجأة انه لا يوجد اي تأثير على الاطفال في هذا المضمار، إذا كانوا يسكنون مع أمهم في بيت واحد ام لا.
نتائج مفاجأة
غير ان بحث جديد أجري عام 2024 قامت به Julianna Deardoff من جامعة كاليفورنيا توصل الى ان غياب الأب يمكن ان يعجل البلوغ الجنسي عند الاطفال. واكتشفت الباحثة ان غياب الأب يملك اهمية فقط إذا كان دخل الام عالياً. المختصون غير قادرين على تفسير هذا الأمر غير المتوقع، ولكن الاعتقاد السائد هو ان العوائل ذات الدخل المنخفض متعددة على طلب المساعدة من الأقارب والأصدقاء في حين ان العوائل الغنية تعاني من معاناة إجتماعية اشد في حال غياب الأب.
وكلما تعددت الأبحاث للوصول الى جواب عن اسباب تناقص الفترة المؤدية الى البلوغ الجنسي، كلما اتضح اكثر ان العملية تتحكم بها مجموعة من العوامل، التي تعتمد بعضها على بعض. لهذا السبب لا زال من غير الممكن الآن إعطاء اجابة مبسطة لهذه الظاهرة. وايضا لا زال من غير الممكن التنبؤ بما سيكون عليه حال سرعة النضوج الجنسي في المستقبل. وإذا استمرت الظاهرة في التصاعد في المئة سنة القادمة، فمن الناحية النظرية، سيعني ذلك ان الاطفال الذكور سيصلون الى البلوغ وعمرهم عشر سنوات، في حين ان الفتيات يصبح لديهن اثداء قبل مباشرة التعليم الابتدائي. فهل سيحصل ذلك؟ وما الذي سيترتب عنه؟
غير ان بحث جديد أجري عام 2024 قامت به Julianna Deardoff من جامعة كاليفورنيا توصل الى ان غياب الأب يمكن ان يعجل البلوغ الجنسي عند الاطفال. واكتشفت الباحثة ان غياب الأب يملك اهمية فقط إذا كان دخل الام عالياً. المختصون غير قادرين على تفسير هذا الأمر غير المتوقع، ولكن الاعتقاد السائد هو ان العوائل ذات الدخل المنخفض متعددة على طلب المساعدة من الأقارب والأصدقاء في حين ان العوائل الغنية تعاني من معاناة إجتماعية اشد في حال غياب الأب.
وكلما تعددت الأبحاث للوصول الى جواب عن اسباب تناقص الفترة المؤدية الى البلوغ الجنسي، كلما اتضح اكثر ان العملية تتحكم بها مجموعة من العوامل، التي تعتمد بعضها على بعض. لهذا السبب لا زال من غير الممكن الآن إعطاء اجابة مبسطة لهذه الظاهرة. وايضا لا زال من غير الممكن التنبؤ بما سيكون عليه حال سرعة النضوج الجنسي في المستقبل. وإذا استمرت الظاهرة في التصاعد في المئة سنة القادمة، فمن الناحية النظرية، سيعني ذلك ان الاطفال الذكور سيصلون الى البلوغ وعمرهم عشر سنوات، في حين ان الفتيات يصبح لديهن اثداء قبل مباشرة التعليم الابتدائي. فهل سيحصل ذلك؟ وما الذي سيترتب عنه؟
معلومات جميله
تسلمى
تسلمي على المعلومات
نورتوا حبيباتى
شكرا لك معلومات مهمة