تربيةالأطفال (1)
1- النبى صلى الله عليه وآله وسلم يدعو للأبناء وهم فى أصلاب آبائهم:-
لما أذى النبى من أهل الطائف ورموه بالحجارة عرض عليه ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين ( جبلين بمكة ) عندها قال النبى المشفق الرحيم " أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا " كذلك يرشدنا لما فيه صلاحا للابن فى المستقبل حيث تكون البداية ربانية لا شيطانية حيث قال صلى الله عليه واله سلم: " لو أن أحدكم اذا أتى أهله قال: باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان مارزقتنا، يولد بينهما ولد فلا يصيبه الشيطان أبدا" ولقد أمرنا الله باختيارالصالحين والصالحات عند الزواج لتنشئة جيل صالح لأن فاقد الشيء لايعطيه.
2- ويدعو لهم وهم نطفة فى رحم الأمهات:-
ومن العناية به ووقايته مما قد يؤثر على صحته وهو فى رحم أمه ولذا أبيح للحامل اذا خافت على جنينها أن تفطر فى رمضان كالمريض والمسافر، ومن العناية بالطفل وهو فى رحم أمه تأجيل العقوبة التى تستحقها اذا كان ذلك سوف يؤثر على الولد أو يقضى عليه مثل قصة جهينة وقصة الغامدية.
3- ويعلمنا صلى الله عليه وآله وسلم أذكار لنزول أحدهم بالسلامة من رحم أمه:-
ان لحظات الولادة من أشق اللحظات على الأم وجنينها لما فيها من المشقة والكرب وتكون الأم مكروبة فيها كربا عظيما وقد علمنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دعاء يقال فى هذه الحالات حيث قال: " دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلنى الى نفسى طرفة عين وأصلح لى شأني كله لا اله الا أنت"
4- ويبين صلى الله عليه وآله وسلم منزلته عند الله اذا سقط من بطن أمه قبل تمامه:-
لقد ورد بشأن السقط أحاديث تسر السامعين فعن معاذ بن جبل رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " والذى نفسى بيده إن السقط ليجر أمه بسرره الى الجنة اذا احتسبته" أي صبرت على فقده.
5- وبعد ولاتهم يؤذن فى الأذن اليمنى للطفل:-
عن أبى رافع قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أذن الحسن بن على (ع) حين ولدته فاطمة. وقيل: وسر التأذين أن يكون أول ما يقرع سمع الانسان كلمات النداء العلوى المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التى أول ما يدخل بها فى الاسلام ومعروف أن الشيطان يفر ويهرب من سماع كلمات الآذان فيسمع شيطانه ما يغيظه فى أول لحظات حياته.
تربية الأطفال (2)
الاسلام يعد الأولاد من البشريات :-
ان الاولاد نعمة من الله سبحانه وتعالى يهبها لمن يشاء ويمسكها عمن يشاء ولما كانت هذه النعمة تسر الوالدين بشرت الملائكة بهم رسل الله من البشر وزوجاتهم
قال تعالى:" يا زكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحيى"( مريم 7) – وقالت عن امرأة ابراهيم الخليل " وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب" (هود :71) ولهذا ذم الله تعالى من تبرم من الأنثى واستثقلها لأنه تعالى هو الذي وهبها كما وهب الذكر والحياة لا تستمر الا بالذكر والأنثى معا فقال تعالى: " ألا ساء ما يحكمون" ( النحل : 59)
والنبى صلى الله عليه وآله وسلم يحنك المولود بالتمر ويدعو له ويبرك عليه
والتحنك هو مضغ الشيء ووضعه فى فم الصبي وذلك حنكه به يصنع ذلك بالصبى ليتمرن على الأكل ويقوى عليه والمقصود من التحنك أن يطمئن الطفل ويجعله آمنا على استمرار غذائه والعناية به وبخاصة تحنكه بالتمر الذى ترتفع فيه نسبة الحلاوة التى يتلذذ بها الطفل وفيه كذلك تمرين على استعمال وسيلة غذائه الجديدة وهى المص بالفم ليألفها.
