مسببات المرض
تحدث الحمى عندما تكون هناك إصابة مرضية أو رد فعل لحساسية أو تسمم مما يسبب ارتفاع درجة حرارة الدماغ، فمثلا عندما يدخل فيروس الإنفلونزا جسم الانسان تطلق خلايا الدم البيضاء بروتيناً بيسمى "المسخان الداخلي المنشأ" أو "مسخان الكريمة البيضاء" وينتقل هذا البروتين عبر الدم ليصل إلى منطقة تحت المهاد، وهي جزء من الدماغ مسؤول بشكل رئيسي عن تنظيم درجة حرارة الجسم، ويسبب البروتين إطلاق مركبات كيميائية تسمى "البروستغلندينات" وهذه المركبات تؤثر على خلايا الأعصاب فيحدث إحساساً بالبرودة، وهذا يجعل منطقة تحت المهاد تزيد من درجة حرارة الجسم وذلك عن طريق جعل الجسم يحرق الدهون ويقلل من انسياب الدم في الجلد، ويحدث رجفة وشعوراً برغبة ملحة في الدفء وتنخفض مضادات الحمى مثل الأسبرين والبراسيتامول.
الأعراض
لقد أظهرت بعض الأبحاث العلمية أن الحمى تعمل على تعجيل دفاع الجسم ضد الفيروسات والبكتيريا المهاجمة ولأن الحمى تحارب الإصابة فإن بعض الخبراء في مجال الطب ينصحون بعدم محاولة إنقاص الحمى المعتدلة ودرجة حرارة الجسم البشري الطبيعية ( 36,9 مئوية ) والحمى المعتدلة تتراوح درجتها بين ( 37,7 مئوية) و ( 38,9 مئوية) وذلك بشكل عام وارتفاع درجة الحرارة فوق ( 40,5 مئوية) قد يسبب هذياناً.
الوقاية والعلاج
معظم الخبراء متفقون على أن الحمى يجب أن تخفض إذا ارتفعت درجة حرارة الجسم فوق ( 38.9ْ مئوية) أو إذا أصابت النساء الحوامل أو الأشخاص الذين يعانون من مرض في القلب أو كبار السن.
وتحدث الحمى في الفقاريات من ذوات الدم الحار (الطيور والثدييات) على شكل تغيرات سلوكية وجسمية، وتحدث الحمى عند الفقاريات من ذوات الدم البارد مثل السمك والزواحف عن طريق الانتقال إلى الحرارة حيث يمكن الاحتفاظ بدرجة مرتفعة لحرارة الجسم.
الملاريا
تعريف
مرض طفيلي خطير منتشر في المناطق المدارية وشبه المدارية، ويسمى أيضاً "البرداء"، ويموت ما بين مليونين وثلاثة ملايين من الناس من هذا المرض كل عام.
مسببات المرض
تسبب الملاريا أوليات (كائنات مجهرية) تسمى المتصورات، تنتقل للإنسان بواسطة أنثى البعوضة المسماة (الأنوفليس). وهناك أربعة أنواع من الملاريا، كل منها يسببه نوع مختلف من المتصورات.
والأنواع الأربعة من الأوليات المسببة للملاريا هي :
" المتصورات المنجلية، والنشيطة والبيضوية والوبالية "
الأعراض
تسبب الملاريا قشعريرة دورية مع حمى قد تصل درجة حرارة الجسم فيها إلى (41.1) درجة مئوية وتسبب المتصورة المنجلية والنشيطة والبيضوية نوبات من القشعريرة والحمى تظهر كل /48/ ساعة تقريبا. أما في حالة الإصابة بالمتصورة الوبالية فإن القشعريرة والحمى تتكرران كل /72/ ساعة.
تستمر نوبة الملاريا لمدة ساعتين أو أكثر ويصاحبها صداع وألم في العضلات وغثيان، وبعد مرور النوبة يتعرق المريض، مما يسبب انخفاضاً في درجة حرارة الجسم إلى المعدل الطبيعي، وبين كل نوبة وأخرى يشعر المريض بتحسن ولكنه يكون ضعيفاً ولديه فقر دم.
وأخطر أنواع المرض هو الذي تسببه المنجلية، فالمريض هنا يزداد ضعفاً مع كل نوبة حمى، ومعظم المرضى يموتون إذا لم يتم علاجهم، أما في حالة المتصورة النشيطة والبيضوية والوبالية، فإن النوبات تخف في كل مرة وأخيرا تتوقف حتى من دون علاج، وقد تعود الأعراض إلى الظهور بعد فترة طويلة من تماثل المريض إلى الشفاء.
