عندما تبوح لأحد أصدقائك المخلصين لسر من أسرارك وتؤمنه بأن يصونه ولا يفشيه لأحد… لكنك تكتشف بعد فترة أن سرك الذي بحت به لذلك الصديق المخلص قد افشاه ،،،فماذا تكون ردة فعلك هل تذهب الى منزله وتعاتبه؟ أم أنك تسامحه؟ أم أنك تقطع علاقتك به للأبد؟
سؤال أطرحه عليكم أعزائي أعضاء وعضوات المدونة فأتمنى الأجابة بكل صراحة وأرجو من الجميع
ويحرم على كل مكلف ( إفشاء ) أي نشر وإذاعة سر , وهو ما يكتم كالسريرة وجمعه أسرار وسرائر . قال في القاموس : فشا خبره فشوا [ ص: 116 ] وفشوا وفشيا انتشر وأفشاه نشره . ولعله يحرم حيث أمر بكتمه أو دلته قرينة على كتمانه أو ما كان يكتم عادة . أخرج أبو داود عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال . { المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس : سفك دم حرام , أو فرج حرام , أو اقتطاع مال بغير حق } .
وأخرج عنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { إذا حدث رجل رجلا بحديث ثم التفت فهو أمانة } ورواه الترمذي وقال حديث حسن .
وأخرج الإمام أحمد عن أبي الدرداء : { من سمع من رجل حديثا لا يشتهي أن يذكر عنه فهو أمانة وإن لم يستكتمه } . وأخرج عن أنس رضي الله عنه : { ما خطب نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا قال لا إيمان لمن لا أمانة له , ولا دين لمن لا عهد له } قال في الفروع : حرم في أسباب الهداية إفشاء السر . وفي الرعاية يحرم إفشاء السر المضر . انتهى .
وفي التنزيل { وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا } .
ولما عرض عمر رضي الله عنه بنته حفصة لأبي بكر رضي الله عنه فلم يجبه بشيء قال له بعد أن دخل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا , فقال نعم , فقال إنه لم يمنع أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال أنس رضي الله عنه : { أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان فسلم علينا فبعثني في حاجة فأبطأت على أمي , فلما جئت قالت ما حبسك ؟ قلت بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة , قالت ما حاجته ؟ قلت إنها سر قالت لا تخبرن بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا . قال أنس : والله لو حدثت به أحدا لحدثتك به يا ثابت } .
وذكر ابن عبد البر الخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { من أسر إلى أخيه سرا لم يحل له أن يفشيه عليه } .
[ ص: 117 ] وقال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لابنه عبد الله : يا بني إني أرى أمير المؤمنين يدنيك , يعني عمر رضي الله عنهم , فاحفظ عني ثلاثا : لا تفشين له سرا , ولا تغتابن أحدا , ولا يطلعن منك على كذبة .
وقال الحكماء : ثلاثة لا ينبغي للعاقل أن يقدم عليها : شرب السم للتجربة , وإفشاء السر إلى القرابة والحاسد وإن كان ثقة , وركوب البحر وإن كان فيه غنى . ويروى : أصبر الناس من لا يفشي سره إلى صديقه مخافة التقلب يوما ما . وقال بعض الحكماء : القلوب أوعية الأسرار , والشفاه أقفالها , والألسن مفاتيحها , فليحفظ كل منكم مفاتيح سره .
وقال أكثم بن صيفي : إن سرك من دمك , فانظر أين تريقه . وكان يقال : أكثر ما يتم تدبير الكتمان . وقال الشاعر :
وسرك ما كان عند امرئ وسر الثلاثة غير الخفي وقال آخر :
فلا تخبر بسرك كل سر إذا ما جاوز الاثنين فاش
وقالت طائفة : إنما السر ما أسررته في نفسك لم تبده إلى أحد . قال عمرو بن العاص رضي الله عنه : ما استودعت رجلا سرا فأفشاه فلمته لأني كنت به أضيق صدرا حيث استودعته إياه .
وإلى ذا ذهب القائل :
إذا المرء أفشى سره بلسانه **** ولام عليه غيره فهو أحمق
" وقال آخر :
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه **** فصدر الذي يستودع السر أضيق
وقال آخر :
إذا ما ضاق صدرك عن حديث ***** فأفشته الرجال فمن تلوم
إذا عاتبت من أفشى حديثي ****** وسري عنده فأنا الظلوم
فإني حين أسأم حمل سري ***** وقد ضمنته صدري مشوم
ولست محدثا سري خليلا ***** ولا عرسي إذا خطرت هموم
وأطوي السر دون الناس إني ***** لما استودعت من سر كتوم
[ ص: 118 ] وقد ذكر من أضجره كتم الأسرار وأنها تغلي في قلبه غليان النار ,
ما ذاع وشاع في النثر والأشعار , فمنه :
ولا أكتم الأسرار لكن أبثها ****** ولا أدع الأسرار تقتلني غما
وإن سخيف الرأي من بات ليله ***** حزينا بكتمان كأن به حمى
وفي بثك الأسرار للقلب راحة ****** وتكشف بالإفشاء عن قلبك الهما
وقال آخر :
ولا أكتم الأسرار لكن أذيعها ***** ولا أدع الأسرار تغلي على قلبي
وإن ضعيف القلب من بات ليله **** تقلبه الأسرار جنبا على جنب
وقد قيل : لا تطلعوا النساء على سركم يصلح لكم أمركم .
والحاصل أن على العاقل كتمان السر , والله ولي الأمر . وقال آخر :
لا تودعن ولا الجماد سريرة **** فمن الجوامد ما يشير وينطق
وإذا المحك أذاع سر أخ له **** وهو الجماد فمن به يستوثق
اول حاجه لازم الانسان يختار كويس جدا الصديق اللى هيقوله سره
والا بقى مايلومش غير نفسه لو الصديق ده طلع اسراره بره
بس الانسان عامتا دايما بيحتاج لصديق يتكلم معاه ويحكيلو مشاكله ويسمع منه رأيه فى حل المشكلات
المهم فى الموضوع هو شخصية الصديق ده واللى بيتوقف عليها حاجات كتير جدا
بس الحديث الشريف بيقول المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل
بمعنى ان الاصدقاء كتير بيشبهو بعض او كما تقول الحكمه الطيور على اشكالها تقع
جزاكى الله خير الجزاء
موضوع قييم تسلمى حبيبتى