تخطى إلى المحتوى

امراض القلوب 2024

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين،
أما بعد
..

الونشريس

القلب ..
المضغة التي إن صلحت صلح سائر الجسد والأعمال.... وإن فسدت..!!
نسأل الله العافية!
قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: ..(( ألا وإن في الجسد مضغة : إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب .))

الراوي: النعمان بن بشير المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 52
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

الونشريس

وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم:((اللهم يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك))

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الأدب المفرد – الصفحة أو الرقم: 527
خلاصة حكم المحدث: صحيح

ولمّا كان القلب مضغة وعضو من أعضاء الإنسان، فجاز إصابته بالمرض كما يمرض سائر الجسد..

وإن كان مرض وعلّة الجسد يوهن عمل الجوارح
فإن مرض وعلّة القلب القلب قد يفسد الإيمان ونية العمل..
فكان أوجب بالإهتمام به لأنه محل النوايا والإيمان وعمل القلب والتي قد تجعل عمل الجوارح فاسدا وهباءً !!

الونشريس

قال تعالى {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا }
[البقرة:10]..
ومواضع ذكر مرض القلب عديدة في القرآن..

وأمراض القلوب عديدة، فمنها الجليّ ومنها الخفيّ، منها المستعصي ومنها الهيّن ومنها ما قد يصل إلى الخروج من الملّة والعياذ بالله!!

فها نحن نضع بين أيديكنّ جملة من أمراض القلوب وسبُل اكتشافها وعلاجها بإذن المولى، فالنفتّش في قلوبنا، ولنجاهد لإصلاحها فإن في ذلك المكسب في الآخرة بإذن الله {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾}

[الشعراء:88-89]

الونشريس

سنناقش بإذن الله خمسة وثلاثون مرضا من أمراض القلوب وطرق علاجها، قامت بتأليف الكتاب
الشيخة أم تميم حفظها الله
وراجعه وقدّم له الشيخ مصطفى بن العدويحفظه الله
فنسأل الله سبحانه أن ينفع بهذا العمل وأن يجعله في ميزان حسناتهما..

.. تقديم الشيخ مصطفى العدوي ..

الونشريس

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد ..

فهذه كلمات طيبة ونافعة بإذن الله في بيان أمراض القلوب ودوائها وطرائق الشفاء منها، أعدتها أختنا في الله الداعية إلى الله على بصيرة نحسبها كذلك ولا نزكيها على اللهأم تميم حفظها الله تعالى وبارك فيها وشكر مساعيها .
وقد راعت فيهاوفقها الله سلامة المادّة العلميّة وصحة الأحاديث وإن كانت اعتمدت تصحيحات بعض أهل العلم الأفاضل فتركت لها ما اختارته، إذ الخطب في ذلك يسير ومالزم التنبيه عليه نبهت عليه وما وسع الأمر فيه فيه تركته واسعًا .
والله أسأل، أن يجزيها خيرًا على ما بذلت من جهدٍ وما سطرت من طيب الكلم، كما أسأله سبحانه أن يوفقها في مسيرتها العلمية الدعوية وأن يهدي بها وأن يزيدها هدى وتوفيقًا وسدادًا، فهي على غرٍ من الثغور أعانها الله عليه وثبت الله أقدامنا وأقدامها على الحق وبارك الله لها في زوجها وذرّيتها.. آمين .
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
مقدمة الشيخة " أم تميم "

الونشريس

إن الحمد لله نحمد و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور انفسنا
ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده ورسوله أما بعد ،،،،،

الونشريس

فهذه مجموعة محاضرات عن أمراض القلوب قمت بإلقائها فى المساجد و قد ألحت على الطالبات إلحاحًا شديدًا من أجل أن قوم بنسخها و عملها كتابًا لشدة احتياجهن لهذا البحث كما قلن .
* هذا و لا يخفى أن القلب يمرض بالذنوب و المعاصى كما يمرض البدن ،مع الفارق الكبير بينهما، فمريض البدن إذا صبر و احتسب كان ذلك له أجرًا و طهورًَا من السيئات و ربما رفع بهذا المرض درجات و أدلة ذلك كثيرة فى الكتاب و السنة
* أما مريض القلب فعلى خطر عظيم إن لم يتداركه الله تعالى برحمته و عفوه و إحسانه بأن يبصره بمرض قلبه و ييسر له التوبة و ذلك إذا علم المولى عز و جل من العبد الصدق فى طلب التوبة .
* ومكمن الخطر أن أمراض القلوب تفسد العمل و تحجب العبد عن العمل ففساد العمل يكون إما بالشبهات :كالبدع و النفاق العقدى و القنوط من رحمة الله .. إلى غير ذلك من أمراض الشبهات ، و إما بالشهوات:كإتباع الهوى و العجب و الكبر و الغفلةوما أشبه ذلك .
* أما حجب العبد عن العمل : فلانه من المعلوم أن الذى ابتلى بمرض فى بدنه لا يستطيع أن يبذل الجهد الذى يبذله من رزق معفاة البدن ، و كذلك مريض القلب لا يقوى على القيام بالطاعات التى يقوم بها سليم القلب و إن تيسر له الأسباب التى تعينه على الطاعة ، فتجده عنده وقتا ولا يذهب لدروس العلم أو لحفظ القران ، فتمر الأيام ولا يقوم لدقائق معدودات يناجي ربه ، و الطامة الكبرى أن مريض القلب قد يتهاون فى أداء الفروض من صلاة و صيام و زكاة ،فقد يمتلك المال ولا يؤدي حق الله فيه من زكاة و صدقة ، و مع توافر المال قد يكون معافى فى بدنه ولا يحج ولا يعتمر ولا يسعى لنفع المسلمين بأى وجه من الوجوه،وما ذلك إلا لمرض قلبه.
*وإذا كان الأمر كذلك فان البحث فى أمراض القلوب من الأهمية بمكان فلو ملك العبد كنوز الأرض مع فساد القلب فلن تغني عنه من الله شيئًا ،
قال تعالى { يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إ ِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء88:89]