الوقاية والعلاج
يتم تحليل دم المريض ويتم التعرف على المتصورات ونوعها، ويمكن معالجة المريض بالأدوية المضادة للملاريا، والأدوية المضادة للملاريا تقي من المرض بالإضافة إلى معالجته. كما تشمل الوقاية من الملاريا مكافحة البعوض الناقل لها.
الحُمى الصفراء
تعريف
مرض فيروسي ينتقل بوساطة بعوض معين، يدمر الفيروس الكثير من أنسجة الجسم وخاصة الكبد والكليتين ثم تنخفض كمية البول كما لا يؤدي الكبد وظائفه كما ينبغي، وتتجمع أصباغ الصفراء في الجلد وكل ذلك نتيجة لضرر هذا الميكروب، وتجعل هذه الأصباغ لون الجلد يميل إلى الاصفرار، ومن هنا جاء اسم المرض.
مسببات المرض
تحدث الحُمى الصفراء نتيجة حمل البعوضة المصرية (aedes aegypti) في معظم الحالات ميكروب الحُمى الصفراء من شخص لآخر وعندما تلدغ البعوض شخصاً أو حيواناً مصاباً يدخل الميكروب إلى الجسم حيث ينمو بسرعة وتستطيع لدغة البعوضة، بعد مرور فترة تتراوح بين تسعة واثني عشر يوماً أحداث الحُمى الصفراء كما تستطيع البعوضة التي أصبحت حاملة للعدوى بالفيروس أو الميكروب نقل المرض فيما تبقى من حياتها.
الأعراض
تبدأ المرحلة الأولى للحُمى الصفراء عقب إصابة الشخص بلدغة البعوضة بفترة تتراوح بين ثلاثة وستة أيام، ويشعر المريض بالحُمى والصداع والدوار (الدوخة) والإمساك وألم مستمر وثابت بالعضلات، ولا يتقدم المرض لدى كثير من الناس إلى أبعد من ذلك، وتتراجع الحُمى لدى الآخرين ليوم أو يومين ثم ترتفع بطريقة حادة ثم يتغير لون الجلد الى الاصفرار وتنزف لثة المريض وكذلك جدار المعدة ويشقى الكثير من المرضى في هذه المرحلة ويصاب البعض بالهذيان والغيبوبة ويتبع الغيبوبة الموت في معظم الأحوال، ويتعرض مرضى الحُمى الصفراء للموت بنسبة /2/ الى /5/ من جميع الحالات على الرغم من أن الرقم قد يرتفع أو ينخفض أثناء الوباء ويحقق المرضى الذين يبرأون من هذا المرض مناعة طويلة ضده.
الوقاية والعلاج
انتشرت الحُمى الصفراء على نطاق واسع فيما مضى في كل مكان من وسط أمريكا وأجزاء من جنوب أمريكا وإفريقيا وبعض الجزر الاستوائية، ويستمر حدوث تفشي المرض بطريقة عرضية في مناطق الغابات وخاصة في أمريكا الجنوبية، وعلى أية حال فقد أمكن السيطرة على الحُمى الصفراء في معظم المناطق المدنية، ومن الممكن الوقاية من المرض بلقاح قام بتطويره في عام /1937/ "ماكس ثيلر" الطبيب الباحث من جنوب إفريقيا.
حُمى القش
تعريف
هي الحساسية التي تحدث في معظم الأحوال أثناء الربيع والصيف والخريف، فالحشائش والأشجار والأعشاب تنشر حبوب اللقاح خلال هذه الفصول، ويعاني من يصاب بهذه الحمى من حساسية تجاه حبوب اللقاء.
مسببات المرض
يسبب هذا المرض نوع من الفطريات الطائرة أو فطر العفن كما يسبب نوع من الحساسية لبعض الأشخاص، وقد تؤدي لزيادة خطورة أعراضها، وكما هو الحال في معظم أنواع الحساسية فإن حمى القش وراثية ومن الممكن أن تحدث للشخص حساسية حمى القش في أي عمر، والاسم الطبي لحمى القش هو "الطـُلاع".
الأعراض
أعراض حمى القش هي احمرار العين وإفرازها للدموع والإحساس بحكة فيها، ويعاني المصابون بحساسية حمى القش من الشعور بالحاجة للعطس المستمر، وقد يفقدون حاسة الشم بصورة مؤقتة كما يمكن أن تنسد أذن مريض بسبب حمى القش.
