تخطى إلى المحتوى

من ثمرات الإيمان لذة المناجاة وحلاوة العباده , مناجاه العبد لله , العباده والمنا 2024

الونشريس

تُرى ما الّذي يبحث عنه الإنسان في هذه الحياة؟ أليس يبحث عن السّعادة؟ أليس يرغب في أن يدخل السّرور إلى قلبه، وأن تشيع البهجة في نفسه؟ وأن تعلو البسمة شفتيه، وأن تستقبل أذناه حسن الكلام؟ فما الطّريق إلى تحقيق كلّ ذلك؟
الونشريس
أنتَ أيُّها المؤمن الصّادق، أيّها المسلم المخلص، أيّها العبد الخاضع لربّه، صاحب اللّسان الذّاكر، والقلب الشّاكر، والدّمعة الخاشعة، والجبهة الخاضعة لعظمة اللّه، أنتَ وحدك إن فهمتَ هذا الإيمان فأنتَ النّاجي الفائز. فأيُّ شيء تطلبه يسّره اللّه لك وبسّطه بين يديك. فلنتأمّل تلك اللّذة الّتي ذاقها المؤمنون، وعرَّفها وعلَّمها للنّاس المرسلون، واقتطف ثمارها وتمتّع بأذواقها عباد اللّه الصّالحون، والّتي حُرمها للأسف الكثيرون.

إنّ أعظم المِنَن والنِّعَم أن تكون الحياة كلّها للّه: {قُلْ إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للّه ربِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، فما أعظم أن يكون الضّعيف مرتبطًا باللّه القويّ، وما أعظم أن يكون العبد العاجز مرتبطًا باللّه الّذي لا منتهى لكماله، وما أعظم أن يخضع الفقير المعدَم للغني القاهر سبحانه، إنّه حينئذ يتحوَّل إلى صورة أخرى، وإلى معنى آخر في هذه الحياة، إنّه يرتبط حينئذ بالسّماء، ويرتبط بنور الوحي.
الونشريس
إنّ الإيمان الّذي فيه اللّذة والحلاوة، والمتعة والسّعادة، الّذي فيه طمأنينة القلب، وسكينة النّفس هو الّذي عبّر عنه صلّى اللّه عليه وسلّم تعبيرًا صريحًا واضحًا:
حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي وبشر بن الحكم قالا حدثنا عبد العزيز وهو ابن محمد الدراوردي عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا" روآه مسلم
فما أعظم هذه الطّمأنينة الّتي تنسكب في القلب: {الّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُ قُلُوبَهُمْ بِذِكْرِ اللّه أَلَا بِذِكْرِ اللّه تَطْمَئِنُ الْقُلُوب}، ما أجلَّها من نِعمة، وما أعظمها من لذّة، لو أنّ الإنسان تفاعل بها انفعالًا صادقًا، ولو أنّه تشرَّبها تشرُّبا كاملًا، ولو أنّه عاشها وبقي معها في مداومة مستمرة، وفي حياة متواصلة، إذًا لتحقَّق له أيضًا ما بيّنه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من المفارقة في اللّذة الّتي إذا جناها العبد حقيقة، فإنّه لا يرضى عنها بديلًا:
حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار " صحيح البخآري
، كلّ هذه المشاعر من المحبّة والميل العاطفي، إنّما رابطها الإيمان الّذي يغذّيها وينمِّيها، ويجعلها متعة ولذّة في هذه الحياة، ولذا قال ذاك العبد الصّالح الّذي تذوّق هذه الحلاوة: ”واللّه إنّا لفي لذّة لو عَلِمَها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسُّيوف”.
الونشريس
تأمَّل قول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء قال ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه قال فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض " صحيح مسلم
، فإذا رأيتَ القلوب تهفو إليك، والأيدي تعانقك، والشِّفاه تبتسم لك، وبريق العيون ينظر لك نظرة المحبّة، فاعلم أنّما هي مشاعر الإيمان، وصدق القلوب ترسل تلك الرّوابط.
الونشريس
المؤمن وهو في عِزّ المحنة وشدّتها وهولها يبقى ساكنًا، مطمئنًا بوعد اللّه وبنصر اللّه سبحانه كما هو حال الأنبياء والمرسلين: ”ما ظنُّك باثنين اللّه ثالثهما”، {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِين}، {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيم}، فما أعظم هذه الطمأنينة المنسكبة في القلب، الّتي تَجعل الإنسان مستقرًا مطمئنًا.

فما هذا الشَّوْق الّذي يستولي على القلب عندما يتغلغل فيه الإيمان؟ فهذا بلال رضي اللّه عنه عندما تحين وفاته، تصيح زوجته وتقول: وَاحُزْنَاهُ، فيقول: بل وَافَرْحَتَاهُ، غَدًا أَلْقَى الْأَحِبَّةَ مُحمّدًا وصحبه”. واسمع إلى أنس بن النَّضر يوم أحد وهو يقول: ”واها لريحُ الجنّة، واللّه إنّي لأجِد ريحها دون أُحُد”، ثمّ ينطلق مشتاقًا راغبًا محبًا متولِّعًا للقاء اللّه، يلقي بنفسه ويعانق الموت قبل أن يأتيه، ويمضي شهيدًا إلى اللّه.

فليتك تَحْلُو والحياة مَرِيرَةٌ
ولَيْتَكَ تَرضَى وَالأنامُ غضابُ
إذا صَحَّ منك الوُدُّ فالكلُّ هَيِّنٌ
وكلّ الّذي فَوْقَ التُّراب تُرَاب

الونشريس

    تسلمى يا عسوووووووله

    نورتيني يا حبيبتي ☺

    جزاكى الله خيرااا

    منورة ☺

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.