بسم الله الرحمن الرحيم
اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻷﻣﻴﻦ،
ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ ﺑﻬُﺪﺍﻫُﻢ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻭﺑﻌﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ,
ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ,
ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﺍﺩﻯ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﻔﺎﺳﺪ ﻛﺜﻴﺮﺓ ,
ﻭﻗﺪ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻻﻳﺪﻉ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﻠﻘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻐﺮﺿﻮﻥ ﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺷﺘﻰ ﺗﺴﺮﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﻳﻘﻴﺾ
ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻭ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺃﻣﺮﻫﺎ ,
ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﺣﺎﻣﻠﻮﺍ ﺍﻟﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻋﺎ
ﻟﻬﻢ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ
" ﻧﻀّﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻣﺮﺀﺍً ﺳﻤﻊ ﻣﻘﺎﻟﺘﻲ ﻓﻮﻋﺎﻫﺎ
ﻭ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻭ ﺑﻠّﻐﻬﺎ , ﻓﺮﺏ ﺣﺎﻣﻞ ﻓﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻓﻘﻪ ﻣﻨﻪ "
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺻﺤﺤﻪ
ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻡ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺟﺰﺍﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺧﻴﺮﺍ , ﺑﺒﻴﺎﻥ ﺣﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ
ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﺃﻭ ﺿﻌﻒ ﺃﻭ ﻭﺿﻊ , ﻭ ﺃﺻّﻠﻮﺍ ﺃﺻﻮﻻ ﻣﺘﻴﻨﺔ , ﻭ ﻗﻌّﺪﻭﺍ ﻗﻮﺍﻋﺪ
ﺭﺻﻴﻨﺔ ,
ﻣﻦ ﺃﺗﻘﻨﻬﺎ ﻭﺗﻀﻠﻊ ﺑﻤﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺃﻣﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻱ ﺣﺪﻳﺚ ,
ﻭﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻭ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﺐ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻠﻪ .
ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻫﺘﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺒﻴﺎﻥ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ
ﻭﺗﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻦ ﺃﺑﺎﻃﻴﻞ ﻣﻨﺴﻮﺑﺔ ﺍﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ..
ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﻫﻢ ﻟﻸﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ
ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺸﺮﺍ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﻭﻗﻤﻌﺎ ﻟﻠﺒﺪﻋﺔ ,
ﻭﺍﻟﺤﺬﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﺎ
ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺎﺗﻰ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﺃﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ؟
ﺃﻭﻻ — ﻭﻻ ﻳﺤﻖ ﻷﺣﺪ ﺇﻥ ﻳﺮﻭﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ
ﻭﻳﻨﺴﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ
–2ﻭﻓﻲ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻣﺎ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻻﺧﺬ ﺑﺎﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ
–3 ﺗﻮﺍﺗﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ
)ﻣَﻦ ﻛَـﺬَﺏ ﻋﻠﻲّ ﻣُﺘﻌﻤﺪﺍً ، ﻓﻠﻴﺘﺒﻮﺃ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ (
ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻮﻳﻨﻰ ﻭﻏﻴﺮﻩ :
] ﺇﻥ ﻣﻦ ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣُﺘﻌﻤّﺪﺍً ﻓﻬﻮ
ﻛــﺎﻓــﺮ [
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝّ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ
ﻭﺳﻠﻢ
ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﺑﺎً ﻣُﺒﺎﺷﺮﺍً ﺑﺄﻥ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،
ﺃﻭ ﺑﺄﻥ ﻳﻨﻘﻞ ﻭﻳﻨﺸﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ .
ﻭﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻟﻠﺤـﺪّ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ
1 – ﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ .
2 – ﻧﺸﺮ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ .
3 – ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻤﻮﻣﺎً ، ﻭﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،
ﻓﺒﻀﺪّﻫﺎ ﺗﺘﺒﻴّﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ
ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ؟
ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺼﻴﻞ :
ﺃﻭﻻً ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻀﻌﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ :
ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺇﺟﻤﺎﻋﺎً .
