تعد نباتات الجوجوبا من نباتات المحاصيل الزيتيه الواعده ، فهي تنتج زيتا ذو خصائص فريده وله استخدامات واسعه ، وتتميز شجيرات الجوجوبا بقدرة كبيرة على تحمل الظروف البيئية القاسية كارتفاع درجات الحراره والجفاف والملوحة.
الجوجوبا شجيرة صحراوية لها أسماء عديدة منها جوز الماعز أو جوز الغزال أو البندق البري او الهوهوبا ، والاسم الانجليزي الشائع هو Jojoba
، وهو يتبع العائلة المسماة بالبوكسية ( Buxaceae ) ، أما أسمه العلمي فهو Simmondsia chinensis
يعود اكتشاف نبات الجوجوبا إلى العام 1822 على يد عالم النباتات الامريكي اتش، اف لينك، الذي اكتشفها في بايا كاليفورنيا، ولقد اطلق السيد لينك على اسم النبات الجديد الذي وجده اسم عالم نباتات اخر من الممكلة المتحدة اسمه تي. دبليو سيموندز، لذلك فان الاسم العلمي والاول للجوجوبا هو سيموندسيا تشاينيسس. ولكن لم تكتشف فائدته إلا بعد ان اصدرت الولايات المتحدة قرارا بمنع استعمال زيت الحوت في الصناعات التجميلية، حيث بدأ الباحثون بالبحث عن بديل لزيت الحوت.
تنتج نباتات الجوجوبا بذور وقد اكتشف الابحثون ان تسخين البذور يفرز زيتاً. وكان سكان صحاري جنوب كاليفورنيا والمكسيك يستعملون هذا الزيت لعلاج مشاكل الجلد والجروح. كما اجرى اليابانيون ابحاثا على زيت الجوجوبا، ووجدت بأنه غير سام لجلد الانسان، ثم سرعان ما بدأت المميزات المذهلة لهذا الزيت بالظهور.
وفي الحقيقة، فأن زيت الجوجوبا هو عبارة عن شمع يذوب في درجة حرارة الغرفة. وللزيت مزايا كيماوية شبيهة بزيت السيبم، الذي ينتجه جلدنا. في الحقيقة، انه احد الزيوت النباتية سهلة الامتصاص. ولهذا السبب، سرعان ما استعمل في انتاج العديد من منتجات العناية بالشعر والجلد.
وزيت الجوجوبا رائع خصوصا للاشخاص الذين يعانون من جلد حساس، أو حالات مثل الاكزيما. حيث يخفف الجفاف ويطري الجلد وعندما يضاف الى مستحضرات الشعر يزيدها لمعاناً. كما يعرف بأنه يقلل التجاعيد، وكافة الاعراض التي تسبب الشيخوخة للجلد. بالاضافة الى ذلك، تساعد على نمو الخلايا الجلدية، كما ان له خاصية محاربة البكتيريا.
وبسب هذه المزايا المذهلة، لا عجب في ان زيت الجوجوبا يستخدم في جميع المستحضرات الخاصة بالجلد، وعلاج مشاكل البشرة، والشعر.
ان الجوجوبا اكتشاف رائع، ومهم لصناعة مواد التجميل لانه يساعد الجميع على الحصول على بشرة طرية وناعمة والتخلص من الامراض الجلدية والجفاف، اذا كنت تفكر في شراء مستحضر الجوجوبا تأكد من أنه اصلي أو يمكنك صنع مستحضرك الخاص من الجوجوبا، اخلط 50 نقطة من زيت اللافندر، مع علبة من زيت الجوجوبا، ضعه على الجلد وافرك حتى يمتصه الجلد تماما.
