ينصح الأطباء المرأة الحامل عادة بالراحة وملازمة السرير من أجل صحتها وصحة جنينها، إلا أن في ذلك معلومة خاطئة في طريقها لتصبح من الماضي، حيث أثبتت دراسة حديثة فائدة جديدة لممارسة الحامل للرياضة، إنها ببساطة تزيد من نضج دماغ جنينها وتحفز قدراته العقلية بشكل كبير.
وخلص باحثو جامعة "مونتريال" إلى أن ممارسة الحامل للرياضة لمدة 20 دقيقة متواصلة ولثلاث مرات في الأسبوع تحفز دماغ الجنين على النمو.
وتعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تجرى على البشر بعد أن أظهرت الدراسات على الحيوانات نتائج مماثلة، وهو ما أعلن عنه في مؤتمر علوم الأعصاب 2024 في "سان دييغو".
ويعتقد الباحثون أن على أطباء النسائية أن يتوقفوا عن نصيحة السيدة الحامل بالراحة، إذ أن الأبحاث الجديدة تظهر أن فوائد الرياضة على صحة المرأة وجنينها أكبر بكثير مما كان متوقعاً.
ويعدد دانييل كورنيير، أحد القائمين على الدراسة هذه الفوائد بقوله: "بينما يؤدي الكسل إلى زيادة خطر الإصابة بالمضاعفات خلال الحمل، فإن النشاط والحيوية يجعل الحمل أكثر راحة ويسرع من استعادة المرأة لعافيتها بعد الولادة، كما أنه يقلل من خطر إصابة الطفل بالبدانة".
وقد انطلق الباحثون في تجاربهم من الأبحاث التي تثبت أن الرياضة مفيدة لدماغ البالغين، وافترضوا بناء على ذلك أنها قد تكون مفيدة أيضاً للأطفال الذين لم يخرجوا إلى الحياة بعد، ولإثبات ذلك أجروا دراسة على عدد من الأمهات ابتداءً من الثلث الثاني من حملهن، وقارنوا بين اللواتي يمارسن الرياضة وبين نظيراتهنّ ممن يلتزمن السرير ويعشن حياةً كسولة. ثم قاموا بفحص أدمغة الرضع بعد الأسبوع الأول من الولادة بواسطة أجهزة تقيس مدى نشاط قشرة الدماغ وقوة الذاكرة السمعية، ووجدت النتائج النهائية أن أطفال الأمهات النشيطات يملكون دماغاً أكثر نشاطاً، وهو ما يعني أن أدمغتهم قد نمت بشكل أسرع خلال الحمل.
وستكون الخطوة القادمة للباحثين، هي إجراء اختبارات جديدة على الرضع بعد أن يبلغوا العام، ومراقبة مدى دوام هذا التأثير الإيجابي لرياضة الأم على مستقبل أطفالهم، وعلى قدراتهم الذهنية ومهاراتهم الحركية.