ﺛﺎﻧﻴﺎً ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ :
ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻌﻪ .
ﺛﺎﻟﺜﺎً ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﻐﺎﺯﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ :
ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺷﺮﻳﻄﺔ
–1 ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﻌﻔﻪ ﻏﻴﺮ ﺷﺪﻳﺪ
–2ﻭﺃﻥ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺖ ﺃﺻﻞ ﻋﺎﻡ
–3ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﺛﺒﻮﺗﻪ ﺑﻞ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ .
ﻭﻧﻘﻞ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ،ﻭﻣﻼ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﺭﻱ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﺄﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻭﺃﺑﻲ ﺯﺭﻋﺔ
ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﻭﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﻣﺊ ﻛﻼﻡ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ
ﺗﻴﻤﻴﺔ
ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻨﻴﻊ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﺭﺣﻤﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﻼ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻀﻌﻴﻒ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻓﻲ ﺃﻱ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎﺱ
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﺢ ﺑﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﻮﻟﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺩﻟﻴﻦ .
ﻓﺎﻟﺼﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻦ
ﺛﺒﻮﺗﻪ ﻓﻴﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻟﻐﻴﺮﻩ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
"ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻻ ﻳُﺴﺘﺪﻝ ﺑﻬﺎ ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻳُﺒﻴَّﻦ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﺿﻌﻴﻔﺔ ،
ﻭﻣَﻦ ﺣﺪَّﺙ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻳُﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻛﺬﺏ ﻓﻬﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﻴﻦ ،
ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ
)ﻣﻦ ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻲّ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍً ﻓﻠﻴﺘﺒﻮﺃ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ( ،
ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ (
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ
ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺭﺧﺺ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺛﻼﺛﺔ :
ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﻌﻔﻪ ﺷﺪﻳﺪﺍً .
ﻭﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ .
ﻭﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻟﻪ .
ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺃﺑﺪﺍً ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻦ ﺿﻌﻔﻪ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺫﻛﺮﻩ ﺃﻳﻀﺎً .
"ﻓﺘﺎﻭﻯ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺏ" ) ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ( .
ﺍﺭﻯ ﺿﻌﻒ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﺎﻻﺧﺬ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ
ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ,
ﻓﻔﻲ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻭﻏﻨﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ,
ﻭﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺷﺠﻊ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺬ ﺑﺎﻻﺣﺎﺩﻳﺚ
ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ
ﻣﻤﺎ ﺍﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻗﻼﻝ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺬ ﺑﺎﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ,
ﻭﺍﻣﺘﻼﺕ ﻛﺘﺐ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﺮﻭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﺣﻴﺎﺀ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ..
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺣﺬﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻨﻬﺎ , ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻓﻴﻬﺎ
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﻮﻁ ، ﻭﺃﺳﻠﻢ ﻟﻠﺬﻣﺔ ، ﻭﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ
ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ
ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ"
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
"ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺘﺴﺎﻫﻠﻴﻦ
ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ،ﻓﻬﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺻﺤﺘﻪ ﻣﻦ
ﺿﻌﻔﻪ ،
ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺿﻌﻔﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ، ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﻳﺴﻴﺮ ﺃﻭ ﺷﺪﻳﺪ
ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ، ﺛﻢ ﻫﻢ ﻳﺸﻬﺮﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺣﺪﻳﺜﺎً
ﺻﺤﻴﺤﺎً ،