استخدامات الجوجوبا :
الجوجوبا من النباتات متعددة الأغراض فقد يستخدم لتشجير المناطق الجافة ووقف انجراف التربة، إلا أن الغرض الرئيسي من زراعة الجوجوبا حاليا هو إنتاج البذور التي تحتوي على زيت فريد ذي خصائص ممتازة . و من الناحية الفيزيائية فان زيت الجوجوبا يشبه الزيوت النباتية الأخرى، أما من الناحية الكيميائية فيختلف زيت الجوجوبا عن الزيوت النباتية فهو اقرب ما يكون إلى الشمع السائل بخلاف الزيوت المشتقة من بذور المحاصيل الزيتية الأخرى. وزيت الجوجوبا اصفر اللون عديم الرائحة ومقاوم للفساد (التزنخ) ويبقى سائلاً في درجة حرارة الغرفة ويتميز بالثبات وطول فترة الصلاحية، وله استخدامات عديدة ومتنوعة منها على سبيل المثال مستحضرات التجميل ، و صناعة الشامبوهات ومعاجين الأسنان و رغوات الحلاقة ومزيل الأصباغ والدهانات والشموع ومواد التنظيف والصمغ والبلاستيك والحبر. وفي الوقت الحاضر فان ما يقارب الـ 90? من زيت الجوجوبا المنتج عالمياً يستخدم في صناعة مستحضرات التجميل، حيث ازداد التوجه مؤخراً لإحلاله مكان المنتجات الصناعية أو ذات الأصل الحيواني كبديل صديق للبيئة. ولزيت الجوجوبا استخدامات طبية واسعة أيضا حيث يدخل في صناعة بعض الأدوية والعقاقير الخافضة للحرارة والمسكنات وفي علاج الالتهابات وتجرى حالياً الكثير من الأبحاث والدراسات حول إمكانية استخدام زيت الجوجوبا في صناعات أخرى متنوعة مثل استخدامه كزيت للمحركات، والنتائج المتحصل عليها حتى الآن مشجعة جداً، ويعقد بعض الباحثين آمالاً كبيرة على بذور هذا النبات الصحراوي لتكون بديلاً نظيفاً وفعالاً لوقود الديزل لتشغيل المحركات . غير أن استخدام زيت الجوجوبا كوقود يحتاج إلى كميات هائلة من البذور، الأمر الذي يتطلب زراعة مساحات شاسعة تحتاج بدورها إلى استثمار كبير في هذا المجال. ويشير بعض الباحثين إلى ملائمة المناطق الصحراوية الشاسعة لزراعة هذا النبات بشكل موسع حيث انه في الأصل نبات صحراوي يتحمل الحرارة والملوحة . ومن المجالات الواعدة لزيت الجوجوبا استخدامه لوقاية النباتات ولمكافحة بعض الحشرات مثل الذباب الأبيض وكذلك استخدامه في مكافحة بعض أنواع الأمراض البكتيرية على نباتات العنب وبعض نبات الزينة، وهذا من شأنه تقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائية التي لا تخلوا من مخاطر على الإنسان والبيئة بشكل عام.
نظرا ًلما يتميز به نبات الجوجوبا من تعدد استخداماته وتحمله للظروف البيئية القاسية و متطلباته المائية المنخفضة، فإن هذا النبات يستحق الكثير من العناية والاهتمام ، ويحتاج إلى المزيد من الأبحاث والدراسات لمعرفة أفضل المعاملات الزراعية بهدف التغلب على بعض المعوقات التي تحد من زراعته في الوطن العربي وشبه الجزيرة العربيه بوجه خاص والحصول على أعلى إنتاج ممكن من البذور.
الوصف النباتي :
الجوجوبا شجيرة مستديمة الخضرة تبلغ في الطول من 1?8 إلى 3 أمتار وفي العرض من 1?8 إلى 2?4 متراً، ثنائية المسكن (الأزهار المذكرة توجد على نبات والمؤنثة على نبات آخر) ، أوراقها جلديه طولها من 2?5 إلى 6 سم وعرضها من 0?6 إلى 2 سم متقابلة رمادية إلى خضراء اللون بيضاوية الشكل بها طبقه شمعيه تقلل من فقد الرطوبة، الأزهار المؤنثة صغيره وذات لون باهت وتحمل منفردة عند العقد الورقية ، بينما تحمل الأزهار المذكرة الأكبر حجماً وذات اللون الأخضر المصفر في عناقيد زهرية، ويتم التلقيح عن طريق الرياح . الثمرة علبة ( كبسولة) خضراء اللون تحتوي على ثلاث بذرات، وعند النضج (3-6 أشهر من التلقيح) تنفتح الثمرة ناثرةً بذوراً بنية اللون مجعدة حجمها يقارب حجم بذور الفول السوداني ، وغالباً يتم إنتاج البذور بعد السنة الرابعة من الزراعة في حالة الإكثار عن طريق البذور.