الوقاية والعلاج
أعراض مرض حمى القش تشابه إلى حد كبير حالة تظهر طوال العام يطلق عليها التهاب الانف التحسسي الدائم لالتهاب الغشاء المخاطي، لذلك يقوم الطبيب بعمل اختبار للتعرف على أسباب حساسية المريض، فإذا ثبت أن المريض يعاني من حمى القش فإن الطبيب يجرى اختبارات ليكتشف أي حبوب لقاح أو فطريات أو عفن خبز سبب تلك الحساسية، ومعظم الأشخاص الذين يعانون من التهاب الأغشية المخاطية لديهم حساسية لكل أشكال الأتربة وخاصة أتربة المنازل وكذلك لبعض الأطعمة بل وحتى للقشور المتطايرة من الحيوانات.
ومعظم الأطباء يقومون بوصف عقاقير تسمى مضادات الحساسية تعطي بعض مرضى الحساسية راحة سريعة، وهذه العقاقير لا يصح تناولها إلا تحت إشراف الطبيب لأنها تسبب تأثيرات جانبية شديدة الخطورة لبعض الأشخاص في الوقت الذي تقوم فيه العقاقير الأخرى بتقليل التورم في الأغشية المبطنة للأنف.
وتقلل من سيولة السائل المخاطي واحتقان الأنف واذا كان يوصف أدوية لتقليل الحساسية وإضعافها ويتضمن هذا العلاج حقن مشتقات حبوب اللقاح في جسد المريض على فترات منتظمة، وهذا من شأنه أن يزيد تركيز حبوب اللقاح وتدفع هذه الحقن جسم المريض لإفراز أجسام مضادة لتساعد في القضاء على ردة الفعل للحساسية.
حُمى التيفوئيد
تعريف
مرض بكتيري خطر تنتج عنه الحمى والضعف، وفي الحالات الحادة يؤدي إلى الموت، وقد كان هذا المرض يوماً منتشراً في كل المناطق الكثيفة السكان إلا أنه مع تطور أساليب الصحة الجيدة انخفض حدوث حالات المرض واليوم نجد أن هذا المرض نادر نسبياً في المناطق التي تتمتع بأنظمة صحية حديثة.
مسببات المرض
يحدث مرض التيفوئيد بسبب بكتيريا تسمى "السلمونيلة التيفية" وتنتقل هذه البكتيريا مباشرة من شخص إلى آخر عن طريق المياه أو الأطعمة الملوثة ويخرج ضحايا المرض بكتيريا التيفوئيد مع الغائط والبول كما أن الأشخاص الذين يبدون أصحاء والذين يسمون حاملي الجرثومة ينشرون جرثومة المرض أيضاً، وحاملو جرثومة المرض هؤلاء لا تظهر عليهم أعراض حمى التيفوئيد ولكنهم يحملون الجرثومة في أجسامهم ويخرجونها مع الغائط.
ويمكن لفضلات الجسم البشري التي تحتوي على جرثومة التيفوئيد أن تلوث الاطعمة والمياه بعدة طرق إذ يقوم الذباب بنقل الجرثومة من الغائط إلى الأطعمة كما أن الطعام الذي يلمسه حاملو المرض يمثل وسيلة أخرى لنقل العدوى، وفي المناطق ذات المرافق الصحية الرديئة تنتشر الجرثومة في أغلب الأحيان بعد أن تكون إمدادات الماء قد تلوثت بفضلات الناس.
الأعراض
تظهر أعراض التيفوئيد خلال فترة تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع بعد أن تدخل الجرثومة جسم الشخص وخلال الأسبوع الأول يشعر المصاب بحمى مرتفعة وصداع وآلام في البطن، وتصل الحمى الى ذروتها وتبقى كذلك خلال الأسبوع الثاني وفي أحيان كثيرة تظهر بقع وردية اللون على الصدر والبطن، ويصبح المصاب ضعيفاً كما يصاب بالهذيان في الحالات الشديدة، ومع بداية الأسبوع الثالث يبدأ ظهور إسهال أخضر اللون (في معظم الحالات) وهنا يصل المرض إلى أقصى درجاته وما لم تحدث مضاعفات فإن حالة المريض تبدأ في التحسن تدريجياً خلال نهاية الأسبوع الثالث والأسبوع الرابع.