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺜﺮﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺼﺢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،
ﻭﺻﺮﻓﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﺑﺎﻷﺳﺎﻧﻴﺪ"
" ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺔ" )ﺹ 36/(
ﻭ ﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﺤﻲ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ ،
ﻭ ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ، ﻭ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ
ﻣﺴﻠﻢ
ﻟﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﺷﺮﻃﻴﻬﻤﺎ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺴﻠﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻞ ﻓﻲ
ﻣﻘﺪﻣﺔ
] ﺻﺤﻴﺤﻪ ﺑﺎﺑﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻀﻌﻔـﺎﺀ [
ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﺹ 8
ﻭ ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ
" ﺇﻥ ﻣﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭ ﺍﻟﻤﻐـﺮﺏ ، ﺃﻭ ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻭ ﺛﻘﺔ ﻋﻦ
ﺛﻘﺔ ،
ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠـــﻎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺭﺟﻼً ﻣﺠﺮﻭﺣﺎً ﻳﻜﺬﺏ ﺃﻭ ﻏﻔﻠﺔ ، ﺃﻭ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﺍﻟﺤﺎﻝ
ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،
ﻭ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻪ ﻭ ﻻ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ، ﻭ ﻻ ﺍﻷﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺑﺸﻲﺀ (
ﺍﻟﻤﻠﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺹ 83
ﻭ ﺣﺠﺔ ﺍﻵﺧـﺬﻳﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺃﻥ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺃﺑﺪﺍً ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻤﺎ ﺻﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭ
ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ
ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻣﻊ ﻛــﻼﻡ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ –
ﺛﺮﻭﺓ ﻳﻌﺠﺰ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻐﻨﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ
ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺧﺼﻮﺻﺎً
ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،
ﻭ ﻟﺬﺍ ﻻ ﻓﺮﻕ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺛﺒﻮﺗﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ
ﻣﺎ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﺍﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ؟؟
ﺍﻥ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻛﻠﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺳﻴﻦ ﺛﺎﺑﺘﻴﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﺑﺎﺣﺪﻫﻤﺎ
ﻋﻦ ﺍﻻﺧﺮ ,
ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻻﺻﻼﻥ ﻫﻤﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭ ﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ,
ﻭ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ,
ﻭ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻧﺎﺧﺬ ﻋﻘﻴﺪﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﺟﻮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﺍﻻﺧﺮﺓ ,
ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺭﺍﺩ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻭ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ
ﺍﻥ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ
ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ؟
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ
ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺃﺣﻜﺎﻣﻨﺎ ﻭ ﺷﺮﻳﻌﺘﻨﺎ ,
ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ
ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﺭﺍ ﻟﺪﻳﻨﻨﺎ
ﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﺓ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ؟
ﻧﻌﻢ , ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ
) ﺇﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺰﻟﻨﺎ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭ ﺇﻧﺎ ﻟﻪ ﻟﺤﺎﻓﻈﻮﻥ (
ﻗﺎﻝ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ : ﻭ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺣﻔﻆ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮﻩ ﻭ ﻫﻮ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ,
ﻭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ
) ﺃﻻ ﺇﻧﻲ ﺃﻭﺗﻴﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ , ﺃﻻ ﻳﻮﺷﻚ ﺭﺟﻞ ﺷﺒﻌﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﺃﺭﻳﻜﺘﻪ
ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻤﺎ ﻭﺟﺪﺗﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻼﻝ ﻓﺄﺣﻠﻮﻩ ﻭﻣﺎ ﻭﺟﺪﺗﻢ
ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﻡ ﻓﺤﺮﻣﻮﻩ (
ﻓﻤﻦ ﺍﺭﺍﺩ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻬﻮ ﺿﺎﻝ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﺣﺬﺭ ﻣﻨﻪ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ , ﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ
ﺣﻴﻦ ﺍﺧﺒﺮ ﺍﻥ ﺍﻣﺜﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺳﻴﺠﻲﺀ ,
ﻭ ﻗﺪ ﺟﺎﺋﺖ ﻛﻤﺎ ﺍﺧﺒﺮ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺿﺎﻟﺔ
ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ
ﺳﻤﻮﺍ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ] ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻧﻴﻴﻦ [
ﻭ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﺣﺘﻰ ﺍﻻﻥ
ﻣﻼﺣﻈﻪ ﻫﺎﻣﻪ ﺟﺪﺍً
ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ
ﺍﻷﺋﻤﺔ
ﻓﻬﻤﺎً ﺧﺎﻃﺌﺎً ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﻣﺮﺍﺩ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻓﺘﻨﺎﻗﻠﻮﺍ ﻋﺒﺎﺭﺓ
) ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ (
ﻣﺠﻮﺯﻳﻦ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺃﻣﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺩﻟﻴﻞ
ﺷﺮﻋﻲ ﻣﻘﺒــﻮﻝ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﻗﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﻣﻔﻬــﻮﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭ
ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ
ﻭ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻀﻌﻴـﻒ
ﺇﻻ ﻋﻨﺪ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭ ﻗﺪﻡ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ،
ﻭ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀﻌﻴــﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻞ ﺑﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻓﻲ
ﺍﺻﻄﻼﺡ ﻣﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪﻩ ،
ﻟﺬﺍ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﻪ
ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪّ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺜﺒّﺖ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﺴﺐ
ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ .. ﻓﻴﻀﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ
ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺪﻕ ﻓﻴﻨﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ
ﺭﺍﻡ ﻧﻔﻌﺎ ﻓﻀﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ*** ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻘﻮﻗﺎ
ﻓﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻠﻨﺘﻖ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻟﺴﻨﺎ ﺣﺎﻃﺒﻰ ﻟﻴﻞ ﻛﻞ ﻫﻤﻨﺎ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﻳﺔ ﺃﻭﺍﻟﺘﺜﺒﺖ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺒﺪﻩ ﻭﻧﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ
ﻻ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻗﻞ ﻫﺬﻩ ﺳﺒﻴﻠﻰ ﺃﺩﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻴﺮ ﺓ ﺃﻧﺎ
ﻭﻣﻦ ﺍﺗﺒﻌﻨﻰ ﻭﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ(
ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
] ﻛَﻔَﻰ ﺑِﺎﻟْﻤَﺮْﺀِ ﻛَﺬِﺑًﺎ ﺃَﻥْ ﻳُﺤَﺪِّﺙَ ﺑِﻜُﻞِّ ﻣَﺎ ﺳَﻤِﻊَ [ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ
اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻷﻣﻴﻦ،
ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ ﺑﻬُﺪﺍﻫُﻢ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻭﺑﻌﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ,
ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ,
ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﺍﺩﻯ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﻔﺎﺳﺪ ﻛﺜﻴﺮﺓ ,
ﻭﻗﺪ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻻﻳﺪﻉ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﻠﻘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻐﺮﺿﻮﻥ ﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺷﺘﻰ ﺗﺴﺮﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﻳﻘﻴﺾ
ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻭ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺃﻣﺮﻫﺎ ,
ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﺣﺎﻣﻠﻮﺍ ﺍﻟﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻋﺎ
ﻟﻬﻢ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ
" ﻧﻀّﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻣﺮﺀﺍً ﺳﻤﻊ ﻣﻘﺎﻟﺘﻲ ﻓﻮﻋﺎﻫﺎ
ﻭ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻭ ﺑﻠّﻐﻬﺎ , ﻓﺮﺏ ﺣﺎﻣﻞ ﻓﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻓﻘﻪ ﻣﻨﻪ "
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺻﺤﺤﻪ
ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻡ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺟﺰﺍﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺧﻴﺮﺍ , ﺑﺒﻴﺎﻥ ﺣﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ
ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﺃﻭ ﺿﻌﻒ ﺃﻭ ﻭﺿﻊ , ﻭ ﺃﺻّﻠﻮﺍ ﺃﺻﻮﻻ ﻣﺘﻴﻨﺔ , ﻭ ﻗﻌّﺪﻭﺍ ﻗﻮﺍﻋﺪ
ﺭﺻﻴﻨﺔ ,
ﻣﻦ ﺃﺗﻘﻨﻬﺎ ﻭﺗﻀﻠﻊ ﺑﻤﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺃﻣﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻱ ﺣﺪﻳﺚ ,
ﻭﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻭ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﺐ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻠﻪ .
ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻫﺘﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺒﻴﺎﻥ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ
ﻭﺗﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻦ ﺃﺑﺎﻃﻴﻞ ﻣﻨﺴﻮﺑﺔ ﺍﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ..
ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﻫﻢ ﻟﻸﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ
ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺸﺮﺍ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﻭﻗﻤﻌﺎ ﻟﻠﺒﺪﻋﺔ ,
ﻭﺍﻟﺤﺬﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﺎ
ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺎﺗﻰ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﺃﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ؟
ﺃﻭﻻ — ﻭﻻ ﻳﺤﻖ ﻷﺣﺪ ﺇﻥ ﻳﺮﻭﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ
ﻭﻳﻨﺴﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ
–2ﻭﻓﻲ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻣﺎ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻻﺧﺬ ﺑﺎﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ
–3 ﺗﻮﺍﺗﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ
)ﻣَﻦ ﻛَـﺬَﺏ ﻋﻠﻲّ ﻣُﺘﻌﻤﺪﺍً ، ﻓﻠﻴﺘﺒﻮﺃ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ (
ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻮﻳﻨﻰ ﻭﻏﻴﺮﻩ :
] ﺇﻥ ﻣﻦ ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣُﺘﻌﻤّﺪﺍً ﻓﻬﻮ
ﻛــﺎﻓــﺮ [
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝّ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ
ﻭﺳﻠﻢ
ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﺑﺎً ﻣُﺒﺎﺷﺮﺍً ﺑﺄﻥ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،
ﺃﻭ ﺑﺄﻥ ﻳﻨﻘﻞ ﻭﻳﻨﺸﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ .
ﻭﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻟﻠﺤـﺪّ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ
1 – ﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ .
2 – ﻧﺸﺮ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ .
3 – ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻤﻮﻣﺎً ، ﻭﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،
ﻓﺒﻀﺪّﻫﺎ ﺗﺘﺒﻴّﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ
ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ؟
ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺼﻴﻞ :
ﺃﻭﻻً ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻀﻌﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ :
ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺇﺟﻤﺎﻋﺎً .
ﺛﺎﻧﻴﺎً ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ :
ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻌﻪ .
ﺛﺎﻟﺜﺎً ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﻐﺎﺯﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ :
ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺷﺮﻳﻄﺔ
–1 ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﻌﻔﻪ ﻏﻴﺮ ﺷﺪﻳﺪ
–2ﻭﺃﻥ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺖ ﺃﺻﻞ ﻋﺎﻡ
–3ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﺛﺒﻮﺗﻪ ﺑﻞ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ .
ﻭﻧﻘﻞ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ،ﻭﻣﻼ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﺭﻱ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﺄﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻭﺃﺑﻲ ﺯﺭﻋﺔ
ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﻭﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﻣﺊ ﻛﻼﻡ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ
ﺗﻴﻤﻴﺔ
ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻨﻴﻊ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﺭﺣﻤﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﻼ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻀﻌﻴﻒ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻓﻲ ﺃﻱ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎﺱ
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﺢ ﺑﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﻮﻟﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺩﻟﻴﻦ .
ﻓﺎﻟﺼﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻦ
ﺛﺒﻮﺗﻪ ﻓﻴﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻟﻐﻴﺮﻩ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
"ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻻ ﻳُﺴﺘﺪﻝ ﺑﻬﺎ ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻳُﺒﻴَّﻦ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﺿﻌﻴﻔﺔ ،
ﻭﻣَﻦ ﺣﺪَّﺙ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻳُﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻛﺬﺏ ﻓﻬﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﻴﻦ ،
ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ
)ﻣﻦ ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻲّ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍً ﻓﻠﻴﺘﺒﻮﺃ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ( ،
ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ (
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ
ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺭﺧﺺ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺛﻼﺛﺔ :
ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﻌﻔﻪ ﺷﺪﻳﺪﺍً .
ﻭﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ .
ﻭﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻟﻪ .
ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺃﺑﺪﺍً ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻦ ﺿﻌﻔﻪ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺫﻛﺮﻩ ﺃﻳﻀﺎً .