المتطلبات البيئية :
تعد درجة الحرارة (خصوصاً المعدلات المنخفضة منها) عاملاً مهماً في نمو شجيرات الجوجوبا، حيث تتسبب درجات الحرارة المنخفضة جداً (حوالي -8°م) في تجمد البراعم والأفرع الغضة، وقد تؤدي درجات الحرارة المنخفضة إلى موت الكثير من النباتات الصغيرة، أما درجات الحرارة المرتفعة فتستطيع نباتات الجوجوبا تحملها بشكل جيد. ويؤثر نوع التربة تأثيراً مهماً على نمو نباتات الجوجوبا، غير أنها تنمو جيداً في مدى واسع من الترب وبخاصة التربة الرملية . وفي موطنها الأصلي صحراء سونورا، تنمو نباتات الجوجوبا في المنحدرات الصخرية وبطون الأودية وفي مناطق تتراوح في الارتفاع بين 300 إلى 1500 م عن سطح البحر.
وكغيرها من النباتات الصحراوية التي تنمو في ظروف بيئية قاسية من الجفاف والحرارة و شدة الإضاءة وتدني خصوبة التربة، تمتلك نباتات الجوجوبا الكثير من الخصائص والمميزات التي تقلل من الأضرار الناجمة عن تلك العوامل البيئية المتطرفة ، فالمجموع الجذري لنبات الجوجوبا سريع النمو نسبياً. ويتعمق في باطن التربة ليصل إلى الطبقات الرطبة من التربة في فترة قصيرة نسبياً، كما أن المجموع الجذري ذو كفاءة عاليه في امتصاص الماء. وتترتب الأوراق في وضع رأسي تقريباً بحيث تكون زاوية سقوط أشعة الشمس منخفضة وبهذا تقل الأشعة التي تتلقاها الأوراق خصوصا ًفي فترات النهار الأكثر حرارة والأشد سطوعاً كما أن الأوراق سميكة و بها طبقة شمعية تقلل من فقد الماء عن طريق النتح وتمنع الذبول.
زراعة الجوجوبا :
يتكاثر الجوجوبا في الطبيعة بواسطة البذور كما يمكن إكثاره عن طريق العقل وهي الطريقة المفضلة لاستزراع الجوجوبا بشكل تجاري حيث تؤخذ العقل من نباتات ذات إنتاجية عالية وذات نسبة زيت مرتفعة في بذورها، كما تتيح هذه الطريقة أيضا التحكم في نسبة النباتات المؤنثة إلى النباتات المذكرة، ويفضل عادة أن تتراوح نسبة النباتات المؤنثة عند الزراعة ما بين 90-95? بينما تكون نسبة الـ 5-10? المتبقية نباتات مذكرة لتنتج ما يكفي من حبوب اللقاح لتلقيح الأزهار المؤنثة.
تحتاج شجيرات الجوجوبا المزروعة حديثاً إلى الري وبخاصة في السنتين الأوليين ويفضل أن يتم في بداية الشتاء وكذلك في الربيع حيث تحتاج النباتات إلى الماء لتسريع نموها. وفي الظروف المناسبة من التربة الجيدة وتوفر الماء و الإضاءة الكافية تنمو جذور الجوجوبا بمعدل سريع يتيح للنباتات الوصول إلى الماء الأرضي خلال سنتين لتنمو وتزدهر وتعطي محصولاً من البذور دون الحاجة إلى الري . تزهر النباتات غالباً بعد ثلاث سنوات من الزراعة ويتم التلقيح عن طريق الرياح ولم يتم التعرف حتى الآن على أي
تتكون أزهار الجوجوبا في الشتاء، وبعد تلقيحها تتكون البذور وتنمو في أشهر الصيف. تتراوح نسبة الزيت في البذور من 45-65?، ويذكر أن خصائص الزيت ثابتة بغض النظر عن المنطقة الجغرافية التي أتت منها البذور. من الممكن تخزين بذور الجوجوبا لعدة سنوات دون أن تتأثر وذلك عند خفض نسبة الرطوبة في البذور إلى 10? وتخزينها في مكان مناسب وخالٍ من الآفات الحشرية. يعطي الهكتار الواحد ما يقارب الـ 400 كغم من البذور في أولى سنوات الحصاد، لكن العناية والاهتمام بالنباتات قد يرفع غلة الهكتار إلى ما يقارب الطنين من البذور بعد عدة سنوات من الزراعة، بل أن بعض الأصناف المطورة قد يصل إنتاجها إلى ثلاثة أو أربعة أطنان للهكتار الواحد. من المشاكل التي تواجه زراعة الجوجوبا وإنتاجها بشكل اقتصادي هو الحاجة إلى تصميم معدات وآليات خاصة للزراعة وحصاد محصول البذور وكذلك آلات لفصل البذور وتنظيفها بشكل فعال حيث لا تزال الحاجة ماسة في هذا المجال على الرغم من المحاولات المستمرة في هذا المضمار.
تسلم يدك