و انطلاقًا مما تقدم ،فقد عزمت _بحول الله و قوته و بعد اتخارته_على عمل كتاب يحوى هذه الأمراض و طرق علاجها مع العلم بأن علماء السلف اعتنوا بالبحث فى أمراض القلوب و قاموا بتدوينها و لكن فى كتب متفرقة ليس من السهل على كل مسلم جمعها
هذا و الله أسال ان يجعل هذا العمل سببًا فى صلاح قلبى و قلوب عباده المؤمنين ،ويدخلنا برحمته و فضله و جوده و كرمه في عباده الصالحين

*و ختامًا لا يسعنى إلا أن أسال الله العظيم،الخير الكثير،و الثواب الجزيل،و العمر الطويل
للعالم الجليل شيخى الكريم العلامة المحدث الفقيه مصطفى بن العدوى
_حفظه الله_ على ما بذل من جهد ووقت فى مراجعة الكتاب .

الونشريس

*و قد تفضل مشكورًا فضيلة الشيخ العلامة المحدث أبو اسحاق الحوينى بمراجعة الكتاب و قد كان له بعض التعلقات كتبتها فى حاشية الكتاب ، فتركتها كما هى ، فجزاه الله عنى و عن المسلمين خيرًا .…….

وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

    المرضُ الأول ** الشرك الأكبر

    الشركُ مرضٌ خبيثٌ من أمراض القلوب بل هو أخطر الأمراض التي تصيب القلب على الإطلاق وهو أكبر الكبائر، فمن اعتقد بقلبه أن مع الله آلهًا آخر أو لله ندًا (1) أو جوز أن يعبد مع الله غيره من شجر أو حجر أو شمس أو قمر أو ملك أو اعتقد أن أحد يملك له ضرًا أو نفعًا أو حياةً أو نشورًا فقد أشرك شركًا أكبر وسواء أكان هذا الشرك المزعوم نبيًا مُرسلاً أم ملكًا مقربًا أم شيخًا أم وليًا من الأولياء حيًا كان أم ميتًا فكل ذلك من الشرك الأكبر الذي ذكره الله عزوجل في كتابه قال تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}[ النساء:116 ]
    قال تعالى {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة : 72]

    والآيات في ذلك كثيرة.

    فمن أشرك بالله ثم مات مشركًا فهو كافر من أصحاب النار قطعًا كما دلت الآيات على ذلك، أم من تاب من الشرك قبل موته فإن الله يتوب عليه لأنه هو التواب الرحيم سبحانه وتعالى وعزوجل قال {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً} [الزمر:53]

    وقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي بكر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال: " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثًا" قالوا بلى يارسول الله قال: " الإشراك بالله وعقوق الوالدين وجلس وكان متكئًا فقال : ألا وقول الزور…." .

    الشاهد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أخبرنا بأن الشرك الأكبر وهو الكفر الأكبر أكبر الكبائر وقال(صلى الله عليه وسلم )" اجتنبوا السبع الموبقات" وذكر منها الشرك بالله (3)

    ____________________

    (1)- الند يقال فلان ند فلان ونديده أي مثله وشبهه_ من كلام ابن القيم_ (فتح المجيد/ص:78).

    (2)- أخرجه البخاري(2654) ومسلم(87).

    (3)-أخرجه البخاري (2766) ومسلم (189) من حديث أبي هريرة.

    وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

    بارك الله لك رزان

    قال تعالى {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا }ربنا يحميك
    ويجعله في ميزان حسناتك

    الونشريس


    الونشريس
    بارك الله فيك اختى.
    يعطيك العافيه علي الموضوع) …
    ابدعتى يالغلا …

    ب إنتظآر اطلالتكـ القادمهـ
    إحترآمي وتقديري…)
    ريموووو

    الونشريس

    تم التقييم

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.