"ﻓﺘﺎﻭﻯ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺏ" ) ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ( .
ﺍﺭﻯ ﺿﻌﻒ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﺎﻻﺧﺬ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ
ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ,
ﻓﻔﻲ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻭﻏﻨﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ,
ﻭﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺷﺠﻊ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺬ ﺑﺎﻻﺣﺎﺩﻳﺚ
ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ
ﻣﻤﺎ ﺍﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻗﻼﻝ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺬ ﺑﺎﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ,
ﻭﺍﻣﺘﻼﺕ ﻛﺘﺐ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﺮﻭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﺣﻴﺎﺀ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ..
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺣﺬﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻨﻬﺎ , ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻓﻴﻬﺎ
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﻮﻁ ، ﻭﺃﺳﻠﻢ ﻟﻠﺬﻣﺔ ، ﻭﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ
ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ
ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ"
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
"ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺘﺴﺎﻫﻠﻴﻦ
ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ،ﻓﻬﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺻﺤﺘﻪ ﻣﻦ
ﺿﻌﻔﻪ ،
ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺿﻌﻔﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ، ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﻳﺴﻴﺮ ﺃﻭ ﺷﺪﻳﺪ
ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ، ﺛﻢ ﻫﻢ ﻳﺸﻬﺮﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺣﺪﻳﺜﺎً
ﺻﺤﻴﺤﺎً ،
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺜﺮﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺼﺢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،
ﻭﺻﺮﻓﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﺑﺎﻷﺳﺎﻧﻴﺪ"
" ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺔ" )ﺹ 36/(
ﻭ ﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﺤﻲ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ ،
ﻭ ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ، ﻭ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ
ﻣﺴﻠﻢ
ﻟﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﺷﺮﻃﻴﻬﻤﺎ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺴﻠﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻞ ﻓﻲ
ﻣﻘﺪﻣﺔ
] ﺻﺤﻴﺤﻪ ﺑﺎﺑﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻀﻌﻔـﺎﺀ [
ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﺹ 8
ﻭ ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ
" ﺇﻥ ﻣﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭ ﺍﻟﻤﻐـﺮﺏ ، ﺃﻭ ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻭ ﺛﻘﺔ ﻋﻦ
ﺛﻘﺔ ،
ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠـــﻎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺭﺟﻼً ﻣﺠﺮﻭﺣﺎً ﻳﻜﺬﺏ ﺃﻭ ﻏﻔﻠﺔ ، ﺃﻭ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﺍﻟﺤﺎﻝ
ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،
ﻭ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻪ ﻭ ﻻ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ، ﻭ ﻻ ﺍﻷﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺑﺸﻲﺀ (
ﺍﻟﻤﻠﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺹ 83
ﻭ ﺣﺠﺔ ﺍﻵﺧـﺬﻳﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺃﻥ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺃﺑﺪﺍً ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻤﺎ ﺻﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭ
ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ
ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻣﻊ ﻛــﻼﻡ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ –
ﺛﺮﻭﺓ ﻳﻌﺠﺰ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻐﻨﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ
ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺧﺼﻮﺻﺎً
ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،
ﻭ ﻟﺬﺍ ﻻ ﻓﺮﻕ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺛﺒﻮﺗﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ
ﻣﺎ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﺍﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ؟؟
ﺍﻥ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻛﻠﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺳﻴﻦ ﺛﺎﺑﺘﻴﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﺑﺎﺣﺪﻫﻤﺎ
ﻋﻦ ﺍﻻﺧﺮ ,
ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻻﺻﻼﻥ ﻫﻤﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭ ﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ,
