ج: من وصفك للحالة، فإنك قد تكونين مصابة بواحدة من اثنتين من حالات إصابة الجفون: أكياس غدد ميبوم meibomian cysts أو أكياس الدخنيات milia.
غدد الجفون
إن كيس غدد ميبوم (الذي يسمى أيضا الَبَردَة أو الظَبْظاب chalazion) ، هو كيس صغير مملوء بالسوائل، ينشأ من غدة ميبوم Meibomian gland وهي غدة دهنية متخصصة.
ومثلها مثل غيرها من الغدد الدهنية، فإن غدد ميبوم تفرز سائلا دهنياً sebum هو خليط من الدهن والمخاط، يساعد على منع الجلد (والشعر، ومن ضمنه رموش العينين) من الجفاف.
وتوجد نحو 30 غدة من غدد ميبوم في الجفون العليا و20 أخرى في الجفون السفلى. وتفرز الغدد السائل الدهني هذا، عبر فتحات صغيرة جداً (قنوات) على طول حافة الجفن، أي خلف رموش العين.
وهناك، يلتقي السائل مع طبقة من دموع العينين، التي تغذي السطح الخارجي للعينين وتزيّته، وتنظفه، كما تحميه من العدوى.
والقناة التي تمرر إفرازات غدة ميبوم، قد تصبح مسدودة، وإن حدث وازداد ضيق فتحتها، أو إذا ازدادت صلابة سائل sebum الدهني بالقرب من فتحتها، هنا، قد يعود السائل الدهني راجعاً نحو الغدة، الأمر الذي يسبب الالتهابات ويولد كيساً يكبر متجهاً نحو السطح الداخلي للجفن.
وقد تصبح جدران الغدة أكثر سمكاً متحولة إلى عقدة صغيرة متصلبة شبيهة بالمطاط chalazion.
أي نوع من الأكياس ؟
إن كيس ميبوم يكون على شكل انتفاخ مدور صلب، ينمو ضمن الجفنين الأعلى أو الأسفل نتيجة انسداد غدة ميبوم.
أما أكياس الدخنيات milia فإنها انتفاحات بيضاء تتشكل على سطح الجلد، غالباً تكون حول العينين، عندما تقع خلايا الجلد الميتة قي داخل الغدد العرقية وبصيلات الشعر.
ويختفي الكثير من أكياس ميبوم من دون أي علاج. إلا أن البعض منها يظل موجوداً وقد يتحول إلى أكياس كبيرة بحجم حبة البازلاء، الأمر الذي يشوش القدرة على الإبصار ويشوه أيضاً شكل الجفن.
وأول توجهات العلاج هو استخدام كمادات دافئة توضع لفترة 10 إلى 20 دقيقة، ثلاث إلى أربع مرات في اليوم. وهذه الكمادات بمقدورها أن تلين السائل الدهني وتزيد من حركته، وتقود إلى الشفاء من الحالة.
وإن حدث ودخلت العدوى إلى العقدة الصغيرة، فقد تكون هناك حاجة إلى دهانات من مضادات البكتريا.
أما إن ظلت الحالة لفترة أطول، فقد يلجأ اختصاصي في العيون إلى سحب السوائل من العقدة، أو إزالتها، بعد إحداث شق صغير تحت الجفن، أو في عمليات نادرة، زرق العقدة بحقنة من الاسترويدات.
أما أكياس الدخنيات فهي انتفاخات كروية بيضاء صغيرة جداً تتكون على جلد الجفن، أو على الأنف، أو باقي مناطق الوجه.
وهي تسمى أحيانا «البذور الدهنية» oil seeds، وهي أصغر بكثير من أكياس غدد ميبوم- فهي بحجم رأس الدبوس. وقد يبدو شكلها غير مريح، إلا أنها ليست مؤذية كما أنها لا تشوش على الرؤية.
وتتشكل أكياس الدخنيات عندما لا تموت خلايا الجلد طبيعياً، بل إنها تصبح حبيسة داخل قاعدة بصيلات الشعر أو الغدة العرقية، وعندها تبدأ تلك الخلايا بالاختلاط مع السائل الدهني مكونة كيساً صغيراً جداً. ومقارنة بأكياس غدد ميبوم، فإنها تظهر أيضاً بالقرب من السطح الخارجي للجلد.
وأكياس الدخنيات شائعة لدى المواليد الجدد، وهي تزول عادة خلال الأسابيع الأولى لحياتهم. ومع ذلك فإنها تظهر لدى البالغين، خصوصا بفعل الأضرار الناجمة عن التعرض المزمن للشمس، أو حروق الجلد، أو الاستعمال الزائد على الحد لمستحضرات العناية بالجلد، أو عمليات تقشير الجلد، أو استخدام الدهانات الاسترويدية لفترة طويلة.
وأنا لا أوصي بإزالة أكياس الدخنيات من قبل المصاب بها. فهي لا تحتوي على فتحات على سطح الجلد، ولهذا لا يمكن تفجيرها مثل بعض البثور الأخرى. وهناك خيار إجراء جراحة بشقها بالمبضع والنصل. أما العلاج بالليزر، أو التقشير بحامض الفواكه، أو حامض الريتينويك retinoic acid أو بإجراء عملية تقشير مجهرية (بشكل نادر الحدوث)، فهي خيارات يمكن استخدامها.