ويرشد النبى محمد صلى الله عليه وآله وسلم الأبوين إلى تحصينه بالذكر من الآفات وشكر الله تعالى على موهبته فلا شك أن الدعاء مجلبة لكل خير وفيه شكر الرحمن الذى يزيد من شكره قال تعالى:- " لئن شكرتم لأزيدنكم" (إبراهيم : 7). ويقسم صلى الله عليه وآله وسلم للمولود ميراثه بمجرد ولاته.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لَا يَرِث ُالصَّبِيُّ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صَارِخًا قَالَ وَاسْتِهْلَالُهُ أَنْ يَبْكِيَ وَيَصِيحَ أَوْ يَعْطِسَ
ويأمر باخراج الزكاة عنه بمجرد الولادة أيضا
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِ ينَحُرٍّ أَوْ عَبْدٍ أَوْ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ رواة البخاري ومسلم وغيرهم
ويرحم صلى الله عليه وآله وسلم طفولته ولو كان ولد زنا:-
من رحمة النبى بالطفل وحرصه على أن يشب راضعا من ثدى أمه انه لما جاءته الغامدية التي زنت ردها حتى تلد فلما وضعت ردها حتى ترضع طفلها ثم جاءت بالطفل بيده خبز دليل على فطامه فأقام صلى الله عليه وسلم عليها الحد (الحديث رواه مسلم )
والناظر فى هذا الحديث يرى أمورا عجيبة:-
– لم يأمرها النبى أن تسقط هذا الحمل من الزنا بل على العكس أمرها ان تذهب حتى تلد.
– فلما ولدت أمرها أن تذهب حتى تفطمه فأرضعته ثم فطمته وقد أكل الخبز.
– أن النبى دفع بالصبى الى أحد المسلمين ليقوم على رعايته وتربيته.
تلك رحمة نبي الرحمة على ولد الزنا من الضياع فما ذنبه أن يتحمل آثار جريمة غيره ..!!
ويحتفل بالأطفال فى صغرهم فيوصى بالعقيقة عنهم.. وللعقيقة فوائد كثيرة كما ذكر العلماء منهم ابن القيم فهى قربان من الله تعالى وفيها الكرم والتغلب على الشح وفيها اطعام الطعام وهو من القربات وهى تفك ارتهان المولود عن عدم الشفاعة لوالديه أو شفاعة والديه له ومنها أنها ترسيخ للسنن الشرعية ومحاربة خرافات الجاهلية وفيها اشاعة نسب المولود وغيره.
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ قَالَ كُلُّ غُلَامٍ رَهِينٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ وَيُسَمَّى .
أَنَّ أُمَّ كُرْزٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ عَنِ الْعَقِيقَةِ فَقَالَ عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ وَعَنِ الْأُنْثَى وَاحِدَةٌ وَلَا يَضُرُّكُمْ ذُكْرَانًا كُنَّ أَمْ إِنَاثًا
تربية الأطفال (3)
يغير صلي الله عليه وآله وسلم عادات الجاهلية في الاحتفال بهم :-
عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ (سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا وُلِدَ لِأَحَدِنَا غُلَامٌ ذَبَحَ شَاةً وَلَطَخَ رَأْسَهُ بِدَمِهَا فَلَمَّا جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ كُنَّا نَذْبَحُ شَاةً وَنَحْلِقُ رَأْسَهُ وَنُلَطِّخُهُ بِزَعْفَرَانٍ)
و كان يسميهم بأحسن الأسماء :-
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْد ُالرَّحْمَنِ (حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا هشام بن سعيد الطالقاني أخبرنا محمد بن المهاجر الأنصاري قال حدثني عقيل ابن شبيب عن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأقبحها حرب ومرة)
وينهي عن تسميتهم بأسماء قبيحة وغير جائزة شرعا:-
عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لا تسم غلامك أفلح ولا نجيحا ولا يسارا ولا رباحا فإنك إذا قلت أثمه أو أثم فلان قالوا لا
يأمر صلي الله عليه وآله وسلم بحلق رأس الطفل يوم سابعه وتنظيفه وازالة الاذى عنه:-
عن علي بن أبي طالب (ع) قال عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحسن بشاة وقال يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة قال فوزنته فكان وزنه درهما.
جزاكِ الله خيراً