أسباب الإسقاط العفوي فـي الأسابيع الأولى من الحمل
عندما يتساءل الزوج والزوجة عن أسباب إسقاط الحمل المبكر، يناقش الطبيب معهما الاحتمالات المتعددة التي سببت الإسقاط وقد تنظم سلسلة من الفحوص بالاستناد إلى حالة الزوجة الخاصة.
فيما يلي الأسباب الممكنة للإسقاط والفحوص التي يجب إجراؤها.
1 – العدوى: لاكتشاف ذلك يجب أن تؤخذ الإفرازات من عنق الرحم وتزرع بهدف اكتشاف العدوى التي قد تساهم في إحداث الإسقاط، مع أن هذا قد يكون لا أعراض له.
بصورة عامة، جميع الإمراض الحادة التي لها انتشار في الجسم، كتفشي الميكروبات في الدم أو تلك المحصورة في موضع معين تحدث إجهاضا عفويا، فتهلك الجنين، وتثير التقلصات الرحمية. ومعروف أن حرارة مرتفعة وزائدة عن 39 درجة سلسيوسية، تلحق ضررا جسيما في الجنين إذا دامت يومين، فتحدث تقلصات رحمية خطيرة أضف إلى ذلك الضرر اللاحق من المواد السامة والبكتيريا والنزف المتأتي من موضع إنغراس الجنين.
2 – أسباب متعلقة بالغدد:
أ – قد يطلب الطبيب أن تؤخذ عينة من الدم لدراسة إفرازات الغدة الدرقية، إذ أن اختلال عمل هذه الغدة يساهم في الإسقاط المتكرر.
ب – التأكد من وجود إنتاج كاف خلال الدورة الشهرية لهرمون البروجسترون – الهرمون الأكثر أهمية في أول الحمل.
لقد أظهرت الأبحاث الطبية، إن الجسم الأصفر (غدة صغيرة في المبيض ذات وظائف مهمة مختلفة في أثناء الحمل والدورة الشهرية) ضروري لاستمرار الحمل، ولولاه لما استطاعت البطانة الرحمية، استقبال البويضة المخصبة، والمحافظة عليها لتنمو. ولولاه أيضا لما استطاع الرحم التوقف عن التقلصات التي تحصل فيه والتي قد تؤدي إلى الإجهاض. فهرمون البروجستون المفرز من الجسم الأصفر، هو المسؤول عن التغيرات التي تطرأ في الرحم والتي تحافظ على نمو البويضة المخصبة.
إن للجسم الأصفر دورا مهما يلعبه في بدء الحمل. لكن رغم أهميته في إحداث الإجهاض المبكر، فهو غير مكتف بذاته وغير مستقل عن غدد أخرى في عمله. وهو في أثناء الحمل يخضع إلى تأثير الكوريون (قسم من المشيمة). فإذا ما نقص الجسم الأصفر في عمله، فربما يعود ذلك الانتقاص إلى ضعف في إفراز الكوريون نفسه لمواد هرمونية خاصة تؤثر على الجسم الأصفر.
وللتأكد من نقص هرمون البروجسترون، يطلب الطبيب قياسا لهذا الهرمون في الدم في النصف الثاني من الدورة الشهرية التالية.
ج – قياس هرمون البرولاكتين: الإفراز المفرط لهرمون البرولاكتين (هرمون الحليب) قد يعيق عمل الجسم الأصفر. وقد وجد أن زيادة البرولاكتين مرتبطة بالضغوط النفسية. فإذا ظهر أن لدى المرأة مستوى عاليا من البرولاكتين يمكن أن تعالج بشكل سهل جدا.
3 – العوامل الوراثية: يرجح أن يكون الخلل الكروموسومي سببا في أول إسقاط، والذي يحدث قبل الأسبوع الثاني عشر. وفي الحقيقة هناك حوالي الخمسين بالمائة من الإسقاطات الأولى المبكرة تكون ناتجة عن مشاكل كهذه. ولكن الإسقاط الثاني أو الثالث من غير المرجح أن يكون له السبب ذاته لأن التشويه الكروموسومي ليس بالضرورة أن يكون مشكلة متكررة.
وهنا يجب إجراء الفحص الوراثي لمحاولة إيجاد سبب هذه الإسقاطات المتكررة. وبهذه الطريقة إذا كان التخطيط الكروموسومي طبيعيا يمكن للطبيب أن يبحث عن أسباب أخرى.
إن ثلاثة إلى خمسة بالمائة فقط من الأزواج – قد يكون عندهم تشويه في الكر وموسومات الخاصة بهم، عند أي من الشريكين والذي لا يؤثر في حياتهم ولكنه قد يؤثر في الجنين.
4 – مضادات الحميات الفسفورية: هذا الفحص هو لحالة يظن أنها مسؤولة عن كثير من الإسقاطات التي كان يصعب شرحها سابقا. ويحدد هذا الفحص ما إذا كان هناك مضادات معينة في مجرى الدم. والمضادات المعنية هي مضاد كرديوليبين ومضاد التجلط البارد الذأبي. ففي حال وجود أي من هذين المضادين، فهناك علاج يبدو انه ناجح. ويمكن أيضا من خلال عينة الدم، قياس صفائح الدم (العامل في تجلط الدم)، خصوصا إذا كانت المرأة قد أسقطت أكثر من مرة. فالنسبة العالية من صفائح الدم هي حالة أخرى يمكن علاجها.
إن مضاد كرديوليبين ومضاد التجلط الذأبي وارتفاع تعداد صفائح الدم، تعد من الأسباب في الإسقاط. أما تأثير كل هذه المضادات فهو في منع نمو المشيمة وانتقال الغذاء إلى الجنين. ونحن نعلم، مثلا، إن النساء اللواتي لا يملكن هذه المضادات يحملن بشكل أفضل من اللواتي يملكنها، وهكذا فان هذا النوع من الاستقصاء يبدو مهما للغاية.
وعند وجود هذه المضادات تهدف المعالجة إلى تقليل كل من مستوى المضاد وكمية التجلط. وعادة يصف الطبيب قرصا من أسبرين الأطفال في اليوم، والذي يساعد على إبقاء الدم رقيقا. ويترافق ذلك مع حقن يومية من مضاد للتجلط يدعى (هيبارين) وهذه المعالجة يجب أن تبدأ حال تشخيص الحمل. ويجب أن تستمر المعالجة حتى نهاية الحمل، مع أن تناول الأسبرين عادة ما يتوقف بوقت مبكر. لأن تأثيره المضاد للتجلط يستغرق بعض الوقت كي يزول. وبالمقابل يمكن متابعة تناول الهيبارين إلى الشهر التاسع.
اتمى اكون افيدكم ولو قليلا ولاتنسوني بالدعاء