ﻭ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ,
ﻭ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻧﺎﺧﺬ ﻋﻘﻴﺪﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﺟﻮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﺍﻻﺧﺮﺓ ,
ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺭﺍﺩ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻭ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ
ﺍﻥ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ
ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ؟
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ
ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺃﺣﻜﺎﻣﻨﺎ ﻭ ﺷﺮﻳﻌﺘﻨﺎ ,
ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ
ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﺭﺍ ﻟﺪﻳﻨﻨﺎ
ﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﺓ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ؟
ﻧﻌﻢ , ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ
) ﺇﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺰﻟﻨﺎ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭ ﺇﻧﺎ ﻟﻪ ﻟﺤﺎﻓﻈﻮﻥ (
ﻗﺎﻝ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ : ﻭ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺣﻔﻆ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮﻩ ﻭ ﻫﻮ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ,
ﻭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ
) ﺃﻻ ﺇﻧﻲ ﺃﻭﺗﻴﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ , ﺃﻻ ﻳﻮﺷﻚ ﺭﺟﻞ ﺷﺒﻌﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﺃﺭﻳﻜﺘﻪ
ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻤﺎ ﻭﺟﺪﺗﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻼﻝ ﻓﺄﺣﻠﻮﻩ ﻭﻣﺎ ﻭﺟﺪﺗﻢ
ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﻡ ﻓﺤﺮﻣﻮﻩ (
ﻓﻤﻦ ﺍﺭﺍﺩ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻬﻮ ﺿﺎﻝ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﺣﺬﺭ ﻣﻨﻪ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ , ﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ
ﺣﻴﻦ ﺍﺧﺒﺮ ﺍﻥ ﺍﻣﺜﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺳﻴﺠﻲﺀ ,
ﻭ ﻗﺪ ﺟﺎﺋﺖ ﻛﻤﺎ ﺍﺧﺒﺮ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺿﺎﻟﺔ
ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ
ﺳﻤﻮﺍ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ] ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻧﻴﻴﻦ [
ﻭ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﺣﺘﻰ ﺍﻻﻥ
ﻣﻼﺣﻈﻪ ﻫﺎﻣﻪ ﺟﺪﺍً
ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ
ﺍﻷﺋﻤﺔ
ﻓﻬﻤﺎً ﺧﺎﻃﺌﺎً ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﻣﺮﺍﺩ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻓﺘﻨﺎﻗﻠﻮﺍ ﻋﺒﺎﺭﺓ
) ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ (
ﻣﺠﻮﺯﻳﻦ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺃﻣﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺩﻟﻴﻞ
ﺷﺮﻋﻲ ﻣﻘﺒــﻮﻝ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﻗﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﻣﻔﻬــﻮﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭ
ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ
ﻭ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻀﻌﻴـﻒ
ﺇﻻ ﻋﻨﺪ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭ ﻗﺪﻡ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ،
ﻭ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀﻌﻴــﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻞ ﺑﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻓﻲ
ﺍﺻﻄﻼﺡ ﻣﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪﻩ ،
ﻟﺬﺍ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﻪ
ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪّ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺜﺒّﺖ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﺴﺐ
ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ .. ﻓﻴﻀﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ
ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺪﻕ ﻓﻴﻨﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ
ﺭﺍﻡ ﻧﻔﻌﺎ ﻓﻀﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ*** ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻘﻮﻗﺎ
ﻓﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻠﻨﺘﻖ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻟﺴﻨﺎ ﺣﺎﻃﺒﻰ ﻟﻴﻞ ﻛﻞ ﻫﻤﻨﺎ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﻳﺔ ﺃﻭﺍﻟﺘﺜﺒﺖ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺒﺪﻩ ﻭﻧﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ
ﻻ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻗﻞ ﻫﺬﻩ ﺳﺒﻴﻠﻰ ﺃﺩﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻴﺮ ﺓ ﺃﻧﺎ
ﻭﻣﻦ ﺍﺗﺒﻌﻨﻰ ﻭﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ(
ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
] ﻛَﻔَﻰ ﺑِﺎﻟْﻤَﺮْﺀِ ﻛَﺬِﺑًﺎ ﺃَﻥْ ﻳُﺤَﺪِّﺙَ ﺑِﻜُﻞِّ ﻣَﺎ ﺳَﻤِﻊَ [ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ
جزاكـ الله كل خير
وجعل مثواكـ الجنة
واياكي يا حبيبتي