تخطى إلى المحتوى

عشرون تحت القلب 2024

  • بواسطة
الونشريس
عشرون تحت القلب

————————
————————
زوجي العزيز … ترددت كثيراً قبل أن أدخل غرفتك هذه وان اجلس على مكتبك الخشبي هذا .. لانك كنت دائما تُصر على أن هذه الغرفة ملك لك وحدك دون غيرك.
ولأنني أريد أن اتحدث إليك مباشرةً .. دفعت نفسي فدخلتها وأعتديت* على اوراقك واقلامك* فأرجو أن تعذرني لذلك ..
أتعلم يحضرني اليوم أول مرة تحدثت معي عن هذه الغرفة وعن قواعدها وشروطها .. وكيف أصررت حينها* على أن أحث اطفالنا* على اللعب بعيدا عنها لكي لا يزعجوك بأصواتهم أو طلباتهم المستمرة إليك بأن تخرج إليهم وكنت دوما* اعمل على هذا فأبعدهم عنها .. وأُبعد نفسي أيضاً فهذا ما تريده ولم أفعل يوماً غير ما تريد* … ويحضرني أيضاً الساعات التي أنظر إلى بابها أتأمل بأن يتحرك ولو برهة لكي تمد لي صوتك من خلفه تأذن لي بالدخول أو حتى بقراءة ما تكتبه من حين إلى آخر ولكن طالت الساعات وما سمعت النداء .
سأسر إليك شيئاً يخالجني الآن …
انا* أشعر قليلا بالخوف بأن أستخدم أوراقك .. أو ما تسميه أنت بسلاحك أي قلمك ضدك أنت بالتحديد ,
ليس خوفاً عليك إنما على نفسي بأن أعتاد على خط الحدود وبأن أخلد إليه وأترك نفسي كما حدث معك
فهذا القلم الذي لا يكتب سوى الحدود والقيود .. وغرفتك هذه معزلك عن كل شيء يجمعك بنا – أنا وأنت – نعم انا وانت ..
فأنت ما عدت نفسك مذ دخلت دوامتك تلك التي تسميها الافكار .. .. وأوراقك* البيضاء التي ما أمتلأت يوما بشيء سوى الفراغ
تلك-الاوراق- التي لطالما شاركتني بك كما تشارك النسوة رجلٌ واحد .. كلٌ منها تحتج لقلة حصتها منه والكل لا يرضى ويدعي
أنه يأخذ الفتات منه ..وأنت .. أنت وحدك كنت تعلم من يأخذ ومن لا يأخذ ..
*
آه يا زوجي العزيز .. أتذكر المرة الأولى التي صفعتني بها .. والثانية والثالثة … نعم فمازلت أتذكر .. ولا تستغرب من هذا
فليس إن دمل الجرح يذهبُ .. عندما جاءت والدتي في ذاك اليوم الأول وسألتني .. بنيتي من فعل بك أجبت الحياة والثانية أردفت أيضاً انها الحياة والثالثة الحياة وكانت تقول لي دوما في كل مرة " يكفيك أنك بقرب رجل يواسي دمعك إن صفعتك الحياة " كنت على بعد برهة من أن أجيب .. " بل إني بقرب رجلٌ يصفعني كلما إبتسمت لي الحياة "
.. لا تتفاجأ نعم لا تتفاجأ صحيح أنك كنت تعتذر لي وتواسيني بعد أن ينال الدمع من ثوبي ..
وكنت أبتسم لك معلنة أن الغبار سيطال تلك الصفعة ولن تُذكر يوماً … ولم أكن أكذب حينها فما كنت أعتقد أنك ستصفع الثانية أو الثالثة .. فقد
كنت أعول عليك بأن تنسيني إياها تلك الاولى لا أن تعيد الكرة ثانية وثالثة.. ولكن جرت كما تجري الأمور دوما .. صفعٌ .. بكاءٌ ومن ثم صفحٌ فصفعٌ وهكذا ..
أتعلم يا سيدي .. اقصد يا زوجي ..وربما كلاهما سيانُ عندك ! أستغرب على غرفتك هذه أنها لا تحوي شيئاً يعكس الضوء أربما لانك لا تريد ان تنظر إلى نفسك من برهة إلى أخرى
إعذرني فقد كتبت شيئاً خارج نسق النص .. ولكني أكتب ما يجول في فكري دوما دون أن أنقح أو أعدل الكثير لانني هكذا أعتدت .. أتذكر عندما قلت لي كتاباتك تحتاج الكثير من التنقيح .. وكيف كنت أجيبك أن* هكذا تخرج من صدري وهكذا يجب أن تُقرأ
