كان طوسون أحب أبناء محمد علي إليه ، و لقد أرسله إلي الحجاز علي رأس الحملة العسكرية لإخماد حركة الوهابيين ، و كان عمره لا يزيد عن 18 عاماً.
فأستولي الشاب علي مكة و المدينة عام 1228 هج/1813 م و أرسل مفاتيح المدينتين إلي السلطان العثماني في استانبول. و لكن حين لاقت الحملة صعوبات خطيرة، سافر محمد علي بنفسه ليساعد ابنه.
و عاد طوسون إلي مصر و استقبل استقبال الأبطال، و في 7 ذو القعدة 1231 هج / 29 سبتمبر 1816 م أقام محمد علي مأدبة كبيرة احتفالاً بعودة ابنه طوسون ، و لكن ما كاد الاحتفال يبدأ حتي مرض طوسون بالطاعون ، ومات خلال 24 ساعة.
و حين بلغ النبأ الفاجع محمد علي كاد يغشي عليه.
و بعد وفاة طوسون بسنوات قليلة استقبل محمد علي طالباً شاباً اسمه يوسف أفندي، كان قد أرسله قبل ذلك إلي أوروبا و طالبين آخرين ليتعلموا الزراعة.
و قد جلب يوسف معه بعض أشجار فاكهة جديدة، كان قد اشتراها من سفينة كانت راسية في مالطة و محملة بأشجار قادمة من الصين و اليابان.
يوسف إفندي
و عندما عاد الطلبة إلي مصر استقبلهم محمد علي، و حمل يوسف طبق من الفاكهة الجديدة و عرضها علي محمد علي باشا الذي أعجبه طعمها و سأل الطالب ماذا سيكون اسمها في مصر.
فتذكر الشاب أن رجال الحاشية قد أخبروه أن طوسون هو أحب أبناء الباشا إليه، فأجاب: نسميها ”طوسون باشا”.
أُعجب محمد علي بمجاملة الشاب و رد مجاملاً
” حسناً ، سنسميها يوسف أفندي”
و منذ ذلك الحين أصبح الاسم الشائع لهذه الفاكهة هو “يوسف أفندي”، و حورت بعد ذلك إلي “يوستفندي” أو يوسفي.
و بعد ذلك خصص محمد علي 100 فدان بجوار قصر شبرا لزراعة الأشجار الجديدة القادمة من خارج مصر، و أرسل 30 شخص من أبناء كبار مشايخ البلاد والأغنياء المقتدرين لتعليمهم زراعة تلك الأصناف على يد الثلاثة تلاميذ الذين عادوا من البعثات علمية ، و منهم يوسف أفندي.
كما قام محمد علي بتكليف يوسف أفندي بملاحظة التجارب الزراعية في نبروه، فأعد نظاماً دقيقاً لها.
المراجع التاريخية:
سبيل محمد علي باشا، أجنيشكا دبرولسكا و خالد فهمي، دار الشروق
حلوة اوى
شكرااا بسم الله