تخطى إلى المحتوى

غسيل القلوب 2024

الونشريس


غسيل القلوب !

كم نحن في حاجة ماسّة إلى تنظيف قلوبنا كتنـظيفنـــا لأقدامنـا عند كلِّ وضــوء !
فنحن نبالغ في التخليل بين الأصابع ، وذلك حسن ، والأحسن منه أن ننظر إلى أحقادنا وأدوائنا التي تخلَّلت بين خلجات قلوبنا ، وتلك الأوهام كالأورام التي اندسَّت بين طيّات نفوسنا ، فنداويها ، ونبريها مما فيها ..
ولكن ـ ويا للأسف ، ويا طول التلف ! ـ فبقدر خوفنا من علل الأجسام ، بقدر غفلتنا عن علل القلوب وأمراض النفوس ، وتلك الحالقة !

فها أنت ترى الرجل المهيب ، فتبني له في قلبك قصرًا مشمخرّاً في السماء ، فمظهره الصلاح ، وسيماه التُّقى ، وهيأته الاستقامة ، فإذا نطق لسانه ، أعرب بيانه عمَّا في قلبه من أدواء مهلكة ، وأمراض معطبة ، وأحقاد مردية قد سيطرت على فكره ، وغدت تسوس علاقته بغيره ، وتجعله أسيرًا لظنونه ، منقادًا لوساوسه ، كنعجة السوء في كف من يسوسها !

فيسقط من حالق ، ويتردّى من شاهق ، لتعلم أنه كالدمامل المتضخمة ، والدواهي في مكامنها تحوم !

فهو سيء الظن بالناس ، خبيث الطويّة ، فاسد النيّة ، يحسد الناس على ما آتاهم مولاهم من النعم كأنما هي من أطراف بدنه ، ويحقد على القريب منه قبل البعيد عنه ، فهو يتخيّل أن كلَّ تصرُّف ضدَّه ، ويتصوَّر أن كلَّ كلمة تُقال له لهما من المعاني الخفيَّة ما يفوق معانيها الجليّة ، ويعتقد أنه محسود على النعم ، مرصود بكلِّ النِّقم … فتبّاً له ما أعطبه !!

أليس هذا بحقيق أن يلتفت إلى قلبه المريض فيبادره بالتربية والتزكية والتهذيب والتأديب ؟!
ألا ما أحوجنا إلى غسل قلوبنا السقيمة بأحقادنا القديمة كما نغسل أطباق طعامنا ، فلن ينجو في يوم القيامة إلا أصحاب القلوب السليمة والنفوس المستقيمة ..

عن عبد الله بن عمرو: "قيل يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان"، قيل صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: "هو التقي النقي، لا إثمَ فيه ولا بغي، ولا غل ولا حسد" (رواه ابن ماجة).

ما أحوجنا الى تطهير و تهذيب نفوسنا و غسل أذران تلك المضغة الصغيرة الحجم
كونها معقد النيات التي يتوقف عليها صلاح او طلاح أي عمل…

الكل يسعى كي يكون الافضل في علاقته مع ربه …مع غيره..
و نفسه فيها ما فيها من غل ,,سوء ظن,, غش, خداع ,,خصال من نفاق…

الكثير يشكو الفتور فالعبادة..عدم الخشوع…ضعف الايمان…

نبحث … و قد يطول البحث
و أصلح الخلل في تلك المضغة التي تنبض بين جنبينا

لذا وجب ان نصلح الاساس……….. أي أن ننطلق من انفسنا
و تحــديــــداً القلـــــب.

اللهم واشرح صدورها وقلوبنا بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك ،
وأحيها بمعرفتك،وأمتها على الشهادة في سبيلك،
إنك نعم المولى ونعم النصير،
وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".

    بارك الله فيك

    جزاك الله خيرا

    الونشريس

    بارك الله فيكي

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.