ربما بهذا نختلف أنا وأنت فأنت تضع الكثير من مساحيق التجميل على كلماتك وأنا لا .. رغم أني أرشق الكثير منها على وجهي لكي أخفي الكدمات التي كنت تتفنن في كتابتها على صفحات جسدي ..
أيحضرك يا زوجي العزيز المرة الأولى التي دخلت فيها غرفتك .. كيف نهرتني وطردتني يومها وكأنني إرتكبت جرماً أثيم .. اتذكر كيف كنت تصرخ أني ما عدت أحترم خصوصيتك وما عدت أعي ما تريد ..
لعلك تذكر أنني لم أجبك حينها .. نعم لم أجبك .. فلم أكن أعلم أن خطأي الاول هو الخطأ الأخير معك وكاننأ نمارس تلك اللعبة التي تقول أنها المفضلة لديك – الروليت يا سيدي – الروليت ….
*
ولكنك كنت يومها يا زوجي العزيز قد اطلت الجلوس في تلك الغرفة
حتى خفت ضوء الشمعة التي كنت تقرأ بقربها فتوجس قلبي ودفعني حبي بأن أنظر هنية إليك لعلك تحتاج شيئاً وما هي يدي تلامس المقبض حتى سمعت صوت كرسي يتحرك بشدة وبابٍ يُفتح وصراخٍ يصدح ..
ومنذ ذلك اليوم أصبحت أعي هذه اللعبة جيداً .. ولكني كنت أخطىء دوماً* لأنني لا أحب هذه الألعاب وكنت أنت الذي تعشقها* لا تغمض عينيك عن أمراً .. نعم فهكذا خطأً واحداً كان* يكفي لأن يعيدنا إلى الصفر .. نعم درجة الصفر
لعلك* يا زوجي العزيز تسأل نفسك لماذا اليوم .. ولماذا دخلت غرفتك ومالذي دفعني لهذا رغم أنك لم تصفعني البارحة ..
ولكي أصدقك القول هذه المرة .. فإن ملامة هذا الأمر تقع على عاتقي تماما .. فالبارحة كنت أعيد ترتيب بعض الحاجيات وإذ بي أقع
على صندوق ذكرياتي .. وأجد فيه الحربة التي كنت أحارب الحياة بها –شهادة تخرجي -* والتي ركنتها جانباً لانك أردت هذا ..
ولن تصدق أيضاً فقد رأيت ذلك القلم الذي كنت أكتب فيه عندما كنت فتية الفكر ولكي اصدقك القول لقد إحترت فعلا بأي القلمين أكتب لك اليوم ..
أبقلمي القديم الذي خط كلماتي على سطور الحياة ..
أم بقلمك الذي خط حدوداً وحواجزاً بيني وبين الحياة ..
أتعلم …. لم أعد أستطع الاستمرار في الكتابة فغرفتك هذه باردة جدا .. كما ولو ان الحرارة هنا عشرون تحت القلب .
*
ولكن سأشاركك* بسر جميل قبل هذا ..* نحن النسوة يا صديقي .. نوعان نوع يحلم فلا يستيقظ من حلمه الواهي وهو السعيد الأحمق ونوع يستيقظ منه باكراً وهو التعيس الأنبه* … وأنت تعلم جيداً أني من أصحاب النوم الخفيف !
*
صحيح تذكرت شيئاً ايضاً ..* قلت لي ذات .. أستغرب على محامية مثلك أن تحب بهذا الشغف وهي تجول كل يوم على هذا الكم من قضايا الطلاق* .. وأنا ارد عليك اليوم* وأنا أستغرب على رجل مثلك يعلم ما يعلم عن الحياة أن لا يحب غيره رغم انه يعلم ان الحياة لم تخلق لأجله !
*
وداعاً
لأنني أستحق ذلك
زوجتك المخلصة لنفسها

    حبيبتى حيرتنى معاك هده قصة ام واقع

    صح كلامك أنا لﻷسف من النوع الي نومه خفيف
    هههههه

    الف شكر حبيبتى

    الله جميل جدااااااااااااا والله كله صح وواقعى تسلم ايديكى وتزدادى فى تالق يارب

    ام فارس
    كل الشكر لك …
    على تعطيرك متصفحى …
    ادعو الله أن لا يحرمنى توااااصلك …
    و الف الف الف شكر …

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.