ويمكن أحياناً حدوث مضاعفات خطرة ومميتة إذ يمكن للجرثومة أن تحدث تقرحات في الأمعاء وإذا أصبحت التقرحات حادة يمكنها أن تحدث ثقوبا في جدار الأمعاء وفي مثل هذه الحالات تتدفق محتويات الأمعاء في البطن مما يؤدي إلى حدوث تلوث خطر وفي حالات أخرى يمكن إصابة الأمعاء بنزف شديد مما يستدعي نقل دم إلى المريض للحيلولة دون وفاته.
الوقاية والعلاج
يستخدم الأطباء المضادات الحيوية للجراثيم لعلاج حمى التيفوئيد، وهذه المواد أو العقاقير توقف نمو جرثومة التيفوئيد وتعجل بالشفاء ويردي استخدام المضادات الحيوية دوراً كبيراً في تقليل حالات الوفاة بحمى التيفوئيد، وتمثل وسائل العناية الشخصية والعامة افضل وسائل الوقاية من انتشار التيفوئيد كما أن السيطرة الفعالة على المرض تتطلب تحديد الأشخاص الحاملين للمرض وعلاجهم.
وقد جعلت مثل هذه الإجراءات مرض التيفوئيد نادر الحدوث في البلدان الصناعية. ويوفر لقاح تم تركيبه من جراثيم التيفوئيد بعد قتلها وقاية جزئية لعدة سنين ويعطى اللقاح للأشخاص الذين يعيشون أو يسافرون إلى البلدان التي يكون المرض منتشراً فيها على نطاق واسع.
الحُمى القرمزية
تعريف
مرض معدي يصيب الأطفال أساسا، اكتسب اسمه من الطفح الجلدي البراق الذي ينمو أثناء المرض، كان المرض خطراً ومنتشراً ذات يوم ومنذ مطلع الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي أصبح أقل شيوعاً في كثير من الدول.
مسببات المرض
تكون الحُمى القرمزية مصحوبة بالتلوث البكتيري للحنجرة أو البشرة، هذا التلوث يسببه نوع من البكتيريا يسمى "عقدية بيتا الحالة بالدم" (مجموعة أ)، وتحدث الحُمى القرمزية إذا أفرزت الجراثيم ذيفاناً (سماً) يؤثر في البشرة وسطح اللسان والحنجرة.
الأعراض
يصاحب الإصابة بالحُمى القرمزية ألم في الحنجرة وحُمى وصداع وتورم في الغدد اللمفاوية بالرقبة ويصبح الطفح الجلدي للحُمى القرمزية ملحوظاً خلال يومين من بداية المرض، ويشبه بثرات الأوزة الحمراء وقد ينتشر في معظم أنحاء الجسم ماعدا الوجه ويصبح اللسان ملتهباً، ويسمى في هذه الحالة بلسان الفراولة.
وبعد عشرة أيام تنسلخ البشرة خاصة في الأصابع والراحتين وأخمص القدمين كذلك ينسلخ سطح اللسان ويصبح لونه أحمر خشنًا ويسمى في هذه الحالة "لسان التوت" وفي معظم الحالات تزول كل أعراض المرض خلال أسبوعين.
والأعراض الأولى لمرض الحُمى القرمزية تكون مصحوبة بتلوث جلدي يختلف طبقاً لنوع إصابة البشرة، وفي الماضي كان كثير من الحالات مصحوباً بتلوث الجروح المكوري العقدي، أما اليوم فمعظم الحالات تكون مصحوبة بمرض القوباء (داء جلدي) المكوري العقدي.
الوقاية والعلاج
يصف الأطباء عموماً البنسلين علاجاً للحُمى القرمزية وهذا المضاد الحيوي يقتل المكور العقدي، هذا العلاج يقضى على خطر الإصابة بالحُمى الروماتيزمية لكنه لا يمنع دائماً الإصابة بمرض التهاب كبيبات الكلى الحاد وهناك عقاقير أخرى يمكن استخدامها لتسكين بعض الأعراض مثل حُمى الصداع أو الحك أو الغثيان أو القيء، ويتعين على المصابين بالحُمى القرمزية البقاء بالمنزل لمدة يومين أو ثلاثة بعد بداية العلاج بالبنسلين وذلك يقلل من خطر انتقال المرض إلى الآخرين.
تسلم يدك اختى
بارك الله فيكى
ربنا يعفو عن مرضانا ومرضي المسلمين
اللهم عافانى يا رب العالمين
شكرا لكى