دور المرأة في تربية الأولاد
الثاني: ولأن الطفل كثير المجاهيل ينطبق عليه أنه واضح غامض، سهل صعب،لذا فرعايته وتربيته تحتاج لجهد ليس سهلاً، وهذا ما سوف نوضحه فيما يأتي
.إن رعاية الطفل مسؤولية الأبوين معًا، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (كلكم راع وكلكممسؤول عن رعيته، والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجهاومسؤولة عن رعيتها) [البخاري في كتاب الجمعة، باب الجمعة في القرى والمدن، ومسلم فيكتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل
].فكيف تكونى بهذه المسئوليه وانتى تناقضين نفسك بعكسها
ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُوَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6].
وهنا الاهم كيف ويجب ان يكون فى كل الاحوال
ولكننا إذا نظرنا إلى واقع الأمر وجدنا أنالرجل لا يقضي في بيته ومع أطفاله إلا جزءًا يسيرًا من الوقت هذا من حيث الكم، ومنحيث الكيف فهذا الوقت يكون فيه منهكًا من العمل، يطلب الراحة، وليس لديه قدرة علىالتفكير في شأن أولاده. لذا يظهر لنا أن الدور الأكبر في هذا هو دور المرأةومسؤوليتها، أخرج البخاري عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: هلك أبي وتركسبع بنات، أو تسع بنات، فتزوجت امرأة ثيبًا فقال لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلمـ: )تزوجت يا جابر( فقلت: نعم، فقال: )بكرًا أم ثيبًا( قلت: بل ثيبًا. قال: )فهلاجارية تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك( قال: قلت له: إن عبد الله هلك وترك بناتوإني كرهت أن أجيئَهُنَّ بمثلهن فتزوجت امرأة تقوم عليهن وتصلحهن، فقال: )بارك اللهلك، أو قال: خيرًا( [البخاري كتاب النفقات، باب عون المرأة زوجها فيولده].
الحديث دلّ على مشاركة المرأة زوجها في تربية الأولاد بل إن الدورالأول هو دورها: (تقوم عليهن وتصلحهن
).أيتها الأخت:
أولاً الجانب الصحي:
إن الطفل المريض أو المعوق لن يكون فردًاتامًّا مفيدًا للأمة.
لذا فأول أمر تعمله المرأة وتوليه عناية، صحة طفلها،ولقد كتبت في هذا الموضوع كتابات متعددة ومن ذلك كتاب (رعاية الطفل الصحية) للدكتور "نبيه الغبرة" فهو يعرض رعاية الطفل الصحية بأسلوب سهل ميسر تفهمه كل امرأة لديهاقدر يسير من الاطلاع، ومن الملاحظات التي تتعلق بصحة الطفل
:1 ـ المرأةالحامل وعنايتها بصحتها، حيث صحتها صحة للجنين، ولابد من عمل اللازم لذلك
.2 ـ ما بعد الولادة يمر الطفل بأدوار، لكل دور حالة خاصة ورعاية صحية خاصة، ونجملهافيما يلي
.المرحلة الأولى:ـ
الوليد في شهره الأول حيث دقة حساسيته في هذا السن، لابد أنتعرف الأم: ما هي المظاهر الصحية وغير الصحية في تلك الفترة، كيف تعامله، مكان نومهالمناسب، الرضاع السليم، اللباس.. إلى غير ذلك.
ـ المرحلة الثانية:
ما بعدالوليد وهي الرضيع وفيها يحصل المشي، والنطق وما يلزم لها من رعاية صحية، فعندمحاولة الطفل المشي لا يكلف فوق طاقته ولا داعي لإعانته بحاجة يمشي عليها بل يتركلقدرته.
النطق: ألا تعلمين أن اضطرابات النطق سببها تشخيص الأهل لها، أي: قولهم بوجودها واتخاذ الوسائل لمعالجتها
.ـ المرحلة الثالثة:
سن ما قبلالمدرسة، وفيها يتم إعداده للمدرسة، يراعى قدرة الطفل، جعل المدرسة والقراءة محببةإليه.
ـ ثم تأتي مرحلة الطفولة المتوسطة والمراهقة والتي يكون الجهد التربويفيها صعبًا
.ثم تذكري بعض القضايا الصحية التي يجب أن يكون لديك خبرةبها
.1 ـ لقاحات الطفل ما هي، أوقاتها
.2 ـ النمو السليمللطفل
.3 ـ مجارات ملكات الطفل
.4 ـ لِعب الطفل ولُعبه
.أهميةاللعب في حياة الطفل ليس مجرد تسلية بل وسيلة للتعليم وتنمية المواهب
.لكلسنّ لُعب معيّنة تناسبه، لو أعطي لعبة أقل من مستواه الذهني لم يحفل بها، ولو أعطيلعبة فوق مستواه يحتاج لجهد أكبر من طاقته، وقد يفسدها وهناك لعب ضارة يحذرمنها
.ـ السلس أو التبول الليلي أسبابه كيف يعالج بصورة صحيحة
.ـالطفل الأعسر: البيئة والتوجيه. لهما دور كبير.
