أعلنت دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية العلوم الزراعية في جامعة ولاية بنسلفانيا عن وجود طريقة لإيصال دواء مضاد للفيروسات للرضع عن طريق حليب الأطفال، حيث يمكن أن تحسن هذه الطريقة من نوعية حياة 3.2 مليون طفل حول العالم يعيشون بمرض نقص المناعة البشرية "الإيدز"، وذلك وفقاً للتقرير الذي نشر في “جورنال فارماسيتيكال ريسيرش".
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن 90% من الأطفال المرضى بالإيدز يعيشون في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وقد تلقى 23% منهم فقط العلاجات المضادة للفيروسات خلال العام الماضي. لكن حتى الذين لديهم القدرة على الحصول على الدواء تعترضهم مشاكل أخرى أهمها الآثار الجانبية للأدوية مثل الإسهال والقيء وآلام المعدة والشعور بالضعف. إلى جانب المذاق المرير والحامض والنكهة النكراء للدواء، والتي تجعله غير مقبول من الطفل.
وإضافة إلى ما سبق، توجد مشاكل أخرى في الأدوية المستخدمة، أهمها عدم امتصاصها بسهولة من الجسم، لأن مادة الريتونافير المستخدمة فيه قليلة الذوبان في الماء. لذلك عمل فريق البحث الذي أشرف عليه البروفيسور فريدريكو هارت أستاذ العلوم الغذائية في جامعة بنسلفانيا على إيجاد وسيلة فعّالة لتقديم الدواء للأطفال مع ضمان تفكيكه بسهولة في القناة الهضمية.
واعتمد البحث على خصائص مجموعة من البروتينات توجد في حليب البقر وتسمّى كازيين، والتي تمنح الحليب لونه الأبيض، وهي أيضاً المسؤولة عن توفير الأحماض الأمينية والكالسيوم في حليب الأم. وجدت الدراسات أن جزيئات الدواء يمكن أن تعلق في بروتينات الكازيين، وقد تم تجربة الطريقة على الحيوانات، وأعلن فريق البحث أنهم بصدد إنتاج أدوية للأطفال تستخدم هذه الطريقة الجديدة. وبحسب نتائج البحث، تفتح هذه الطريقة بابا جدياً لفهم المزيد عن كيفية علاج البشر من فيروس الإيدز.