استهلّ العمل بفن الزجاج المشغول مع الشعوب القديمة ، الشرقية والغربية ، وذاعت شهرته مع القرن الرابع عشر حيث عرف في دور العبادة ليمتدّ مع القرن السابع عشر إلى القصور
مهندسة الديكور جويس صوما الحائزة على ماجستير من "الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة _ ألبا" ومنحة تخصّصية من كلية الفنون الفرنسية في علم الزجاج المشغول تطلعنا على أهمية هذا الفن وانتشاره ومدى ملاءمته للطرز الكلاسيكية والحديثة .
ثمة نوعان من الزجاج المشغول : التقليدي والأميركي الأكثر شعبية لألوانه ونقوشه المختلفة ، بدون إغفال الأوروبي .
يتمّ تلوينه بمواد سائلة تدهن بالفرشاة على البارد أو يجفّف في داخل فرن خاص ، علماً أن هذا الأخير يعمّر طويلاً ولا يمكن أن تتأثّر ألوانه برطوبة أو شمس حارقة .
وتشمل ألوانه الأساسية كلاً من الأحمر والخردلي والعسلي والبرتقالي والأخضر والكحلي تعتمد خصوصاً في الأعمال الكلاسيكية ، ولكن سرعان ما دخلت إلى هذا العالم ألوان تتناغم والطراز العصري كالزهري والفوشيا والليلكي والفستقي ، علماً أن كمية الألوان المستخدمة في هذا العمل كثيرة تربو عن 500 لون .
وبعد أن كانت هذه الأعمال حكراً على دور العبادة والقصور الفخمة ، تحضر اليوم في الشقق العصرية ، وتتوزّع على النوافذ الداخلية والخارجية والمصابيح والجدران وأسطح الطاولات و"البارافانات" كما ضمن ظهر السرير والأبواب الداخلية والخارجية .
وإذ يستهلّ العمل التقليدي بلصق كل جزء من الزجاج مع بعضه البعض مع الرصاص ، مع ما يحمله من مخاطر الكسر ، لذا يثبت ما بين زجاجتين ليتم حمايته من أي فسد .
تغيب ، في المقابل ، هذه المخاطر مع الطريقة الأميركية والتي تبرز في لوح زجاج أساسي ، ما يشهد انتشارها .
ويمكن العمل على لصق الزجاج المشغول الأميركي على زجاج أو باب أو نافذة .
وتشير المقارنة بين الطريقتين إلى أن الرسوم الكلاسيكية تقتصر على "الأرابيسك" أو اللوحات الطبيعية ، فيما تبرز الرسوم المموّهة في الطريقة الأميركية .
وللاعتناء بالألوان على الزجاج المشغول تمسح بقطعة قطنية رطبة حتى لا تتعرّض للخدش ، خصوصاً أنّه غالباً ما تسلّط إضاءة على هذا الديكور تمنحه قيمةً مضافةً .
وتتوافر أعمال من الزجاج الملوّن المسلّح ضمن الأبواب الرئيسة للمنازل أو واجهاتها الخارجية .