في ذكرى توليه الحكم عبد الناصر ما زال يسكن بيوت العرب والأفارقة 2024

ميلاده في عائلة مؤمنة بفكرة "المجد العربي"، كان واضحاً في توجهاته وسياساته ، خاصةً أن شقيقه يُسمى عز العرب ، فهو صاحب فكرة القومية العربية وبناء السد العالي وتأميم قناة السويس ، وبالرغم من نكسة 1967 إلا أنه لا أحد ينكر عظمة حرب الاستنزاف التي كانت خير بشيراً للانتصار العظيم في 1973 .

كان ناصر ورفاقه ضمن القوات المصرية المشاركة في حرب 1948 التي نشبت في فلسطين ، وتلقت فيها الجيوش العربية هزيمة موجعة بعد صفقة الأسلحة الفاسدة التي قام بها الملك فاروق ضد المليشيات الصهيونية المسلحة بعد إنهاء المملكة المتحدة انتدابها على فلسطين وغادرت تبعاً لذلك القوات البريطانية من منطقة الانتداب ، وأصدرت الأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية .

أثار حادث الإسماعيلية في 25 يناير 1952 الذي أدى إلى مقتل 40 من رجال الشرطة المصرية بالرصاص بعد مواجهة مع القوات البريطانية ، وتعالت الأصوات المناهضة ما تسبب في حالة غليان واعمال شغب بالقاهرة في اليوم التالي ، ما أسفر عن مقتل 76 شخصاً .

وفي 23 يوليو 1952 قام التنظيم بانقلاب مسلح أبيض لم ترق به دماء أطلق عليه الحركة المباركة ، وبعد التأييد الشعبي أعلنت ثورة يوليو ، نجح في السيطرة على الأمور والسيطرة على المرافق الحيوية في البلاد وأذيع البيان الأول للثورة بصوت أنور السادات – الضابط بسلاح الإشارة وقتها – وأجبرت الحركة الملك على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو من العام نفسه .

تولى ناصر السلطة من سنة 1954 ، وشغل منصب نائب رئيس الوزراء بالإضافة إلى رئيس الجمهورية بعد وضع محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية بعد تنامي الخلافات بين نجيب وبين مجلس قيادة الثورة ، وتولى رئاسة الوزراء ثم رئاسة الجمهورية باستفتاء شعبي يوم 14 نوفمبر 1954 .

أدت سياسات عبد الناصر المحايدة خلال الحرب الباردة بين القوتين الأعظم – أمريكا والاتحاد السوفيتى – إلى توتر العلاقات مع القوى الغربية التي سحبت تمويلها للسد العالي – الذي كان عبد الناصر يخطط لبنائه – ورد عبد الناصر على ذلك بتأميم شركة قناة السويس سنة 1956 ولاقى ذلك استحساناً داخل مصر والوطن العربي .

ردت القوى الغربية فرنسا وبريطانيا بالاشتراك مع إسرائيل باحتلال سيناء بعد عدوان سافر على مصر ، لكنهم انسحبوا وسط ضغوط دولية فيما عرف بالإنذار الأمريكي ، وقد عزز ذلك مكانة عبد الناصر السياسية بشكل ملحوظ .

على الرغم من شعبيته الكبيرة لدى الشعب العربي ، بحلول منتصف 1957 كانت حليفة عبد الناصر الإقليمية الوحيدة هي سورية ، وفي سبتمبر من نفس العام احتشدت القوات البرية التركية على طول الحدود السورية معطية بذلك مصداقية للشائعات التي ادعت أن دول حلف بغداد كانت تحاول إسقاط الحكومة اليسارية في سوريا ، أرسل ناصر بعض الوحدات إلى سوريا كعرض رمزي للتضامن ، ما رفع مكانته في الوطن العربي وخاصةً بين السوريين .

في عام 1967 كان ناصر على موعد مع هزيمة كبيرة على أيدي إسرائيل أدت إلى احتلال إسرائيل لسيناء والضفة الغربية وقطاع غزة والجولان ، وتعتبر حرب الأيام الستة هي الحلقة الثالثة ضمن الصراع العربي الإسرائيلي ، وقد أدت الحرب لمقتل قرابة الـ 25 ألف جندي عربي في مقابل 800 في إسرائيل وتدمير 70 – 80% من العتاد الحربي في الدول العربية .

في اليوم التالي لإعلان الهزيمة أعلن ناصر هزيمة بلاده ، كما أعلن استقالته على التليفزيون في وقت لاحق من ذلك اليوم وتنازل عن السلطات الرئاسية إلى نائبه آنذاك زكريا محيي الدين – الذي رفض هذا المنصب – ليتدفق ملايين المصريون من المتعاطفين مع ناصر إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء مصر وجميع أنحاء الوطن العربي – رفضاً لاستقالته – وهتفوا : "نحن جنودك ، يا جمال" ، ناصر تراجع عن قراره في اليوم التالي .

في سنة 1962 بدأ عبد الناصر سلسلة من القرارات والإصلاحات ، ووصل أنصاره إلى سدة الحكم في عدة دول عربية ، وقد شارك في الحرب الأهلية اليمنية في هذا الوقت .

بين سنتي 67 و 1968 عين عبد الناصر نفسه رئيساً للوزراء بالإضافة إلى منصبه كرئيس للجمهورية ، وشن حر الاستنزاف لاستعادة الأراضي المفقودة في حرب 1967 ، وأصدر مجموعة من الإصلاحات الليبرالية السياسية وبدأ اكتمال حلة بناء السد العالي بنهاية عام 1969 .

وبعد اختتام قمة جامعة الدول العربية بالخرطوم سنة 1970 تعرض عبد الناصر لنوبة قلبية وتوفي عقب عودته لمصر .