هذا جانب من جوانب العنايةبالطفل، هل لديك فيه الخبرة الكافية؟ لم يكن القصد من ذكرها التفصيل وإعطاء منهجصحي فليس هذا موضعه، وإنما إشارة إلى أن الأمر ليس بالسهولة المتوقعة
.إذاانتقلنا إلى الجانب الآخر وهو جانب تربية الطفل خلقيًّا وبنائه بناءً صالحًا وغرسالعادات الطيبة وإبعاده عن العادات السيئة حتى ينشأ ولدًا صالحًا يكون قرّة عينلوالديه، إن هذا الجانب يحتاج لمحاضرات متعددة؛ لأنه موضوع ذو تشعب. إن من يقوم علىتربية الطفل لابد أن يعرف ما هي خصائص الطفل حتى يتعامل معه على بيّنة، ثم ما هيالوسائل الجيدة والمجدية للتربية، ولابد أن تدركي أيتها الأخت أن لكل سن في حياةالطفل طبيعة خاصة ولها وسائلها التربوية الخاصة والكتابات في هذا الجانب كثيرة،وإذا كنت تؤمنين بأن هذا جزء هام من دورك العظيم في تربية الأسرة فلا بد أن يكونلديك فيه الإلمام الذي يمكنك من القيام برسالتك العظيمة [مما أنصح به في هذا الجانبسماع محاضرة مسجلة للدكتور عبد العزيز النغيمشي بعنوان (واقع الطفل المسلم)]. وأناأذكر إشارات بسيطة في هذا
1 ـ القابلية، فالطفل صفحةبيضاء لم يتعمق لديه أي سلوك أو أفكار، قابل للتعديل والتوجيه. مثل الغصن اللينقابل للتشكيل على أي شكل تريد، إذن فلا بد أن تعي المرأة دورها في هذاالأمر
.2 ـ مادية في التفكير، فلا تقلق الأم إذا لم يفهم بعض الأمور؛ لأنهيربط ما أمامه بالتفكير المادي، فلو قلت له ثلاثة زائد ثلاثة لم يفهم، لكن ضع أمامهثلاثة أقلام، وثلاثة، يقول: ستة وهكذا
.من أجل هذا فهو لا يكلف إلا بعدالبلوغ ولتربيته على الصفات الحميدة لابد أن تربط بآثارها العملية المحسوسةله
.3 ـ الفردية، والأنانية، كل شيء له، دور المربي إخراجه منها حتى يحترمالآخرين
.4 ـ الطفل له حاجات لابد منها إذا لم توفر له تعرقل نموه، أو تنشئعنده سلوكيات سيئة، منها
:أ ـ الحب والأمن من أبويه
.ب ـ التقديروالثقة فإنه إذا لم يحترم ويعطى الثقة ينشأ عنده عدم الثقة بالنفس
.جـ ـالرفقة، لابد له من صحبة، فينبغي اختيار الرفقة الذين اعتني بتربيتهم حتى لا يقعالتناقض.
1 ـ التلقين وهذا يعتمد فيه على مجرد الأمر وهو غير مجدكثيرًا، وللأسف أنه المستعمل لدى كثير من الناس
.2 ـ يضاف مع التلقين أمرآخر كالنصح أو الترغيب والترهيب، وهذا أجدى من سابقه
.3 ـ بالملاحظةوالتقليد، وهذا أهمها وأخطرها وهنا دور القدوة والسلوكيات في البيت وسلوك الأم كيفيكون حال الطفل، فل تستطيع تعليمه الصدق ونهيه عن الكذب وهي تكذب أمامه
.بعدهذا هناك ملحوظات عامة حول تربية الطفل ومنها:
ـ الضرب وسوء استعماله، لا شكأن الضرب وسيلة تربوية لكن كيف ومتى يستعمل؟ هذا أمر مهم.
ـ تخويف الطفلبالبعبع وآثاره على نفسية الطفل
.ـ التربية بين التدليل والقسوة
.ـإبعاد الطفل عن الأطفال غير المهذبين
.ـ متابعة الطفل في دراسته
.ـتربية البنت على الحياء
.ـ التربية بالنظرة وتعويد الطفل على ذلك
.ـعدم التناقض بين الزوجين في التوجيه فهذا يأمر وهذا ينهى عن نفس الفعل
.ـعدم التناقض بين القول والفعل.كأن تربيهم على الحلال والحرام وانتى ترتكبيه
فمثلا يدخل ابنك مدونة فيرى كليمات او صور انتى بيدك تضعيها فما تقولين
لا تقصدين ام عادى ام نحن لسنا فى مكان يعاقبنا فيه الله ام تسجعيهم على
مثله
ـ مراقبة الأطفال في البيت من حيث لايشعرون.
ـ الدعاء واستعمال الكلمات النابية
.ولا شك أن كل نقطة مماسبق بحاجة إلى شرح وإفاضة، وليس المجال شرح وسائل التربية وطرقها، وإنما ذكرت ذلكلأبيّن أن عمل المرأة في تربية الطفل ليس عملاً يسيرًا بل هو عمل يحتاج للعلم،ويحتاج جهدًا في المتابعة.
واخير هناك ايه فى سوره الكهف يغفل عن فهما البعض
عن عثمان بن عفان – t – أنه قال في قوله تعالى: {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً }الكهف82